Skip to main content

اتفاقية ميناماتا الدولية وملاغم الأسنان

معظم الدول العربية وقعت على اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق (Minamata Convention) في 10 أكتوبر 2013 فما هي هذه الأتفاقية وما هي علاقتها بالنفايات الطبية.

سنة 2001 قام رئيس مجلس برنامج الأمم المتحدة للبيئة بوضع تقييم عن الوضع العالمي للزئبق ومركباته من حيث آثاره الصحية ومصادر تلوثه وأنتقاله بعيد المدى والوقاية منه والتكنولوجيات المتصلة بمكافحته، فثم النظر في هذا التقييم مع سنة 2003 وخلص المجلس إلى أن هناك دلائل كافية على حدوث آثار ضارة عالمية كبيرة للزئبق على صحة الإنسان والبيئة من إطلاقات الزئبق ومركباته في البيئة. وحث المجلس الحكومات على اعتماد أهداف للحد من انبعاثات الزئبق وإطلاقاته. فعقدت عدة إجتماعات وأتفقوا جميعاً على ضرورة إعداد صك عالمي ملزم قانوناً بشأن الزئبق. فككلت تلك الجهود بتوقيع إتفاقية عالمية بشأن الزئبق والهدف منها هو حماية صحة الإنسان والبيئة من الانبعاثات والإطلاقات البشرية المنشأ للزئبق ومركبات الزئبق. كما تنص الاتفاقية على مجموعة من التدابير لتلبية ذلك الهدف.

ضمن النقاط التي تكلمت عليها الاتفاقية وخصصت لها جزء من توصياتها هي المنتجات المضاف إليها الزئبق مثل حشوة الأملغم (جمعها الملاغم)… فما هي الملاغم؟
الأملغم (الملاغم) وهو حشو يستعمل بكثرة لتغطية حفر الأسنان الصغيرة من قبل طبيب الأسنان وهو أكثر نوع من حشوات الأسنان استخداماً، ومن مزاياها أنها مادة تتحمل الضرس المستمر وتتحمل الأحتكاك المتكرر ومرنة وسهلة التشكيل ورخيصة الثمن ولكنها تحتوي من ضمن مركباتها الزئبق بنسبة 49%، لهذا فهنالك نقاش كبيرة بخصوص هذه المادة ومدى إمكانية استعمالها لتصليح الأسنان بسبب إحتواها على الزئبق الخطير. ايضا هناك نقاش عالمي بخصوص هذه المادة وكيفية التخلص منها كمادة خطيرة تنتج من ضمن النفايات الطبية الخطرة في عيادات الأسنان، هذا المعدن هو معدن ثقيل تراكمي أي يدخل الجسم ولا يخرج منه بل يترسب في أنسجة الجسم ويسبب العديد من المشاكل الصحية العصبية على المدى الطويل بالإضافة لما يفعله في الأجنة من تشوهات وطفرات قاتلة وأضراره الصحية والبيئة ليس فقط على الإنسان بل أيضا في الحيوانات والأحياء البرية والبحرية، هذه المعدن تمت دراستة بتوسع كبير وأثبتت الأبحاث بدون شك مدى خطورتها.

Macro of a tooth with amalgam filling
Macro of a tooth with amalgam filling

لهذا خصصت الاتفاقية جزء من عملها للأحكام والتدابير بخصوص الأملغم ، الأملغم الناتج من عيادات الأسنان هو أكبر مصدر فردي للزئبق يصب في الصرف الصحي ومنها يصل إلى البيئة البحرية عبر محطات المعالجة،كما ذكرت بعض اللإحصائيات أن عيادات الإسنان تعتبر ثالث أكبر مستهلك للزئبق في الولايات المتحدة، مستويات الزئبق زادت في العالم أكثر من عشرون مرة ضعف خلال 270 سنة الماضية، في احدى الدراسات سنة 2000 وجدت أن حوالي 60000 طفل يولدون كل سنة لديهم إضطرابات عصبية بسبب تعرض أمهاتهم للمثيل الزئبق، اما مركز التحكم في الأمراض الأمريكي فقال أن هناك تقريبا حوالي 400 ألف طفل تحت خطر التعرض للزئبق (Bender MT, 2002).

تركيب الاملغم

الرسم البياني: المعادن التي يتركب منها أملغم الأسنان.

تطرقت الاتفاقية الدولية إلى الأملغم في الجزء الثاني من ضمن المنتجات الخاضعة للفقرة 3 من المادة 4 في المرفق ألف. حيث تقول الفقرة 3 من المادة 4: “يتخذ كل طرف تدابير بشأن المنتجات المضاف إليها الزئبق، المدرجة في الجزء الثاني من المرفق ألف وفقاً للأحكام المبينة في ذلك الجزء”.

أي بمعنى على الأطراف الموقعة على الأتفاقية مرعاة التدابير التي من شأنها التخلص التدريجي من استعمال ملاغم الأسنان في عيادات الأسنان مع مرعاة التوجيهات الدولية ذات الصلة مع الأخذ في الاعتبار الظروف الداخلية للطرف المعني.

وذكرت ايضا الأتفاقية تسعة تدابير من شأنها تقلل من استخدام الملاغم والتدابير سجلت تحت كلمة الأحكام وهي كالأتي:
1. وضع أهداف وطنية ترمي إلى الجمع بين الوقاية من تسؤس الأسنان وتعزيز الصحة، وبذلك تقلل الحاجة إلى تصليح الأسنان.
2. وضع أهداف وطنية ترمي إلى تقليل استعمالها.
3. تشجيع استعمال بدائل خالية من الزئبق فعالة من حيث التكلفة وفعالة إكلينيكياً لتصليح الأسنان.
4. تشجيع البحث والتطوير للمواد الجيدة الخالية من الزئبق المستخدمة في تصليح الأسنان.
5. تشجيع المنظمات المهنية التمثيلية ومدارس طب الأسنان على تعليم وتدريب المهنيين والطلاب في طب الأسنان على استعمال بدائل خالية من الزئبق لتصليح الأسنان وتشجيع أفضل الممارسات الإدارية.
6. عدم تشجيع بوالص وبرامج التأمين التي تفضل استعمال الملاغم لتصليح الأسنان بدلاً من استعمال مواد خالية من الزئبق.
7. تشجيع بوالص وبرامج التأمين التي تفضل استعمال بدائل جيدة للملاغم في تصليح الأسنان.
8. حصر استعمال الملاغم على شكلها الحويصلي (الموجود في كبسولات فقط).
9. تشجيع استعمال أفضل الممارسات البيئية في مرافق طب الأسنان للحد من إطلاقات الزئبق ومركبات الزئبق في المياه والأراضي.

معظم دول العالم لا زالت تستخدم الملاغم في حشو الأسنان ومن ضمنها الدول العربية ولكن حان الوقت لكي يبحث الجميع عن بديل آمن بدل الملاغم، ويجب على الدول أن تضع جدول زمني لكي تتخلص عيادات الأسنان بها من استعمال الملاغم، فالعديد من الدول في اوروبا الغربية منعت استخدام الملاغم في حشو الأسنان، والدول التي لم تستطيع إيقاف استخدام الملاغم سعت لكي تتخلص من تلك النفايات الخطرة بطرق سليمة فوضعت قوانين وإجراءات صارمة تجبر عيادات الأسنان على استعمال جهاز للفصل الأملغم من الصرف الصحي يركب في كراسي الأسنان، تلك الأجهزة تقوم بفصل الأملغم قبل وصوله إلى الصرف الصحي وقبل ما يختلط بالميكروبات فيتكون المركب الخطير ميثيل الزئبق (Methyl mercury) فبذلك يحموا بيئتهم من وصول عنصر الزئبق الخطير.

 

هذه الأتفاقية نبهت الجميع لخطور هذه المادة وهي تدعوا الجميع الى البداء في العمل على التقليل او الحد من تلوث هذه المادة التي ستذمر هذا الكوكب إذا لم نبداء في إجراءات صارمة لتقليل استخدام الزئبق أو مركباته. هذه الاتفاقية تدعوا الجميع لمراقبة عرض معدن الزئبق وتجارته ومراقبة كل المنتجات المضاف إليها الزئبق وكذلك عمليات التصنيع، كما تطرقت الاتفاقية للتدابير تخزين السليم بيئياً المؤقت للزئبق ونفاياته، وكذلك المواقع الملوثة، كما خصصت الاتفاقية جزء حول الدعم المالي والتقني للبلدان النامية وتقديم المشورة الفنية لهم في سبيل الحد من هذه المشكلة العالمية.

References:
Minamata Convention on Mercury. United Nation. UNEP. www.mercuryconvention.org
Bender MT. (2002). Dentist The Menace?. The Uncontrolled Release of Dental Mercury. HealthCare Without Harm. USA. www.noharm.org.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *