التحديثات الأخيرة على اتفاقية باماكو بخصوص حظر استيراد النفايات الخطرة والسيطرة على حركتها داخل القارة الأفريقية
Latest updates on the Bamako Convention on the Ban on the Import of Hazardous Wastes and the Control of Their Movement within the African Continent
اتفاقية باماكو (Bamako Convention) هي معاهدة بيئية إقليمية خاصة بأفريقيا، تم اعتمادها في 30 يناير 1991 في العاصمة المالية، باماكو، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1998. وتهدف الاتفاقية إلى حظر استيراد النفايات الخطرة إلى أفريقيا والسيطرة على حركة النفايات الخطرة داخل القارة.
الأهداف الرئيسية لاتفاقية باماكو:
- حظر استيراد النفايات الخطرة: تمنع الاتفاقية بشكل قاطع استيراد النفايات الخطرة والنفايات المشعة إلى أفريقيا من الدول غير الأعضاء في الاتفاقية.
- الإدارة السليمة بيئيًا للنفايات: تهدف الاتفاقية إلى ضمان الإدارة السليمة بيئيًا للنفايات الخطرة داخل أفريقيا، وتشمل ذلك تقليل النفايات عند المصدر وتشجيع إعادة التدوير والتخلص البيئي الآمن.
- السيطرة على حركة النفايات الخطرة: تضع الاتفاقية قواعد صارمة بشأن نقل النفايات الخطرة بين الدول الأفريقية، مما يمنع استخدامها كنقاط إغراق للنفايات من خارج القارة.
- تعزيز التعاون الإقليمي: تشجع الاتفاقية التعاون بين الدول الأفريقية في إدارة النفايات، وتطوير القدرات والتكنولوجيا لمواجهة تحديات التلوث وإدارة النفايات.
تمثل اتفاقية باماكو رد فعل من الدول الأفريقية على اتفاقية بازل (Basel Convention) العالمية، التي اعتُبرت في ذلك الوقت غير كافية لحماية القارة من مخاطر النفايات الخطرة المستوردة من الدول الصناعية.
ما هو السبب من أبرام اتفاقية باماكو
تم إبرام اتفاقية باماكو للأسباب التالية:
- حماية إفريقيا من استيراد النفايات الخطرة: جاءت اتفاقية باماكو كرد فعل لارتفاع عدد حالات تصدير النفايات الخطرة من الدول الصناعية إلى الدول الإفريقية في الثمانينات. هذه النفايات الخطرة، بما في ذلك المواد الكيميائية السامة والنفايات المشعة، كانت تُرسل إلى الدول الإفريقية بطرق غير شرعية وبتكاليف منخفضة، مما يُعرض صحة البشر والبيئة لمخاطر كبيرة.
- ضعف اتفاقية بازل: رغم وجود اتفاقية بازل (Basel Convention) التي تم تبنيها على المستوى الدولي في عام 1989 لتنظيم نقل النفايات الخطرة عبر الحدود، إلا أن الدول الأفريقية اعتبرت أن تلك الاتفاقية لم تكن صارمة بما فيه الكفاية لحمايتهم. فقد سمحت اتفاقية بازل بنقل النفايات الخطرة تحت شروط معينة، مما دفع الدول الأفريقية إلى صياغة اتفاقية باماكو التي تحظر استيراد النفايات الخطرة بشكل قاطع.
- تعزيز السيادة البيئية في إفريقيا: تعزز الاتفاقية من السيادة البيئية للدول الأفريقية من خلال إعطائها الحق في رفض استقبال النفايات الخطرة من الخارج وتشجيعها على تبني سياسات وطنية صارمة فيما يتعلق بإدارة النفايات والتلوث.
- تعزيز الإدارة السليمة للنفايات: تهدف الاتفاقية إلى تعزيز الإدارة البيئية السليمة للنفايات الخطرة المنتجة داخل أفريقيا، مما يشمل تقليل النفايات من المصدر، وإعادة التدوير، والتخلص الآمن.
- التعاون الإقليمي: تشجع الاتفاقية على التعاون الإقليمي بين الدول الأفريقية لتطوير القدرات والتكنولوجيا اللازمة لمواجهة تحديات التلوث وإدارة النفايات.
بالتالي، يمكن القول إن إبرام اتفاقية باماكو كان جزءًا من جهود الدول الأفريقية لحماية بيئتها وسكانها من المخاطر المرتبطة بالنفايات الخطرة وضمان عدم استغلالها كمواقع للتخلص من النفايات من قبل الدول الصناعية.
أهم التحديثات الأخيرة والتطورات المهمة على اتفاقية باماكو في عام 2024.
إعادة تأكيد الالتزام: خلال المؤتمر الأخير، أعادت أطراف اتفاقية باماكو التأكيد على التزامها بمنع إلقاء النفايات الخطرة في أفريقيا. وشددوا على تعزيز التعاون الإقليمي والتآزر مع الاتفاقيات الأخرى ذات الصلة مثل اتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم لتعزيز تأثيرها على إدارة النفايات الخطرة والكيميائية داخل أفريقيا ((UNEP – UN Environment Programme.
المبادرات التعليمية: أطلقت اتفاقية باماكو أدوات تعليمية جديدة لدعم أصحاب المصلحة، مثل السلطات المختصة ونقاط الاتصال وفرق مراقبة إلقاء النفايات، في فهم أحكام الاتفاقية. ويشمل ذلك دورات التعلم الإلكتروني التفاعلية التي تغطي مواضيع مثل الحركة عبر الحدود والتجارة غير المشروعة وإجراءات الإخطار. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قاعدة المعرفة وجهود بناء القدرات بين الدول الأفريقية لإدارة النفايات الخطرة بشكل أكثر فعالية ( (Learning Bamako Convention.
قائمة محدثة للمواد الخطرة وخطط التنفيذ الوطنية: اتفقت الأطراف أيضًا على استخدام قائمة محدثة للمواد الخطرة في خطط التنفيذ الوطنية لاتفاقية باماكو. يهدف هذا التحديث إلى ضمان اتباع نهج أكثر شمولاً لإدارة النفايات الخطرة بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية ((UNEP – UN Environment Programme.
القيادة والمساهمات المالية: تولت جمهورية الكونغو مؤخرًا رئاسة اتفاقية باماكو من كوت ديفوار، ووافقت الدول الأعضاء على مقياس جديد للمساهمات المالية لدعم أنشطة الاتفاقية. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التحول في القيادة إلى إحداث تركيز وجهود متجددة نحو أهداف الاتفاقية ((UNEP – UN Environment Programme..
أهم تحديات الاتفاقية الحالية؟
اتفاقية باماكو، رغم أهميتها في حماية القارة الأفريقية من النفايات الخطرة، تواجه العديد من التحديات التي تؤثر على فعاليتها وتحقيق أهدافها. ومن بين التحديات الحالية التي تواجه الاتفاقية:
1. نقص التمويل والموارد:
تفتقر العديد من الدول الأعضاء إلى الموارد المالية والبشرية اللازمة لتطبيق بنود الاتفاقية بشكل فعال. بدون التمويل الكافي، يصبح من الصعب على الدول تطوير بنى تحتية مناسبة لإدارة النفايات، مثل إنشاء محطات معالجة النفايات أو تقديم التدريب اللازم للعاملين في هذا المجال.
2. ضعف القدرة المؤسسية:
تعاني العديد من الدول الأفريقية من نقص في القدرات المؤسسية والفنية لمراقبة حركة النفايات الخطرة وإدارتها بشكل فعال. تحتاج الدول إلى تدريب مستمر وتطوير نظم معلومات متقدمة لضمان الرصد الفعال والتحكم في نقل النفايات الخطرة.
3. التنسيق والتعاون الإقليمي:
رغم أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، إلا أن هناك نقصًا في التنسيق الفعلي بين هذه الدول. الاختلافات في التشريعات والقدرات والإرادة السياسية بين الدول الأعضاء يمكن أن تعرقل التعاون الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة.
4. الامتثال والتنفيذ:
هناك تحديات كبيرة فيما يتعلق بامتثال الدول الأعضاء بتنفيذ الاتفاقية على المستوى الوطني. بينما قد تكون بعض الدول موقعة على الاتفاقية، إلا أن الالتزام بتنفيذ بنودها يمكن أن يكون ضعيفًا بسبب نقص القوانين الوطنية أو التنفيذ الفعلي للإجراءات المطلوبة.
5. التحديات القانونية والتنظيمية:
بعض الدول تواجه تحديات في وضع القوانين واللوائح الوطنية المتوافقة مع الاتفاقية. هناك حاجة إلى مزيد من الوضوح والتوجيه حول كيفية مواءمة القوانين الوطنية مع متطلبات اتفاقية باماكو.
6. زيادة التجارة غير الشرعية في النفايات الخطرة:
لا تزال التجارة غير الشرعية للنفايات الخطرة تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتم نقل النفايات بشكل غير قانوني إلى بعض البلدان الأفريقية. هذه المشكلة تتطلب تعزيز أنظمة الرقابة والتفتيش وزيادة التعاون الدولي لمنع عمليات الإغراق غير القانونية.
7. التحديات البيئية والتكنولوجية:
تواجه بعض الدول صعوبة في تبني التكنولوجيا الحديثة اللازمة لإدارة النفايات الخطرة بشكل آمن وفعال. عدم وجود خيارات تكنولوجية متاحة يمكن أن يؤدي إلى تزايد المخاطر البيئية والصحية.
لتعزيز فعالية اتفاقية باماكو، تحتاج الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون والتنسيق وتوفير التمويل وبناء القدرات المؤسسية والفنية وضمان الالتزام الصارم ببنود الاتفاقية.

مستقبل الاتفاقية وتطورها؟
مستقبل اتفاقية باماكو وتطورها يعتمد على مجموعة من العوامل والجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والمجتمع الدولي لتعزيز فعالية الاتفاقية وتحقيق أهدافها في حماية القارة الأفريقية من النفايات الخطرة. وإليك بعض الاتجاهات المتوقعة لتطوير الاتفاقية ومستقبلها:
1. تعزيز الالتزام والتعاون الإقليمي:
من المتوقع أن تشهد اتفاقية باماكو جهودًا متزايدة لتعزيز الالتزام بين الدول الأعضاء وتحسين التعاون الإقليمي. يُعد بناء آليات أفضل للتنسيق بين الدول الأفريقية أمرًا حيويًا لتبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا المتعلقة بإدارة النفايات الخطرة.
2. تحسين القدرات المؤسسية والتكنولوجية:
ستحتاج الدول الأعضاء إلى تحسين قدراتها المؤسسية والتكنولوجية لتنفيذ بنود الاتفاقية بشكل أكثر فعالية. يمكن أن يشمل ذلك الاستثمار في البنية التحتية لإدارة النفايات، وتطوير نظم مراقبة متقدمة، وتوفير التدريب المستمر للعاملين في هذا المجال. سيحتاج الأمر أيضًا إلى تعزيز نظم البيانات لجمع وتحليل المعلومات حول حركة النفايات وتخزينها ومعالجتها.
3. التكامل مع الاتفاقيات الدولية الأخرى:
تحتاج اتفاقية باماكو إلى تعزيز التكامل مع الاتفاقيات الدولية الأخرى مثل اتفاقية بازل واتفاقية روتردام واتفاقية ستوكهولم. يمكن أن يساعد ذلك في تنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات البيئية والتأكد من تماشي اللوائح والقوانين الوطنية والإقليمية مع المعايير الدولية.
4. تمويل طويل الأمد ومستدام:
من أجل تعزيز فعالية الاتفاقية، يجب توفير تمويل مستدام لدعم الدول الأعضاء في تنفيذ خطط العمل والبرامج المتعلقة بإدارة النفايات الخطرة. يمكن أن يشمل ذلك إنشاء صناديق دعم مالي وتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لتقديم المساعدة الفنية والمالية.
5. تعزيز الشفافية والمساءلة:
تحتاج الاتفاقية إلى آليات أفضل لتعزيز الشفافية والمساءلة لضمان تنفيذ الالتزامات بشكل صحيح. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقارير دورية من الدول الأعضاء حول الإجراءات المتخذة والإنجازات المحققة، إضافة إلى تعزيز قدرات الرقابة والمراجعة.
6. التعامل مع التحديات الجديدة مثل تغير المناخ وانتشار الجوائح والأوبئة بين فترة وفترة:
الاتفاقية قد تحتاج إلى التكيف مع التحديات الجديدة مثل تغير المناخ، الذي يمكن أن يزيد من تعقيد قضايا إدارة النفايات، بالإضافة إلى تداعيات الجوائح مثل جائحة كوفيد-19 التي أثرت على إدارة النفايات الطبية والخطرة. هناك حاجة إلى تطوير استراتيجيات تكيف وتأهب أفضل لمعالجة هذه التحديات الجديدة في حالة حدوثها.
7. تعزيز الوعي وبناء القدرات:
ستظل مسألة الوعي وبناء القدرات على المستوى الوطني والمحلي أمرًا حاسمًا في تعزيز فعالية الاتفاقية. يشمل ذلك نشر المعرفة وتدريب المجتمعات المحلية والجهات المعنية حول المخاطر المتعلقة بالنفايات الخطرة وأهمية الإدارة السليمة لها.
8. دور المجتمع المدني والقطاع الخاص:
يشمل المستقبل المتوقع لاتفاقية باماكو تعزيز دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في مراقبة تنفيذ الاتفاقية ودعم مبادرات إدارة النفايات. يمكن أن يشمل ذلك تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة لإدارة النفايات.
مستقبل اتفاقية باماكو يعتمد بشكل كبير على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، توفير التمويل المناسب، بناء القدرات، والابتكار في إدارة النفايات. مع التزام الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، يمكن للاتفاقية أن تحقق أهدافها بشكل أفضل في حماية البيئة والصحة العامة في القارة الأفريقية.
لمزيد من المعلومات التفصيلية، يمكنك زيارة الموقع الرسمي لاتفاقية باماكو (Bamako Convention official website) أو صفحة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على اتفاقية باماكو (UNEP page on the Bamako Convention).
اترك تعليقاً