النفايات الطبية المعدية بمعمل الأحياء الدقيقة
هذا المعمل ينتج كمية كبيرة من المخلفات الطبية المعدية المتمثلة في أطباق المزارع البكتيرية، والتي تتولد يومياً بمعدلات كبيرة، فالمعمل يستقبل يوميا عينات المرضى وكمياتها تختلف على حسب حجم المعمل وأنواع التحاليل التي يقومون بها. فتأتي عينات المرضى السائلة (الدم، البول، البراز، البلغم وسوائل الجسم الأخرى) وعينات المسحات القطنية (مسحة اللوزتين والأذن والعيون ومسحات النسائية لعنق الرحم وغيرها)، فيتم زراعتها في أطباق المزارع الغذائية الخاصة بالبكتيريا بهذف إكثارها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لذلك المرض، وبعد 24 ساعة يتم التخلص من تلك الأطباق المحتوية على كميات ضخمة من المستعمرات البكتيرية النامية بتركيزات عالية جدا. فيتم حينها أخذ النتائج وبعض من تلك الأطباق يؤخذ منها مستعمرات لإجراء إختبارات إضافية لإختيار أفضل المضادات الحيوية المناسبة لذلك الميكروب. كل هذه العمليات ينتج عنها كميات كبيرة من المخلفات الطبية المعدية.
وحسب دراسة إجريت بمدينة طرابلس (1) عن الكميات المنتجة للمخلفات الطبية من أطباق المزارع البكتيرية في 21 معمل لتحاليل الطبية في القطاع العام والخاص اثبتت أن أكبر مختبر للتحاليل الطبية بمدينة طرابلس (مختبر مركز طرابلس الطبي) ينتج عنه حوالي 2.6 طن مخلفات طبية من الأطباق المزارع البكتيرية والمنتج الثاني هو المختبر المرجعي 1.2 طن/السنة وتتفاوث الكمية حسب حجم المختبر وأقل مختبر (مختبر أنجيلة) ينتج عنه حوالي 8 كجم/السنة، وقد توصلت الدراسة أن أجمالي ما ينتجه 21 مختبر يصل إلى 7.4 طن/السنة.
وإذا علمنا بأن كل هذه الكميات الناتجة تذهب إلى الأكياس السوداء بدون معالجة مبدئية وتخلط مع القمامة المنزلية وتعامل كم يتم التعامل مع النفايات البلدية، فهنا نعرف حجم المشكلة التي أمامنا في احتمال أنتقال وانتشار تلك الميكروبات للبيئة المحيطة بسبب سوء التعامل مع النفايات من قبل الأشخاص وعبثهم بها خلال ترك تلك النفايات على جوانب الطرق لساعات طويلة معرضة للحشرات والقطط والفئران، وأيضا خلال نقلها بسبب عدم التعامل معها بحذر من قبل جامعي القمامة. فكل المشرفين على تلك المعامل أفدونا خلال سؤالنا لهم “هل لديهم طرق معينة لمعالجة هذا النوع من المخلفات الخطرة؟” فكانت الإجابة في جميع المختبرات انه لا توجد أي معالجة مبدئية فقط يتم رميها في الأكياس السوداء المخصصة للنفايات المنزلية وتوضع في الحاويات الرمادية بساحات التجميع المؤقت وأحيانا أخرى يتم ترك تلك الأكياس على جوانب الطريق لتمر عليها سيارات القمامة وتلتقطها.
فالطريقة المثلى للتعامل مع هذا النوع من المخلفات الطبية المعدية هي معالجتها المعالجة المبدئية بواسطة الأوتوكليف (البخار الساخن والضغط) للقضاء على خطورتها قبل التخلص النهائي منها ويفضل أن تتم العملية في أقرب نقطة للمعمل بدل من نقلها إلى أقسام أخرى، أو تنقل بطريقة آمنة في أكياس محكمة الأغلاق ومانعة للتسرب ليتم حرقها بدرجات حرارة تفوق 600 درجة مئوية ولكن هذه الطريقة ربما ينتج عنها أضرار أبخرة سامة بسسبب وجود الأطباق البلاستيكية وفي حالة أن كانت تلك المحارق لا يوجد بها مصفيات للإبخرة السامة.
العديد من الدراسات والأبحاث (2) التي أثبتت إصابة العاملين بالمختبر بعدوى بكتيرية كان سببها المعمل (Laboratory-Acquired Infections) من خلال الإجراءات المعملية والممارسات التي يقوم بها العاملين أو بسبب عدم التخلص السليم من تلك الأطباق. فالدعوة ملحة لكل العاملين بمعامل الأحياء الدقيقة لمعالجة المخلفات الناتجة في المعمل حتىنقلل من مخاطر تلك الميكروبات وأنتشارها في البيئة المحيطة.
Reference:
1. Altabet AI. (2005). Clinical Laboratory Waste Management in Tripoli- Libya. The 1st Eastern Mediterranean Regional Infection Congress & The 14th Annual Conference of The Egyptian Society of Infection Control. 14- 17 November 2005, Cairo- Egypt.
2. Singh K. (2009). Laboratory-Acquired Infections. Healthcare Epidemiology. 49, 142- 147.
اترك تعليقاً