Skip to main content

دور التثقيف الصحي في إدارة المخلفات الطبية

من خلال عرض الأخطار ناتجة من المخلفات الطبية نلاحظ أن هناك جانب كبير من المسئولية في التعامل مع هذا النوع من المخلفات يختص به عنصر التثقيف الصحي

والذي تكون أحد أهدافه الأساسية هي:
إيصال المعلومات الصحية بالطريقة الصحيحة وخصوصاً للفئات الاجتماعية المعرضة لخطر الإصابة بالأمراض أو الحوادث مثل العناصر الطبية .
تزويد الناس بالمهارات اللازمة لتمكينهم من المشاركة في حل مشاكلهم الصحية وللمشاركة بتغيير الأفكار والسلوكيات والعادات الصحية الخاطئة إلي الصحيحة .

يهدف التثقيف الصحي إلي الاستفادة المثلي من الخدمات الصحية علي مستوي المركز الصحي والمجتمع، لذلك التثقيف الصحي يهدف إلي أحداث التعليم وليس لمجرد نشر المعلومات “الدعاية الصحية”. وهو أحد عناصر الرعاية الصحية الأولية الأساسية الذي يهدف إلي تغيير الأفكار والعادات والسلوكيات الصحيحة في المجتمع ويوصف بأنه كالأسمنت الذي يربط عناصر الرعاية الصحية الأولية .

من خلال خبرتنا والدراسات والاستبيانات التي أجريناها حول المخلفات الطبية الصلبة ومصادرها وطرق تجميعها والتخلص منها وجدنا أن هناك قصور كبير وعدم الدراية بمخاطر المخلفات الطبية وكيفية التعامل معها وذلك نتيجة لغياب دور الوعي الصحي, وذلك من قبل المواطنين عامة وعاملي النظافة خاصة، وكذلك من الطاقم الطبي بالكامل.

ما هي النقاط المتعلقة بالمخلفات الطبية والتي يجب أن يركز عليها قسم التثقيف الصحي:
• تعريف التلوث بصفة عامة .
• تعريف المخلفات وأنواعها ومدي الاستفادة منها ومدي خطورتها
• التركيز علي التعريف بالمخلفات الطبية وأضرارها ومدي خطورتها .
• تصنيف المخلفات الطبية من حيث الخطورة .
• الحث علي إتباع نظام الفرز والتعريف بأهميته
• شرح كيفية التعامل مع المخلفات الطبية وكيفية التخلص منها.
• التعريف بالأمراض التي تنتقل عن طريق المخلفات الطبية وتصنيف هذه الأمراض .
• تعريف مفهوم العدوى وكيفية انتقالها .
• تحديد النقاط الرئيسية للسيطرة على العدوى من الأمراض المعدية وطرق الوقاية منها .
• عمل الملصقات والمطويات الصحية التي تهدف إلى إيصال المعلومة الصحية للفئة المستهدفة .

يجب أن لا تقتصر النقاط السابق ذكرها على الأطقم الطبية فقط بل يجب أن يشمل ذلك كل المواطنين وذلك من خلال الإعلام الإذاعي المسموع منه والمرئي كذلك أن يصل إلى محاضرات التثقيف في المنتديات والمدارس، حيث أن هذه تشمل كل فئات المجتمع فقد يكون لدينا مريض وله مرض معدي ويكون نزيلاً في بيته بين أسرته وأولاده فيكون لهذا المريض غيارات ومخلفات مختلفة . هنا يجب على الأسرة أن تكون على دراية في التعامل مع هذا المريض ومخلفاته ، وأقرب مثال لذلك مريض السكر الذي قد يكون يحمل مرضاً معدياً فالفيروس الكبدي هنا يجب أن يعلم ذوى المريض وكذلك المريض بأن حقنة الأنسولين التي يأخذها المريض يجب أن تستخدم لمرة واحدة لنفس المريض وكذلك عدم رميها في مكان يسهل على الأطفال الوصول إليه وذلك لخطورتها .

مستويات التثقيف الصحي
• على مستوى الأفراد مثل التوعية حول الأمراض المنقولة جنسياً.
• على مستوى الجماعة مثل عاملي المستشفيات – عمال المعامل – أطفال المدارس.
• مستوى الجمهور كاستخدام الإذاعة ووسائل الاتصال.

مقومات برنامج التثقيف الصحي
إن التثقيف الصحي عملية مستمرة لحل المشاكل ووضع البرامج المتكاملة لتحقيق ما هو أفضل، لذا لابد من توفير مقومات برنامج التثقيف الصحي كما يلي:
• تشخيص المشكلة
• تحديد حجم المشكلة كمعدل الحدوث وانتشار المرض
• أسبابها.
• عوامل الخطورة المساهمة في حدوث المشكلة
• تحديد الفئة المعرضة بخطر الإصابة بالمرض .
• تحديد الشرائح لشمولها بالتوعية
• تحديد أهداف البرامج التثقيفية ومدتها .
• تحديد وسائل التنفيذ والاستراتيجيات لحل المشكلة .
• تحديد الفعاليات التي ستنفذ .
• تحديد الرسالة ومضمونها ووسيلة الاتصال التي ستستخدم .
• وضع ميزانية للبرنامج يتضمن الاحتياجات والمواد المطلوبة .
• المرحلة التنفيذية للبرنامج .
• تقييم البرنامج بعد التنفيذ وما هي المشاكل التي اعترضت سير التنفيذ والإجراءات المستخدمة .

عناصر التثقيف الصحي
المصدر: المثقف الصحي الملم بالموضوع والذي له القدرة على توصيل المعلومة .
الرسالة: وهي المعلومة الصحيحة والتي يجب أن تكون واضحة ومفهومة وفي مستوى المتلقي ومشوقة ومرغبة ويشترط في الرسالة أن تكون لغرض تحقيق الغاية المطلوبة .
المتلقي: المستهدف بالتوعية الصحية ويجب تحديد درجة فهمه وثقافته وان تتوفر فيه الرغبة في التغيير نحو المفهوم الصحي الصحيح ، ويجب التركيز عند توجيه عملية التثقيف الصحي على حاجة الفئة المستهدفة والشخص المستهدف والمستفيد من عملية التثقيف الصحي . مثال :يجب دراسة المشكلة التي يعاني منها المجتمع قبل توجيه رسالة التوعية .
وسائل الاتصال: قد تكون مباشرة وهي مخاطبة الشخص مباشرة وإيجابياتها أن الطرفين يتبادلان النقاش حول المعلومة الصحيحة لحين تحقيق المفهوم الصحيح ، بينما نجد في وسائل الاتصال غير المباشرة كالاعتماد على الملصقات والمطويات والكتيبات أو من خلال الإذاعة المرئية والمسموعة .

طرق ومراحل تلقي الرسالة
أولاً: المطوية
هي وسيلة لتوعية فئة معينة تحتوي على معلومات صحيحة أما بشكل مصور مع تعليق أو إرشادات لفئة مستهدفة في المجتمع وتلعب الألوان الدور الأساسي فيها كعنصر للجذب ويراعى أن يطبع العدد الكافئ لإيصاله إلى الفئة المطلوب توعيتها .

تأنيا: الملصقات والنشرات
يأتي أيضاً دور الملصقات والنشرات التثقيفية وهي إحدى وسائل التوعية للعاملين بالقطاع الصحي وباقي المواطنين فهي التي تبين وتوضح أخطار النفايات والأمراض التي تنتقل عن طريقها ، فالملصق الصحي هو أحد وسائل الاتصال ويهدف إلى إيصال المعلومة الصحية للفئة المستهدفة، ويشترط فيها ما يلي :

  • أن تكون الصورة الرئيسية التي تهدف لها واضحة ومفهومة , وجاذبة للفئة المستهدفة وذات حجم معقول .
  • أن تكون الصورة التي يحتويها الملصق بألوان مناسبة .
  • أن يتم وضعها في المكان المناسب حتى تتمكن الفئة المستهدفة من الإطلاع عليها واستيعابها بسهولة .
  • يجب أن يحتوي الملصق علي الإجابات للأسئلة التالية: لمن موجهة الرسالة ؟، لحماية من ؟، مضمون الرسالة ؟، ما هي طريقة الحماية ؟، ما هو البديل الصحي ؟
  • أن يراعي في التصميم الخط وإبراز الرسالة وحجم الكلمات والتأثير النفسي علي الملتقي .

ثالثاً: الكتيبات التثقيفية
وهي كتيبات صغيرة تحتوي علي إرشادات موجهة لفئة محدودة في المجتمع لهدف توعيتهم حول الخدمات الصحية المتوفرة لهم إضافة إلي إرشادات صحية لتعزيز المفاهيم الصحية وتحذير من الممارسات الخاطئة . ويتم فيها توضيح كيفية التعامل مع المعدات الوقائية كالقفازات والكمامات والمعاطف والقبعات وأغطية الشعر وكذلك المطهرات .

وملخص القول أن التثقيف الصحي هو أحد الحلول الهامة التي تخص إدارة المخلفات الطبية. فإذا كان هناك استيعاب لمخاطر المخلفات الطبية أصبح من السهل التعامل معها بحذر ويتم تطبيق المخططات والمناهج التي تخص هذا الموضوع بوضوح وجدية ، فإذا لم يكن هناك وعي ناتج عن إرشادات سليمة فلن تكون هناك استجابة ولا نجاح ، فيكون بذلك التثقيف الصحي أخذ الخطوات الأساسية أن لم نقل الخطوة الأولي إلي طريق التعامل السليم مع المخلفات الطبية .

المفتش الصحي
من خلال الدراسات والزيارات الميدانية لجميع المستشفيات الأيوائية لاحظنا أنه لم يكن للمفتش الصحي دوراً في متابعة النظافة العامة ومتابعة المطابخ وكيفية التعامل مع المخلفات الخطرة بل كان مقتصراً علي القطاع الخاص من محلات ومطاعم فيجب أن يكون للمفتش الصحي دوراً كبيراً في متابعة النظافة وطرق التعامل مع المخلفات الطبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *