الاهتمام العالمي بالمخلفات الطبية
هناك بعض النفايات التي جلبت أنظار العالم لها من حيث خطورتها الآنية وتأثيرها الممتد على المدى البعيد على البيئة والأفراد، هذه المخلفات كان لها دوي كبير على مستوى الدول المنتجة لها والدول المخزنة فيها لا سيما دول وسط أفريقيا حيث سعت المنظمات العالمية المهتمة بالبيئة إلي الحد من تداول تلك النفايات في دول المستقبلة لها وتعريف العالم بمخاطرها المستقبلية، هذه المخلفات هي المخلفات الكيميائية والنووية.
في السنوات الأخيرة من القرن العشرين برزت مشكلة أخرى لنوع أخر من المخلفات لا تقلخطورتها على المخلفات النووية والكيميائية ألا وهي المخلفات الطبية.
منظمة الصحة العالمية تعرف المخلفات الطبية بأنها تلك المخلفات الناتجة من عمليات علاج المرضى والمناولة داخل أقسام المرافق الصحية ومراكز البحوث، قسمت هذه المخلفات إلى مخلفات خطرة وهي تشكل حوالي 10 – 25% من مجموع المخلفات الطبية عموماً.
المخلفات الطبية الخطرة هي المحتوية على عوامل المرض والتي يمكنها إحداث الإصابة في الإنسان وأخرى يمكنها إلحاق الضرر بالبيئة المحيطة مما حث بعض البلدان على البحث عن مكمن المشكلة ومحاولة وضع أسس للتخلص منها أو تقليل أثرها وأنشأت لهذا الغرض منظمات وهيئات لمتابعة ظاهرة تفاقم خطر المخلفات الطبية ووضع خطط وبرامج لتنظيم عمليات جمع ونقل وكيفية التخلص من تلك المخلفات والبحث عن سبل تطوير المفاهيم القائمة لرفع من مستوى أداء الأشخاص القائمين على تلك العمليات.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال أنشأت عدة منظمات تهتم بظاهرة المخلفات الطبية مثل الجمعية الأمريكية للحد من خطورة المخلفات الطبية والتي من مهامها متابعة نشاط المؤسسات الطبية ومتابعة طرقها للتخلص من المخلفات الناتجة عنها بعد ازدياد حالات الإصابة بين العاملين في الحقل الصحي نتيجة للمداولة الخاطئة للمخلفات، في إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية سنة 2000 كشفت على حوالي 160000 حالة إصابة بفيروس الإيدز عن طريق استعمال الحقن الغير الآمن وحوالي 8 – 16 مليون حالة بفيروس التهاب الكبد البائي ومن 2.3 – 4.7 مليون مصاب بفيروس التهاب الكبد الجيمي من نفس السبب.
الاهتمام بهذه المشكلة امتد حتى شمل دول أوروبا والغربية منها على وجه الخصوص وازدادت المبادرات التي تدعو إلى إيجاد حلول فعالة وأساليب وقائية سواء للعاملين داخل المرافق الصحية أو عمال النظافة ووضع ضوابط لإجبار المؤسسات الصحية على إتباعها للتقليل من خطر التعرض للمخلفات الطبية وبحث السبل التي تزيد من الوعي العام لهذا الخطر عن طريق إقامة الدورات التدريبية والتثقيفية للعناصر الطبية على حدٍ السواء.
أدراك دول العالم الثالث للمشكلة وخطورتها جاء متأخرة حيث بدأت بعض الدول مثل الهند ومصر والأرجنتين وبعض الدول الأفريقية في وضع المخلفات الطبية ضمن برامجها للمحافظة على البيئة وأن كانت الهند السباقة في هذا المجال من حيث أنشأ المنظمات والهيئات التي تشرف على عملية التعامل مع المخلفات الطبية والتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة على وضع برامج مستقبلية لعلاج هذه المشكلة.
أنظمت ليبيا حديثاً إلى ركب الدول التي اهتمت بالمخلفات الطبية ومشاكلها البيئة مع قيام البحاث المهتمين بالبيئة بالخوض في غمار هذه المشكلة وتحليلها وإيجاد أفضل الطرق للتقليل من أخطارها أو الحد منها مع السعي لوضع هيئة قومية تهتم بالمخلفات الطبية في ليبيا.
اترك تعليقاً