صور من واقع مستشفياتنا والتعليق عليها
هذه بعض الصور التي أخذتها شخصياً من خلال زيارتي المتكررة لبعض المرافق الصحية الليبية، وهي توضح الوضع السيء لإدارة النفايات الطبية. أنا مقتنع دائما بأن الصور تكون في أحيان كثيرة أبلغ من الكلمات لتوضيح نقاط معينة، لهذا دائما أطلب من طلابي حين يقومون بزيارة أي مرفق صحي لغرض الدراسة وعند كتابة الملاحظات وأخذ المعلومات يجب إبقاء كميرة دجيتل صغيرة معهم جاهزة لتوثيق مايروه، فالتوثيق مهم جدا بالصور، وهي التي تظهر وجود المشكلة وحجمها ومدى تفاقمها، وهي دائما أقوى من الكلمات عندما تناقش الأخرون فيما رأيته وسجلته.
الصورة 1: جمع النفايات الطبية في صناديق الفاكهة.
Image 1: Medical waste collection in Fruit’s carton .
المخلفات الطبية الملوثة بالدماء من أكبر مصادر العدوى في المستشفيات بفيروسات الدم ولا يمكن جمعها أو نقلها بأي حال من الأحوال في صناديق الخضروات الكرتونية حتى لفترات قصيرة جدا فوجود السوائل يجعل هذه الصناديق رقيقة جداً وغير ملائمة واحتمال خرقها بالأدوات الحادة وارد وفوق كل ذلك فهذه الصناديق مفتوحة عرضة للحشرات وعرضة للنواقل الغير مرئية مثل تيارات الهواء واللمس، كما يرى في الصورة مخلفات طبية من قطن وشاش ملوثة بالدماء موضوعة في صندوق فاكهة (موز) والصندوق متسخ بالمواد الغذائية للمطبخ.
الصورة 2: التخزين السيء للكيماويات في المستشفيات.
Image 2: Bad storage of chemicals in Hospitals.
التخزين السيئ للمحاليل الكيميائية في مخازن المستشفيات أو في معامل التحاليل الطبية من أحد أسباب إنتاج المخلفات الخطرة ويرى في الصورتين تآكل آرفف التخزين الذي يؤدي لتلوث أرضية حجرة التخزين بمواد الكيميائية وعند تنظيفها تسبب في تلوث مياه الصرف الصحي وبالتالي وصول هذه المواد الخطيرة إلى البيئة المحيطة مسببة أضرار قد لا نستطيع التكهن بها او نقدرها فبعض الكيماويات أضرارها على المدى الطويل.
الصورة 3: سوائل جهاز الإليزا.
Image 3: ELISA fluids.
جهاز الإليزا يعتبر من ضمن أفضل الأجهزة للتحاليل الطبية، وهو جهاز يستعمل على نطاق واسع في معامل التحاليل الطبية في الكشف عن الفيروسات وغيرها من الميكروبات الضارة ولا يوجد معمل يخلو منه إلا المعامل الصغيرة جدا. ينتج عن هذا الجهاز عند عملية غسل الألواح البلاستيكية كمية من السوائل كمخلفات طبية سائلة تكون مختلطة بدماء وأمصال المرضى وهي تسبب عدوى لو لم يتم التخلص منها بطريقة سليمة.
الصورة 4: سوائل التحميض لورق الأشعة السينية.
Image 4: X-Ray Papers Developer Solutions.
جهاز إظهار صور الأشعة السينية (X-Ray) بعيادات الأسنان (ذات الأحجام الصغيرة) يعتبر من أكبر المصادر في إنتاج المخلفات الطبية الكيميائية الخطرة إلى شبكة الصرف الصحي في حالة عدم معالجة السوائل الناتجة، من ضمن الملوثات الموجودة بسوائل الإظهار وتثبيت الصور معدن الفضة السام والذي يوجد بكميات كبيرة بها ويعتبر من الملوثات الخطيرة للنظم البيئية البرية والبحرية. ويلاحظ في الصور بمجرد الأنتهاء من السوائل يتم صرفها مباشرة عير أحواض الغسيل إلى شبكة الصرف الصحي.
ومن الطرق السليمة التي تستعمل لمثل هذه السوائل الكيميائية:
- إعادة السوائل للشركة الكيميائية المواردة لكي يتخلصوا من هذه السوائل بمعرفتهم، أو يعيدوا تدوير تلك السوائل والاستفادة منها من جديد.
- أو يفضل استخلاص هذا المعدن قبل تصريف تلك السوائل للشبكة الصرف الصحي العامة بداخل العيادة بإعادة تدوير هذه السوائل بمصفيات خاصة وبأحجام صغيرة تضمن لنا عدم ضياع هذه السوائل واعادة استخدامها من جديد
الصورة 5: كميات قليلة من النفايات في عيادة الأسنان.
Image5: Low amounts of waste in the dental clinic.
بالرغم من أن عيادات الأسنان تنتج في كميات قليلة من المخلفات الطبية مقارنة بالعيادات التخصصية الأخرى إلا أنها مصدر رئيسي في حدوث العدوى. ويرى في الصورة قطن ملوث بدماء ولعاب المرضى بعد عمليات خلع الأسنان وعلاج اللثة.
——————–
الصورة 6: التخلص السيء من الأدوية المنتهية الصلاحية.
Image 6: Very Bad Disposal of Expired Drugs.
بعض الشركات والموردين للأدوية تتراكم لديهم أدوية منتهية الصلاحية في مخازنهم بكميات كبيرة فيقومون بالتخلص منها برميها في المكبات العامة كالنفايات المنزلية أو يتم رميها بالخفية وبطريقة غير قانونية في أماكن ومساحات متطرفة من ضواحي المدينة (كما في الصور فوق) بدون النظر للمشاكل البيئية التي يقومون بخلقها في المجتمع نتيجة هذا العمل الغير أخلاقي، مشاكل صحية وبيئية كبيرة كالأتي:
- هذه الأدوية المنتهية الصلاحية المرمية لو وقعت في إيدي عابثين فربما يتم إعادة بيعها من جديد في الصيدليات فتكون وسيلة مرض وليس شفاء.
- أو في حالة تعرضها لعوامل جوية مثل الأمطار فستتسرب سمومها لمياه الصرف الصحي ومنها للبحار فتؤثر في النظم الأيكولوجية البرية والبحرية.
- أو في حالات كثيرة تتسرب للمياه الجوفية وتصل لمياه الشرب فيكون ضررها جراعات إجبارية من الأدوية التي لا نعرف تركيباتها المختلفة ومدى أضرارها وتأثيرها في أجسادنا.
- أو في حالة ما تم إحراقها في العراء فهذا معناه تلوث الهواء الجوي بأبخرة سامة تصل أضرارها للسكان المحيطين مباشرة عبر التنفس أو تسافر عبر الأجواء لتصل أكبر عدد ممكن من الأهالي، أو تترسب تلك الأبخرة على الخضروات والفاكهة في المزارع القريبة فتحدث أضرار عبر أستهلاك تلك المنتجات الزراعية.
——————–
الصورة 7: رمي حقن اللقاحات والأمصال في مراكز الرعاية الصحية الأولية.
Image 7: Disposal Vaccine syringes outside Primary Health Care Centers.
كميات كبيرة من الإبر والحقن الملوثة باللقاحات والأمصال وجدت مرمية خارج مركز الرعاية الصحية الأولية في أحد المدن الجنوبية الليبية، هذا النوع من النفايات الطبية خطير جدا ويسبب في أنتقال الأوبئة والأمراض المعدية، فهذه الحقن تحتوي على لقاحات فيروسات وبكتيريا حية مضعفة (Attenuated Vaccines) وبرميها في العراء معرضة للشمس والأشعة البنفسجية والعوامل الجوية الأخرى فهناك أحتمال كبير في حدوث طفرات ميكروبية (Microbial Mutation) قد تزيد من خطورتها وسميتها، والقصة المشهورة للأطفال في روسيا وعبثهم بمثل حقن اللقاحات والتحصينات مرمية خارج مركز طبي التي سببت في إصابتهم بفيروس الجدري الخطير. فعلى القائمين بالمركز التخلص السليم من هذه النفايات الطبية الخطيرة بتقطيعها ومعالجتها بواسطة الأوتوكليف وعدم رميها بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب.
وفي الختام، هذه الصور تثبت بدون شك الأهمال الكبير وعدم الجدية بالتعامل مع النفايات الطبية الخطيرة، ايضا تثبت بأن النفايات هي أخر أهتماماتنا سواء كنا على مستوى صانعي القرار في الدولة أو مسئولين في المرفق الصحي. هذا الخلل الكبير ستكون نتائجة وخيمة على الأفراد والمجتمع على المدى الطويل.
اترك تعليقاً