الكوارث البيئية: قصة السفينة بروبو كوالا
قصة السفينة بروبو كوالا
قصة السفينة بروبو كوالا هي من الكوارث البيئية التي نتجت عنها أضرار صحية لا زال يعاني منها الألف حتى وقتنا الحالي وهي أحدى القضايا التي حاربتها منظمة السلام الأخضر في المحاكم الدولية ضد شركة ضربت بكل التشريعات واللوائح والقوانين الدولية عرض الحائط.
في اليوم الثاني من شهر يوليو 2006، قامت سفينة تسمى بروبو كوالا (Probo Koala) وهي سفينة مؤجرة من قبل شركة مجموعة ترافيجورا النفطية بمحاولة لتفريغ شحنتها من النفايات السامة في ميناء أمستردام لكي يتم التخلص منها من قبل أحدى الشركات لمعالجة النفايات السامة في هولندا.
وبسبب رائحة تلك النفايات القوية وطبيعة سميتها طلبت سلطات الميناء والشركة المعالجة السفينة بدفع تكاليف مالية أكثر كنفقة تكاليف علاج إضافي فرفضت السفينة ذلك وغادرت أمستردام. بعدها أختفت السفينة مابين 2 يوليو إلى 19 أغسطس عن الأنظار فلم يعد احد يعلم أين ذهبت أو ماذا فعلت بحمولتها السامة.
رحلة السفينة بروبو كوالا إلى ساحل العاج والأماكن التي ألقت فيها النفايات السامة.
في 19 أغسطس 2006
. أفرغت السفينة حمولتها من النفايات السامة في أبيدجان، العاصمة
الاقتصادية الرئيسية لدولة ساحل العاج، ولم تظهر أي أخبار حول خطورة تلك النفايات حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عندما أعلنت وزارة الصحة في ساحل العاج اجتماعا استثنائيا أدى إلى إقالة الحكومة في يوم 6 سبتمبر من نفس السنة.
وقيل حينها أنه كان من المفترض أن يتم التعامل مع تلك النفايات السامة والتي تتألف من الهيدروكربونات المتطايرة (volatile hydrocarbons) من قبل شركة لمعالجة النفايات في ساحل العاج وهذا كما قيل ولكن حدث غير ذلك.
حيث تم إلقاء تلك النفايات السامة في 11 موقع بالمدينة فظهرت أعراض أمراض في الأشخاص المتعاملين والمحاطين بتلك النفايات منها مشاكل في التنفس والغثيان والدوخة والقيء مع الدم وحروق وتهيج بالجلد، وقد إبلغ حينها عن وفيات لسبعة أشخاص وحوالي أكثر من 30000 شخص محتاجين لمساعدة طبية مستعجلة.
أحدى النساء المصابات بحروق جلدية نتيجة التعرض للنفايات السامة المرمية من قبل باخرة بروبو كوالا في أبيدجان بساحل العاج
بالضغط الأعلامي والحكومي الذي حدث، وافقت الشركة (مجموعة ترافيجورا) دفع تعويض لحكومة ساحل العاج بمبلغ 152 مليون يورو لأزالة النفايات السامة في مقابل ان يسقط رئيس ساحل العاج التهم على الشركة ومسؤوليها التنفيذيين مع التعهد بعدم ملاحقة الشركة بمتطلبات مالية أخرى، وف
ي سبتمبر 2009 وافقت الشركة دفع تعويض مبلغ 1100 يورو عن كل حالة لحوالي 30000 شخص الذين عانوا من مشاكل صحية بسبب تلك النفايات السامة.
الصورة 3:طفل عمره ستة أشهر مصاب نتيجة التعرض للنفايات السامة المرمية من سفينة بروبو كوالا.
طفل أخر مصاب بحروق في كامل جسده بسبب النفايات السامة المرمية من سفينة بروبو كوالا
في 1 يونيو 2010، قامت منظمة السلام الأخضر برفع قضية جنائية ضد شركة ترافيجورا والمتورطين الأخرين معها أمام محكمة أمستردام كنتيجة للآتهامات التي رفعتها المنظمة ضد الشركة في سنة 2006
حيث حملت الشركة المسئولية عن التخلص من النفايات السامة بطريقة غير مشروعة عبر سفينة بروبو كوالا في ساحل العاج. ولكن الشركة نفت كل الاتهامات ومسئوليتها عن ذلك وأشارت بأن المسئول هو مقاول محلي أسند إليه التخلص من تلك النفايات السامة.
امتخصصين يجمعون عينات لقياس نسبة التلوث بأحد المناطق التي رمت بها السفينة النفايات السامة في أبيدجان بالساحل العاج.
في المحكمة وجهت الاتهامات إلى شركة ترافيجورا عن هذه العملية بالكامل وايضا وجهت تهم لكابتن السفينة لأخفاءه الطبيعة الحقيقية للنفايات السامة وللاستيراد وتصدير غير المشروع لتلك النفايات السامة.
كما أتهمت مدينة أمستردام في المساعدة في تصدير هذه النفايات الخطرة إلى ساحل العاج.
ناشطين بمنظمة السلام الأخضر يقومون بمعارضة السفينة بروبو كوالا والتشهير بما فعلته من كوارث بيئية بالكتابة على جدارها الخارجي (EU Toxic Crime Scene).
في سبتمبر 2009، قدمت منظمة السلام الأخضر ايضأ شكوى إلى محكمة الاستئناف في لاهاي ضد رفض المدعي العام لمحكمة أمستردام توجيه الاتهام لشركة ترافيجورا والتقصير في التحقيقات في وقائع ساحل العاج.
في نفس الفترة التي ظهرت فيها معلومات وأدلة جديدة منها بعض رسائل البريد الإلكتروني الداخلية تثبت أن الشركة المعنية كان لديها علم بأن النفايات خطرة وسامة وأن تصدير مثل هذه النوعية من النفايات إلى أفريقيا يعتبر عمل غير شرعي بموجب التشريعات الأوروبية.
أيضا معلومات أخرى جديدة ظهرت من قبل سائقي الشاحنات اللذين قاموا بنقل وتفريغ النفايات السامة وتأكيدهم بأنهم استلموا أموال نقدية لكي يعلنوا بأن تلك النفايات غير خطرة.
منذ الكشف عن هذه الفضيحة، حاولت شركة ترافيجورا إخفاء الحقيقة عن طريق طمس المعلومات بكل السبل، مع تأجير أفضل وأغلى المحامين للدفاع عنها كما استخذمت أسلوب التهديد بالتشهير لإسكات النقاش العام.
ايضا ذكرت بعض الصحف أنه كانت لديها محاولات لرشوة بعض الشهود العيان لتغيير أقوالهم. ولكن تعتقد منظمة السلام الأخضر أنه في نهاية المطاف يجب على شركة ترافيجورا أن تتحمل المسئولية الكاملة أمام المحكمة والرأي الدولي العام على ما حدث وأن تقدم التعاون الكامل في البحث عن الحقيقة حول هذه الكارثة البيئية.
References
The toxic ships: The Italian hub, the Mediterranean area and Africa. A Greenpeace report. June 2010
اترك تعليقاً