من أكثر أنواع النفايات الطبية الناتجة عن الخذمات الرعاية الصحية، والتي يوجد تحسس عام لها وعدم قبول العبث بها هي النفايات الباثولوجية (يطلق عليها أيضا النفايات البيولوجية، والبعض أطلق عليها النفايات التشريحية)، فوجود نفايات باثولوجية مرمية مع باقي نفايات المستشفى في الهواء الطلق أمر غير مقبول نهائيا في جميع الثقافات والديانات بأختلاف أنواعها.
تم تعريف نفايات الرعاية الصحية البيولوجية في كل القوانين والدلائل الأرشادية فيما يخص التعامل مع النفايات الطبية لأهميتها، منها أتفاقية بازل الدولية بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود لسنة 2002، وهي الأتفاقية التي ركزت كثيرا على إدارة نفايات الرعاية الصحية، فعرفتها على أنها نفايات ناتجة من جميع أجزاء الجسم والنفايات التشريحية الأخرى بما في ذلك الدم والسوائل البيولوجية والنفايات الممرضة التي يمكن أن يتعرف عليها الجمهور أو موظفو الرعاية الصحية والتي تتطلب، لأسباب أخلاقية، اشتراطات تخلص خاصة.
أما في تعليمات إدارة النفايات الطبية الأردني الصادر 2001 فعرفت على أنها النفايات التشريحية التي لها علاقة بحسم المريض أو مكوناته من أنسجة أو أعضاء مريضة تم استئصالها، أو أطراف أو أجزاء مبتورة أو أجنة ميتة أو سوائئل الجسم مثل الدم والإفرازات الأخرى أو الأنسجة المرسلة للفحص المخبري.
كذلك تم تعريفها في النظام الموحد لإدارة نفايات الرعاية الصحية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لسنة 2005، على أنها نفايات الأجزاء وبقايا الأعضاء البشرية والحيوانية التي تحتوى على أنسجة، وأعضاء البشرية، والنسج الجينية والمشيمة، وجثث الحيوانات والدم ومشتقاته والسوائل الجسمية.
أما في الدليل المصري الأرشادي لسنة 2015 إدارة النفايات الرعاية الصحية فعرف النفايات المرضية )الباثولوجية(، على أنها عبارة عن كافة أنواع النفايات التى تنتج عن فصل أو بتر أو قطع أحد أعضاء الجسم، مثل: المشيمة، بقايا الأنسجة، أعضاء من الجسم، الأسنان، الأطراف أو أجزاء منها، أجزاء تعويضية مزروعة، أجزاء من أعضاء الجسم. فالنفايات المرضية تتمثل غالباً فى أجزاء من أعضاء الجسم التى جرى فصلها أو بترها أو قطعها. ومن الجدير بالذكر أن بعض هذه الأجزاء لا تعتبر نفايات ولا يجرى معاملتها كذلك ولكن فى أحوال كثيرة يجرى دفنها فى المقابر.
فما هي خطورة رمي النفايات الباثولوجية في القمامة؟
في حالة التخلص من النفايات الباثولوجية بشكل غير لائق، فهناك العديد من النتائج المحتملة منها حدوث عدوى ومرض فهذا النوع من النفايات لديه قدرة كبيرة على التسبب في مشاكل معدية خطيرة للبشر الآخرين لأحتمال إحتوائها على بكتيريا وفيروسات الدم. أيضا رمي النفايات الباثولوجية يعتبر من ضمن الإهانة العامة للناس (Public offence) من حيث المعايير الأخلاقية والدينية، فوجود أطراف وأنسجة بشرية مع القمامة لا يقبله أحد.
انتشار واسع لعمليات الجراحية لشفط الدهون (Liposuction) في العالم
خلال السنوات الأخيرة أنتشرت في غالبية دول العالم مراكز صحية وعيادات متخصصة (خاصة في القطاع الخاص) تقدم خذمات تجميلية كعملية شفط الدهون، وتسمى أيضا مَص الشَّحم أو نحت الشحم أو استئصال الشحم بالمص (Liposuction)، وهي إحدى الجراحات التجميلية الشائعة التي تهدف إلى إزالة التراكمات الدهنية غير المرغوب فيها من جسم الإنسان بهدف تغيير شكله بشكلٍ عام وتحسن مظهره والتقليل من وزنه.
وحسب الأحصائيات المسجلة أن هناك حوالي أكثر 1.7 مليون عملية شفط دهون أجريت خلال سنة 2019 في العالم وهي تعتبر تأني أكبر أجراء في العمليات التجميلية شيوعاً بعد عمليات تكبير الصدر لدي النساء (Breast Augmentation)، اما في امريكا وحسب احصائيات الجمعية العلمية الأمريكية للجراحين التجمليين أن عملية شفط الدهون تعتبر رابع أكثر عملية جراحية تجميلية تجرى بعد عمليات تصحيح الأنف (Nose Reshaping) وجراحة الجفن (Eyelid Surgery)، تم شد الوجه (Facelift) في الولايات المتحدة الأمريكية.
تتم عملية شفط الدهون (Liposuction) بقيام الجراح بتحديد المنطقة المراد معالجتها حيت تجرى عملية الشفط تحت التخدير العام، ثم يبدأ الجراح بتحضير المنطقة المُراد مص الشحم منها، وقد يقوم الجراح بتفتيت الخلايا الدهنية في المنطقة بواسطة اهتزازات عالية التردد أو نبض ليزري ضعيف، ثم يُدخل الأداة الخاصة بالمص حيثُ تقوم بتفكيك الدهون ومَصها، وبعد الانتهاء قد تخرج سوائل أو دم زائد من المنطقة يتم سحبه بواسطة أنابيب صغيرة.
ينتج عن هذه العملية كميات كبيرة من الدهون على حسب الحالة والتي تصل لعدة كيلوجارمات في الجلسة الواحدة، وهي تعتبر نفايات بيولوجية خطيرة قد تشكل مخاطر صحية لأنها محملة بسوائل المرضى كالدماء، لهذا يجب جمعها ومعالجتها والتخلص منها بتطبيق لوائح إدارة النفايات الطبية الخطرة.
ماذا يحدث للدهون المزاله بواسطة عملية شفط الدهون في مراكز التجميلية؟
تعتبر الدهون في بعض الحالات العلاجية أشياء ثمينة، فيقوم الجراح بأعادة استعمال الدهون لتعبئة أماكن أخرى من جسم الشخص تكون مرغوبة فيها مثل الوجه والثدين وأحيانا الأرداف.
أما الدهون التي يراد التخلص منها فيتم جمعها في الأكياس الخاصة بالنفايات الباثولوجية لمعالجتها والتخلص منها بعدة طرق، فالبعض يقوم بحرقها مع النفايات الطبية في محارق المخصصة لذلك أو يتم ردمها في الأرض وهذه من الطرق المفضلة، أو يتم معالجتها بواسطة الأوتوكليف أو الميكروويف للتخلص من خطورتها البايولوجية تم التخلص النهائي منها بالردم كما يُفعل مع باقي النفايات الطبية.
أما في بعض المراكز الصحية في دول العالم الثالث، والتي لا توجد لديهم الإدارة السليمة للنفايات الرعاية الصحية فيتم التخلص منها عبر رميها في أكياس السوداء مع القمامة العامة ويتم نقلها بواسطة سيارات البلدية لنقل القمامة المنزلية إلى المكبات العامة المفتوحة.
كما تقوم بعض المراكز التجميلية بالتخلص من الدهون التي جمعوها بتصريفها عبر شبكة الصرف الصحي للمدينة مباشرة بدون معالجة وهذه تعتبر ايضا من ضمن أكثر الطرق شيوعاً.
في جميع الأحوال، لا يتم بأي حال إعادة أستعمال الدهون المراد التخلص منها في اشياء أخرى مثل صنع الصابون أو الشموع لأسباب أخلاقية ودينية وصحية. ومع ذلك ، في العقد الماضي ، كانت بعض المرافق الجراحية ترسل الدهون غير المرغوب فيها إلى المؤسسات الأكاديمية، بحيت يتم استخدام هذه الدهون للحصول على الخلايا الجذعية الدهنية للدراسات المختبرية والحيوانية التي يتم إجراؤها في هذه المؤسسات. في هذه الحالات ، يجب على المريض الجراحي إعطاء موافقة موقعة مع علمه الكامل بأنه سيتم استخدام الدهون لأغراض البحث الطبي (غير البشري).
كيف يتم التعامل السليم مع النفايات الباثولوجية على شكل دهون
يجب على العاملين في المصحات والعيادات التجميلية تطبيق سياسات إدارة النفايات الباثولوجية لتقليل أي مخاطر محتملة على المرضى والعاملين وأفراد المجتمع والبيئة المحيطة. فيمكن التقليل هذه المخاطر بعدة طرق مختلفة منها:
- ارتداء ملابس الوقاية الشخصية عند التعامل مع النفايات الباثولوجية.
- يجب تدريب العاملين في الأقسام العلاجية على التعامل السليم مع النفايات الباثولوجية الناتجة من العمليات الجراحية من حيث أنسب طرق الجمع والنقل والمعالجة والتخلص من النفايات الباثولوجية.
- يجب فصل النفايات الباثولوجية عن النفايات الأخرى بمجرد إزالتها من الجسم.
- يجب تخزينها في حاويات أو أكياس جمناسبة وفقًا لإرشادات الصحيحة للتعامل مع النفايات الباثولوجية.
- وفي الختام، يجب التخلص النهائي من النفايات الباثولوجية بشكل مناسب احتراما للمرضى وعائلاتهم وصحة وسلامة عامة الناس.
مراجع
إدارة نفايات الرعاية الصحية في مصر، دليل أرشادي 2005، البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة.
تعليمات إدارة النفايات الطبية، تعلميات رقم1، لسنة 2001، المملكة الأردنية الهاشمية
أتفاقية بازل الدولية بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود لسنة 2002
النظام الموحد لإدارة نفايات الرعاية الصحية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لسنة 2005
اترك تعليقاً