نداء استغاثة للمحافظة على البيئة
خلال اللقاء العلمي حول تقنيات وعلوم البيئة في قاعة المؤتمرات بالفندق الكبير طرابلس والتي أشرفت عليه ونظمته جمعية أصدقاء البيئة بليبيا في الفترة 23-25/11/2004، ومن ضمن برنامج الافتتاحية ألقاء طلاب مدرسة الكون الابتدائية نداء استغاثة للمحافظة على البيئة قراءته التلميذة سارة أحمد السراري جاء فيه ما يلي:
أيها الحضور الكريم…
أجمل ما في الحياة هي الحياة ذاتها، ولكي تكتمل بهجة الحياة ويكون لها معنى لابد أن نملأها بالعمل المستمر والعلم النافع.
أيها الحضور الكريم…
إنني أتسال وأخال كل الأجيال التي لم تولد بعد تتساءل معي: هل الحياة رائعة..؟ حقا تستحق وجودنا فيها..؟ هل الحياة حقاً كذلك..؟
إنني اسمع وأنا مازلت في هذا العمر الغض… أسمع عن التصحر والانجراف، واختلال التنوع الحيوي، والاحتباس الحراري، أسمع عن ثقب طبقة الأوزون التي تحمينا من أشعة الشمس الضارة، أسمع عن تلوث الماء، تلوث الهواء، تلوث التربة، التلوث بالضوء والضوضاء والحرارة، أسمع عن تلوث الغذاء بمختلف الملوثات.
أسمع عن الانقراض عن الاستهلاك الجائر للطاقات بأنواعها، أسمع عن الرعي الجائر والاحتطاب الجائر للغابات، أسمع عن استنزاف الموارد الطبيعية، أسمع عن تلوث بالنفايات النووية والمواد المشعة أسمع عن التلوث بالرصاص والنفط والزئبق والمبيدات، أسمع عن الملوثات المهيجة والسامة والخانقة والمخدرة والمدمرة.
إنني أسمع وأسمع … وأسمع.
فهل فكرتم يوماً في وقف هذا النزيف البيئي، هل فكرتم يوماً بهذا حقاً؟
أيها الحضور الكريم…
ماذا فعلنا نحن الأطفال لنتجرع كأساً ملئت بالنفايات والملوثات والبقايا القاتلة؟
ماذا فعلنا لنرث حماقات أجيال لم تفكر إلا في ذاتها ولم تنشغل إلا بملذاتها، ونسيت أو تناست أن هناك خلفاء للأرض غيرها.
حضورنا الكريم…
بيئتنا لا تعرف حدود، والتلوث لا يأخذ تأشيرات سفر، ولا يعترف بإشارات المرور الحمراء والصفراء والخضراء التي تعني قف، استعد، سر، فإشاراته كلها سر من أدنى الأرض إلى أقصاها.
فهيا… هيا… أوقفوا هذا النزيف البيئي قبل أن يستفحل فلا نقدر عليه… قبل أن تصبح النار هي كل الأرض.
نبحث فيها عن جرعة ماء نقية نشربها فنغص بالملوثات.
نبحث فيها عن لقمة نظيفة تغذينا فلا نجد إلا السموم.
نبحث عن أرض طيبة نتوسدها فلا نجد غير ألسنة لهيب الدمار والهلاك.
حضورنا الكريم….
عيشوا بأمان ودعونا نعيش بسلام ولتتعاقب الأجيال في أرض كما خلقها بارئها في توازن محكم وبديع…
دعونا نعيش بسلام
اترك تعليقاً