دراسات وأبحاث علمية تربط الأضرار الصحية بالمحارق
في البدايات الأولى لصنع المحارق وانتشارها زاد الطلب على المحارق بسبب زيادة كميات النفايات ولكن مع أنتشار الصناعات الكيميائية الخطرة وأختلاف أنواع النفايات الناتجة وازدياد خطورتها تنبه الجميع لضرورة تحسين سبل التخلص من تلك النفايات بواسطة المحارق فتطورت المحارق وتعقدت تركيباتها واصبحت متنوعة ومتخصصة في شتاء أنواع النفايات وتفننت الشركات في ابتكار طرق جديدة للتصفية الغازات السامة المنبعثة لطمأنة الجمهور والناشطيين البيئيين وهذه النقطة كانت من أكبر المشاكل التي واجهت مصنعي المحارق، وجود تلك الأبخرة وما ينتج عنها من مواد سامة جدا أثرت في الافراد والبيئة المحيطة.
الي وقتنا الحال لا زالت المعركة مستعرة بين الشركات التي تدير المحارق وبين الجمهور والمنظمات البيئية الصحية فإجريت العديد من الدراسات البيئية كان الهدف منها إثبات تلك الشكوك لتأثير تلك المحارق وإيجاد أدلة دامغة على مدى خطورتها.
عدة دول تنبهت لهذه المشكلة ومنعت نهائيا هذه الخدمات في بلدانها وأغلقت كل المحارق العاملة لديها، ولكن دول أخرى وبسبب ضغط الشركات المصنعة وعدم وجود البديل المتوفر في بلدانها أو أن التكلفة المعالجات البديلة كانت عالية فتغاضت عن هذه المشكلة وتجاهلاتها.
بصفة عامة هناك خمسة عمليات تستعمل في معالجة نفايات الرعاية الصحية الخطرة وخاصة الأدوات الحادة، والنفايات المعدية والباثولوجية: الطرق
الحرارية، الطرق الكيميائية، الطرق الأشعاعية، الطرق بيولوجية، الطرق الميكانيكية (والتي تستخدم لاستكمال العمليات الأخرى)
وسنتكلم هنا عن عمليات المعالجة الحرارية وهي ببساطة جدا الاعتماد على الحرارة لتدمير مسببات الأمراض حيث تنقسم إلى نوعين: 1) أنظمة الحرارية العالية الحرارة التي تنطوي على الاحتراق و / أو الانحلال الحراري للنفايات الرعاية الصحية، 2) أنظمة الحرارية المنخفضة الحرارة وتسمى أيضا بدون حرق أو تقنيات معالجة بعدم الحرق.
الحرق (Incineration): وهو الحرق بدرجة الحرارة عالية (200م إلى 1000م) مع عملية الأكسدة الجافة التي تقلل من النفايات العضوية والغير العضوية القابلة للاحتراق مما يؤدي إلى انخفاض كبير في حجم النفايات العام. المواد العضوية تتكسر كيميائيا وفيزيائيا من خلال عملية الاحتراق.
الملوثات المنبعثة من محارق المخلفات الطبية
حرق النفايات الطبية ينتج عنه إنبعاتات هوائية تحتوي على عدة مركبات مثل:
– المعادن : الكادميوم، الكروم، النحاس، الزئبق، الزرنيخ، المغنيسيوم، النيكل، والرصاص
– الغازات الحمضية: حمض الهيدروكلوريك، ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين
– الديوكسين والفوران،
– مركبات عضوية أخرى: البنزين، ورابع كلوريد الكربون، الكلوروفينولات، ثلاثي كلور، التولوين، الزيلين، والهيدروكربونات العطرية، كلوريد الفينيل، الخ
– أول أكسيد الكربون
– جسيمات دقيقة
كما يحتوي رماد المحارق عموما على:
– الديوكسينات / الفوران
– المواد العضوية الأخرى
– المعادن القابلة للترشح (النفاذ)
يعامل الرماد السفلي للمحارق على انه نفايات خطرة جدا بسبب إحتواه تلك المركبات.
الأضرار الصحية للمحارق
سأسرد هنا فقط مجموعة من الدراسات العلمية (15 دراسة) أجريت وأثبتت خطورة المحارق وتأثيراتها الصحية القاتلة على السكان الأهالي القاطنين قربها أو العاملين بها وأترك للقاريء الحكم:
- دراسة عن أهالي يعيشون في مساحة لا تبعد أكثر من 10 كم عن محرقة ومكب تخلص نهائي وجدت زيادة كبيرة في سرطان القصبة الهوائية وكانت مرتبطة بقربها من المحارق.
- دراسة عن 532 رجل يشتغلون في محرقتين خلال سنوات 1962- 1992، لوحظ زيادة كبيرة في معدل الوفيات بسرطان المعدة.
- دراسة عن أهالي يسكنون قرب محرقة ومناطق الملوثة وجدت زيادة مفرطة في سرطان الرئة وكانت مرتبطة بالتلوث من تلك المصادر.
- دراسة عن أناس يعيشون في مسافة 7.5 كم من 72 محرقة، وجدت مخاطر إصابة بعدد كبير من أنواع السرطان منها: سرطان المعدة، الكبد والرئة وكانت كلها مرتبطة بالقرب من المحارق.
- دراسة عن عشرة عمال يشتغلون بمحرقة قديمة، مقارنة مع أحدى عشرة عامل يشتغلون في محرقة جديدة، حيث وجدت الدراسة نسب عالية جدا من الديكوسين في دماء عمال المحرقة القديمة.
- دراسة شملت 53 من عمال المحارق أثبتت وجود نسب عالية جدا من الديكوسين في دم وبول العمال
- دراسة شملت 37 من عمال المحارق لوحظت لديهم زيادة مفرطة في العوامل المسببة للطفرات في البول أو مستقبلات تسبب الطفرات الوراثية
- دراسة شملت 104 عامل من عمال سبعة محارق لوحظ زيادة مفرطة في العوامل المسببة للطفرات في البول أو مستقبلات تسبب الطفرات الوراثية
- دراسة عن 86 من عمال المحارق لوحظ لديهم أرتفاع ضغط الدم والبول البروتيني
- دراسة شملت 176 من عمال المحارق من لهم أكثر من سنة عمل من سنة. 1920- 1985 لوحظ أن هناك زيادة مفرطة في عدد الوفيات بأمراض القلب وسرطان الرئة للعمال من اشتغلوا سنة/ والنسب ترتفع بشكل كبير للعمال من لهم 30 سنة وأكثر
- دراسة عن الأهالي المتعرضين لإبخرة المحارق لوحظ لديهم تأثيرات ضارة بالجهاز التناسلي
- دراسة عن الأهالي من لهم 7 إلى 64 سنة يقطنون في مساحة تبعد 5كم عن المحارق وجدت لديهم زيادة مفرطة في نسبة الزئبق بالشعر والعلاقة مرتبطة بالقرب.
- دراسة شملت 122 من عمال المحارق الصناعيةوجدت لديهم نسبة عالية من الرصاص والكادميوم في الدم ونسب عالية جدا من الزرنيخ السام في البول
- دراسة شملت 56 من عمال ثلاث محارق وجدت نسب عالية جدا من الرصاص بالدم لديهم.
- دراسة عن الأمهات الذين يعيشون قرب المحارق في كومباريا شمال غرب أنجلترا من سنة 1956 إلى 1993 لوحظ لديهم زيادة في تشوهات الأجنة منها عيوب خلقية بالحبل الشوكي وعيوب بالقلب مع زيادة خطر موت الأجنة بسبب أضرار دماغية.
References:
1. P. Michelozzi et al., Occup. Environ. Med., 55, 611-615 (1998)
2. E. Rapiti et al., Am. J. Ind. Medicine, 31, 659-661 (1997)
3. A. Biggeri et al. Environ. Health Perspect., 104, 750-754 (1996)
4. P. Elliott et al., Br. J. Cancer, 73, 702-710 (1996)
5. A. Schecter et al., Occup. Environ. Medicine, 52, 385-387 (1995)
6. J. Angerer et al., Int. Arch. Occup. Environ. Health, 64, 266-273 (1992)
7. X.F. Ma et al., J. Toxicol. Environ. Health, 37, 483-494 (1992)
8. J.M. Scarlett et al., J. Toxicol. Environ. Health, 31, 11-27 (1990)
9. E.A. Bresnitz et al., Am. J. Ind. Medicine, 22, 363-378 (1992)
10. P. Gustavsson, Am. J. Ind. Medicine, 15, 129-137 (1989)
11. O.L. Lloyd et al., Br. J. Ind. Medicine, 45, 556-560 (1988)
12. P. Kurttio et al., Arch. Environ. Health, 48, 243-245 (1998)
13. R. Wrbitzky et al., Int. Arch. Occup. Environ. Health, 68, 13-21 (1995)
14. R. Malkin et al., Environ. Res., 59, 265-270 (1992)
15. T. Drummer, H. Dickinson and L. Parker, Journal of Epidemiological and Community Health, 57, 456-461 (2003)
اترك تعليقاً