فيروس جدري القرود هو فيروس من فصيلة الأورثوبوكس (Orthopoxvirus) يسبب مرض جدري القرود، وهو مرض له أعراض مشابهة لأعراض الجدري، وإن كان أقل حدة. ورغم القضاء على الجدري في عام 1980، لا يزال مرض جدري القرود موجودًا في بلدان وسط وغرب إفريقيا. ومنذ مايو 2022، تم الإبلاغ أيضًا عن حالات من بلدان لم يتم توثيق انتقال مرض جدري القرود إليها سابقًا خارج المنطقة الإفريقية. تم التعرف على مجموعتين مختلفتين من فيروس جدري القرود: المجموعة الأولى (المعروفة سابقًا باسم مجموعة حوض الكونغو (وسط إفريقيا) والالمجموعة الثانية (مجموعة غرب إفريقيا السابقة).
جدري القرود مرض حيواني المنشأ، وهو مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وغالبًا ما توجد حالات بالقرب من الغابات المطيرة الاستوائية حيث توجد حيوانات تحمل الفيروس. تم العثور على أدلة على الإصابة بفيروس جدري القرود في الحيوانات بما في ذلك السناجب، وفئران جامبيا، والقراد، وأنواع مختلفة من القرود وغيرها. يمكن أن ينتشر المرض أيضًا من البشر إلى البشر. يمكن أن ينتقل من خلال ملامسة سوائل الجسم، أو الآفات على الجلد أو على الأسطح المخاطية الداخلية، مثل الفم أو الحلق، أو قطرات الجهاز التنفسي والأشياء الملوثة.
يعد اكتشاف الحمض النووي الفيروسي عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) هو الاختبار المخبري المفضل لجدري القرود. يتم أخذ أفضل العينات التشخيصية مباشرة من الطفح الجلدي – الجلد أو السوائل أو القشور، أو خزعة حيثما أمكن. طرق الكشف عن المستضدات والأجسام المضادة قد لا تكون مفيدة لأنها لا تميز بين الفيروسات الأورثوبوكسية.
فيروس جدري القرود يمكن أن ينتقل بطرق متعددة بين البشر، وكذلك من الحيوانات إلى البشر. فهم طرق نقل العدوى يساعد في اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحد من انتشار الفيروس.
1- الانتقال من الحيوانات إلى البشر (Zoonotic Transmission):
- الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة (Direct contact with infected animals): الفيروس يمكن أن ينتقل من الحيوانات البرية مثل القوارض (خاصة القوارض الإفريقية) والقرود إلى البشر عند التعامل المباشر مع الحيوان المصاب، سواءً من خلال العض، الخدش، أو الاتصال بالدم، سوائل الجسم، أو الأنسجة الملوثة. إن مدى انتشار الفيروس في مجموعات الحيوانات غير معروف بالكامل.
- استهلاك لحوم حيوانات غير مطهية جيدًا (Consuming undercooked animal meat): قد يحدث انتقال للفيروس عند تناول لحوم حيوانات مصابة غير مطهية جيدًا، وهو أمر شائع في المناطق التي تتناول فيها لحوم الحيوانات البرية. أو أثناء أنشطة مثل الصيد أو سلخ الجلد أو اصطياد الحيوانات أو الطهي أو اللعب بالجثث أو أكل الحيوانات.
2- الانتقال بين البشر (human-to-human transmission):
- الاتصال المباشر بشخص مصاب (Direct contact with an infected person): يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر بالجلد أو سوائل الجسم المصابة مثل الدم أو القيح من الطفح الجلدي. الاتصال الجنسي أيضًا يعد من الطرق الممكنة للانتقال. الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون هم أكثر عرضة للخطر. ويشمل الاتصال المباشر ذلك الاتصال الذي يكون:
- وجهاً لوجه (التحدث أو التنفس)
- الجلد إلى الجلد (اللمس أو الجنس المهبلي/الشرجي)
- الفم إلى الفم (التقبيل)
- التلامس من الفم إلى الجلد (الجنس الفموي أو تقبيل الجلد)
- التعرض لقطرات الجهاز التنفسي (Exposure to respiratory droplets): يمكن أن ينتقل الفيروس عبر التعرض لقطرات كبيرة من الجهاز التنفسي عند العطس أو السعال، لكن هذا يتطلب عادةً اتصالًا وثيقًا أو طويل الأمد، يدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المكسور أو الأسطح المخاطية (مثل الفم أو البلعوم أو العين أو الأعضاء التناسلية أو الشرجية) أو عبر الجهاز التنفسي. بصفة عامة أن الفيروس جدري القرود أقل انتشارًا من فيروسات مثل الإنفلونزا أو كورونا.
- ملامسة الأشياء الملوثة (Touching contaminated objects): يمكن أن ينتقل الفيروس عند ملامسة الأسطح أو المواد الملوثة بسوائل الجسم للمصابين مثل الفراش، الملابس، أو الأدوات الشخصية.
- القطع أو الوخز (Cutting or pricking): من خلال الإصابات الحادة في الرعاية الصحية، أو في بيئة المجتمع مثل صالونات الوشم.
الوقاية من انتقال العدوى:
- تجنب الاتصال بالحيوانات البرية (Avoid contact with wild animals.): الابتعاد عن التعامل المباشر مع الحيوانات البرية وعدم استهلاك لحومها، خصوصًا في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
- استخدام معدات الحماية الشخصية (Use of personal protective equipment): ارتداء القفازات، الأقنعة، والملابس الواقية عند التعامل مع المصابين أو عند التعامل مع سوائل الجسم والنفايات الطبية.
- النظافة الشخصية (Personal hygiene): غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة بعد الاتصال بالمصابين أو ملامسة الأسطح المشكوك في تلوثها.
- التباعد الاجتماعي (Social distancing): تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين والحفاظ على مسافة آمنة لتقليل مخاطر انتقال العدوى عبر الجهاز التنفسي.
- تطهير الأسطح (Surface disinfection): تنظيف وتطهير الأسطح والأدوات المستخدمة من قبل المصابين بشكل منتظم.
فيروس جدري القرود ينتقل عبر الاتصال المباشر بالحيوانات أو البشر المصابين، وكذلك عبر ملامسة الأسطح الملوثة أو قطرات الجهاز التنفسي. الالتزام بالتدابير الوقائية، مثل النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي، يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل خطر العدوى.
References:
اترك تعليقاً