أنتشار فاشية نتيجة استعمال نفايات طبية تسببت في قتل 70 شخص
العبث بالنفايات الطبية ينتج عنه فاشيات واوبئة وكوارث صحية تؤدي إلى الوفاة في أغلب الأحيان، ولعل وفاة أكثر من سبعون شخصًا في ولاية غوجارات الهندية هو خير دليل على ذلك. فقد توفي سبعون شخص بسبب سلالة متحورة قوية من فيروس التهاب الكبد البائي (Hepatitis B) من خلال استعمال حقن وإبر ملوثة.
حدثت القصة منذ عدة سنوات عندما تتبعث الشرطة الهندية بعض الموردين للمعدات الطبية الذين يتعاملون مع العيادات الخاصة فأكتشفت حوالي 75 طناً من النفايات الطبية على شكل إبر وحقن قد تم غسلها وإعادة تغليفها وتعبئتها من جديد في انتظار بيعها مرة أخرى إلى المشترين أصحاب العيادات الخاصة على أنها جديدة. وكانت هذه العملية ضمن عدة عمليات كبيرة أشرفت عليها عصابات الجريمة المنظمة في الهند (Organized Crime) بسبب حجم الأرباح التي تعود عليها من هذه التجارة الغير قانونية.
قامت الشرطة بعد التحريات بإغلاق 15 عيادة خاصة مع حظر أصحابها مدى الحياة من إعادة فتح وتم القبض على بعض الأطباء أشتروا تلك الأدوات واستخدموها على المرضى فأدت بهم للوفاة. كما وجدت الشرطة إختراقات قانونية كبيرة لبعض العيادات الخاصة حتى أن بعضها ليس لدى المسئولين عليها مؤهلات علمية مناسبة لإدارة العيادات الطبية.
وقد اعترفت السلطات الأمنية بأنها ليست لديها فكرة عن كمية الحقن والإبر الملوثة التي توزعت بالفعل واستخدمت في العيادات الطبية في جميع أنحاء الولاية، فهي كمية ضخمة توزعت على عدة سنوات ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيجادها جميعاً، كما أنه لا يوجد قانون يجبر 130 ألف ممارس طبي خاص في ولاية غوجارات على الكشف عن أماكن شراء معداتهم. كما أن غالبية الأطباء يرفضون التعاون ولا يعترفون بشراهم من تلك المصادر المشبوهة.
هذه الفضيحة الصحية وما نتج عنها من وفيات حركة العديد من الجهات الحكومية فقد أبلغت بلدية الولاية عن مخالفات قانونية قام بها الموردين للمعدات الطبية، وكذلك إشعارات بشأن 952 منشأة صحية من عيادات ومعامل تحاليل ومستشفيات لديها خروقات فيما يخص الأمتثال لقواعد التخلص من النفايات الطبية.
قالت الشرطة بأن عمال النظافة وبعض العاملين بالمستشفيات يقومون بجمع النفايات الطبية الخطيرة مثل الإبر والحقن عند رفعها للمحرقة للتخلص منها وبيعها للعصابات التي كانت تتاجر فيها بعد غسلها وتغليفها وتعبئتها في أكياس وبيعها للعيادات الخاصة الذين يتهافتون على شرءاها لرخصها.
قال أحد المسئولين بالبلدية بأن السلطات المحلية كانت على علم بأن العديد من العيادات في الولاية كانت غير آمنة لكنها فشلت في التحرك بسبب “التقدير الكبير للاطباء” ونفودهم في السلطة المحلية، ولكن قد حان الوقت للعمل بجد وقد قمنا بذلك، فقصة الأتجار بالنفايات الطبية أمر مثير للاشمئزاز ولن نترك الجناة يهربون بفعلتهم، فكيف يمكن للاطباء أن يخاطروا بحياة الناس بسبب إختلاف بسيطة في الأسعار.
العديد من الأهالي الولاية كانوا غير راضين على الإجراءات التي قامت بها حكومة الولاية من أعتقال بعض الموردين وإغلاق بعض العيادات وأنهم قد تأخروا جدا في التعامل مع العيادات الصحية الخاصة حتى حدثت هذه الكارثة. قال أحد الأشخاص أخيه توفى بفيروس: “أنهم ينتظرون حتى نموت قبل أن يتصرفوا. الفقراء في هذه المنطقة لا يستطيعون تحمل تكلفة الأدوية لذلك نحن مجبرون على استخدام هذه االنفايات”. وكان أصغر ضحية للفاشية طفلاً حديث الولادة أصيبت والدته بالفيروس قبل الولادة مباشرة، وقد قاوم الطفل الفيروس لمدة ثمانية أيام قبل أن يتمكن منه.
Source:
Nadene Ghouri. (2009). Medical waste scandal scars Gujarat Friday, 6 March 2009, 12:12 GMT
اترك تعليقاً