الحد من وخز الإبر وجروح المواد الحادة
من المخاطر الرئيسية التي يمكن أن يتعرض لها طاقم التمريض من خلال العناية بالمريض هو التعرض لحالات جروح ووخز الإبر الملوثة أو تناثر دم وسوائل المريض عليهم لما فيها من خطورة الإصابة بأحد فيروسات الدم مثل الإيدز وتليف الكبد والإيبولا وغيرها من الأمراض الفتاكة. من إجمالي إصابات حالات جروح ووخز الإبر في قطاع الصحة (إحصائيات أمريكية) طاقم التمريض هو الأعلى بنسبة 40.1% من أجمالي حالات الجروح.
سنذكر هنا بعض الإحصائيات التي ذكرتها شبكة المعلومات لمنع التعرض (The Exposure Prevention Information Network) بخصوص حالات جرح ووخز الإبر في طاقم التمريض. شبكة المعلومات لمنع التعرض (EPINet) هي شبكة معلوماتية أمريكية غير ربحية تهذف للحد ومنع عمليات التعرض لأنتقال الميكروبات من المريض عبر حوادث جروح ووخز الإبر أو تناثر دمه من خلال تقديم معلومات تفيد في منع حدوث مثل هذه الحوادث.
هذه الاحصائيات هي أرقام حديثة لحالات جروح ووخز الإبر في طاقم التمريض بالمستشفيات الأمريكية. الأرقام هي حصيلة خمسة سنوات تبداء من سنة 2009 إلى سنة 2013، وسيتم وضع الأحصائيات وعرضها على شكل خمسة أسئلة كما تم سؤالها لطواقم التمريض للإجابة عليها:
1- أين حدثت حالة الإصابة بالأداة الحادة في المستشفى؟
غالبية الإصابات بجروح ووخز الإبر حدثت قرب سرير المريض بنسبة 54% ثم يأتي السبب الثاني في صالة العمليات خلال إجراءات العملية بنسبة 13.8% تم في صالة الأسعاف (7.6%)، وحجرة العناية الفائقة (7.6%)، والعيادة الخارجية (5.5%) تم أماكن أخرى متفرقة بنسبة 11.5%.
2- في ماذا كانت تستخدم الأداة الحادة والتي سببت إصابة الجروح أو الوخز؟
عند سؤال طواقم التمريض هذا السؤال والهذف منه معرفة أي الأعمال التي تكثر فيها حالات الوخز.
كانت أكثر الإصابات حدوثتا عند حقن المريض بحقنة (50.6%) تم عند بداية تركيب الحقنة للتغذية الوريدية (10.7%)، عند سحب الدم من المريض (10.6%)، خلال عملية قطع الجلد بأستخدام المشرط (5.8%) تم عند خياطة الجروح (4.6%) وأوضاع أخرى (15.2%).
3- كيف حدثت عملية الإصابة بجروح ووخز الأداة الحادة؟
أكثر الأجابات كانت خلال استخدام الأداة بنسة 33%، أما السبب الثاني كان بعد الاستخدام وقبل التخلص من تلك الأداة الحادة (22.9%)، أم الأسباب الأخرى فكانت بين الإجراءات عند التعامل مع المريض بنسبة 7%، أو عند وضع الأداة الحادة في حاوية المخلفات الحادة للتخلص منها (5.5%)، أو عند محاولة التخلص من الرأس الحاد بأستخدام أداة نزع الجزء الحاد (4.8%)، أو عند ترك تلك الأداة الحادة على الأسطح مثل الطاولات والمكاتب وغيرها، أو عند إعادة غطاء الإبرة بعد الاستخدام (3.7%)، اما الأسباب الأخرى فنسبتها 18.5% مثل حدوث الوخز بسبب زميل العمل غير منتبه وغيرها من الأسباب.
4- ما هو نوع الأداة الحادة التي سببت حالات الجروح أو الوخز؟
معظم الأدوات الحادة في المستشفى قادرة على التسبب بجروح في الجلد، ولكن غالبية مسببات الجروح حسب هذه الأحصائيات كانت إبر الحقن (53%)، ربما بحكم كثرة الاستخدام والأستعمالات المتنوعة بها، تم تأتي الأنواع الأخرى مثل الأبر التي تستخدم في ملاء أنابيب التحاليل (6.5%)، وإبر الخياطة (5.2%)، والإبر المجنحة (3.9%)، والمشارط (2.0%)، ايضا هناك مسببات أخرى مجتمعة بنسبة 23.5% وهي تشمل الدبابيس، والزجاج المكسور، والأمقاص، أمواس الحلاقة.
5- هل تصميم الأداة الحادة كان آمن؟
عند سؤال طواقم التمريض عن الأداة التي سبب حالات الجروح هل كانت آمنة من حيث التصميم فكانت غالبية الاجابات بنعم (68.5%)، وللتوضيح هذه النقطة، هذا النتيجة في دولة غربية وإمكانياتها ضخمة وتطبق في معايير السلامة المهنية بصرامة وهذا بالطبع لا ينطبق على مستشفيات دول العالم الثالث حيث لا زالت الأدوات حادة بدون وسائل آمن، فما زالت معظم المستشفيات لم تصلها تلك التقنيات بسبب التكلفة العالية.
وأخيرا هذه الأحصائيات بالرغم من أنها لدولة غربية لديها إمكانيات عالية ومعايير سلامة صارمة إلا أن حوادث وإصابات وجروح وخز الأدوات الحادة تحدت بأستمرار، والغرض من ذكرها والتذكير بها هو التنبيه لتلك النقاط حتى يتم الأخذ بها والحد من حالات الجروح والتي تحصد في أرواح نحن في امس الحاجة إليها، فإصابة ممرضة مؤهلة وفقدها ليس بالأمر البسيط.
أما بالنسبة للحصائيات في العالم الثالث فالحالة أسوء بكثير، لا زالت لوقتنا الحالي معظم المستشفيات ليس لديها أبسط سبل الوقاية من الإبر مثل الحاويات البلاستيكية المخصصة لجمع الإبر المستعملة، ولا زالت إلى حد الأن الإبر ترمى في أكياس القمامة السواء المخصصة للنفايات المنزلية، وقد أثبتت العديد من الدراسات المحلية أن معظم الإصابات بالجروح الإبر كانت من خلال الأكياس القمامة السوداء والأهمال في التعامل مع هذه المشكلة. والحال أسوء في بعض الدول، فتجارة الحقن المستعملة والأدوات الحادة الأخرى رائجة جدا لديهم، الأمر الذي سيؤثر سلبي على صحة المجتمعات. فالدعوة ملحة للجميع للأهتمام بهذه المشكلة ووضع حلول جدرية لها.
References:
Mitchell AH and Parker GB. (2015). Preventing needlestick and sharps injuries. The Exposure Prevention Information Network. September 2015. USA, American Nurse Today. www.AmericanNurseToday.com
اترك تعليقاً