الإصابة بعصيات مرض السل من المخلفات الطبية
قام عدة باحثين من المركز الأمريكي لمنع والتحكم في الأمراض (cdc) سنة1997 بدراسة للبحث عن مصدر إصابة ثلاث من العاملين بمحطة لمعالجة المخلفات الطبية في ولاية واشنطن بالولايات الأمريكية بميكروب مرض السل (Mycobacterium tuberculosis). العمال الثلاثة تتراوح أعمارهم من 28 إلى 52 سنة ولم يتعرضوا في السابق لمصدر معروف لمرض السل، وقد عُزل منهم الميكروب وتم دراسته وتوصلوا لعدة توصيات بخصوص ذلك منها أن المصدر الأول والمحتمل للعدوى لهولا العمال هو تعرضهم للميكروبات حية بسبب تعاملهم مع المخلفات الطبية الغير المعالجة قبل عملية وصولها للمحطة للتخلص منها ، بالإضافة لضعف التكنيك ووسائل الوقاية الشخصية هما عوامل مساعدة في حدوث الإصابة.
ووصى المركز على ضرورة المعالجة المبدئية للمخلفات الطبية في مكان ومصدر إنتاجها قبل نقلها للحرق أو لعملية الردم الصحي، وخاصة في المعامل والمرافق الصحية التي تتعامل مع أطباق والمزارع البكتيرية وضرورة معالجتها بواسطة الأوتوكليف (الحرارة الرطبة والضغط)، وكذلك تدريب العاملين تدريباً جيدا على وسائل الوقاية الشخصية وتحضيرهم وتأهيلهم للتعامل مع مصادر الخطرة للأمراض.
يعتبر مرض السل من الأمراض القديمة الشديدة الخطورة والمزمنة ويحتاج لفترات طويلة للمعالجة والشفاء إذا لم يقضي الميكروب على المريض، وقد عزل العالم روبرت كوخ مسبب المرض وهو عبارة عن عصيات لها المقدرة على الصمود واحتمال الظروف الغير مناسبة، ويصيب المرض الجهاز التنفسي والجهاز البولي وقد يصيب أيضا باقي الجسم ولخطورة الميكروب والمرض أصبحت اللقاحات ضده إجبارية وقد طور الميكروب نفسه خلال السنوات السابقة وأصبح مقاوم لعدد كبير من المضادات الحيوية كما أنه يصيب الإنسان والحيوان،
أهم المراكز المتوقع وجود الميكروب بها بكثرة هي مستشفيات مراكز علاج الأمراض الصدرية والسل، بحيث تأتي العينات مثل البلغم وعينات البول وغيرها من المرضى للكشف عنها وتجرى عليها زراعة واختبارات وينتج من ذلك كميات مركزة وخطيرة من هذا الميكروب في أطباق بالإضافة لم قد ينتج من المريض من مخلفات متلوثة بالبلغم أو اللعاب أو بول المريض وكلها تحتوي على جرعات كبيرة تسبب المرض. يجب الاهتمام بالنفايات الناتجة من مراكز علاج مرض السل اهتماما خاصاً وذلك لشدة خطورة هذا المرض ويجب الاهتمام بالعاملين في هذا المجال فأعداد الإصابات المهنية للعاملين بالصحة في هذا القطاع أعداد كبيرة.
اترك تعليقاً