مخاطر تقنية الحرق
تتجسد مخاطر الحرق في العديد من النقاط التي يجب التطرق إليها بشكل يهدف إلى تقليصها والحد منها, فيمكن تصور أن المشكلة تبدأ من مدى الوعي و الثقافة البيئية للمسؤولين والقائمين على إدارة تلك المخلفات ومدى إدراكهم لأبعاد الموضوع ,ففي أغلب الدول الغير صناعية أو النامية تجد أن أغلب المشاريع من هذا النوع تأخذ طابع شكلي يخدم غرض معين ولا يتم دراسة الجانب البيئي بعناية، فبعد استكمال المشروع وتنفيذه تبرز العديد من المشاكل مثل نقص في المهندسين والمختصين والفنيين اللازمين لتشغيل تلك المحارق وصيانتها مما يؤذي إلى خلق عجز في كفأة تلك المحارق من المرحلة الأولى، حيث تحتاج هذه العملية لكفأت وخبرات قادرة على مراقبتها وصيانتها باستمرار.
وربما يتسأل أحد عن حجم الضرر الذي سوف يحدثه حرق (200أو 300كجم) على سبيل المثال من المخلفات في مدينة مترامية الأطراف، فالإجابة تكمن في أن أغلب المستشفيات الكبيرة تتمركز في وسط المناطق السكانية كنقطة يسهل الوصول إليها بسرعة، وهذا ما يدعوا للقلق حيث أنه من خلال تكرار عملية الحرق بشكل دوري ومستمر يعمل على تلويث المناخ المحلي بتلك المنطقة والتي تحوي على كثافة سكانية كبيرة مما يهدد حياة العديد من الناس للخطر المباشر.
فلا يشكل الحرق حلا لمشكلة المخلفات لأنه انتقال للملوثات من المخلفات نفسها إلى إنبعاثات الغازات والرماد، فخطورة محارق المخلفات الطبية تتمثل في محتوى تلك المخلفات التي يتم حرقها وما ينتج من عمليات الحرق هذه خصوصا إذا علمنا بأن الغازات الناتجة عن إحراق المخلفات الطبية متعددة الأنواع وتشمل ما يلي:
- الغازات الحمضية مثل حوامض الهيدروليك والفلوريك.
- الغازات المنبعثة من المعادن الثقيلة مثل (الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم والزنك).
- المركبات العضوية والكلورينية السامة مثل الديكسونات.
- أول أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين.
كذلك تشمل الجراثيم والفيروسات، حيث ثبت بأن الحرق ليس الوسيلة الأجدى والأكفاء في معالجة النفايات الطبية الخطرة لأن نواتج الحرق مدمرة للبيئة وصحة المجتمع، هذا بالإضافة إلى الرماد الناتج من عمليات الحرق والذي يحتوي على خليط من المواد التي تشكل خطورة كبيرة على البيئة، والذي يتطلب التعامل معه حرص شديد وطرق علمية وصحية للتخلص منه مما يزيد من تعقيد هذه العملية ورفع كلفة تنفيذها.
اترك تعليقاً