محاور المحاضرات العلمية للندوة العالمية حول صحية وعدوى المستشفيات
المنعقدة في طرابلس 28/9-3/10/2002 – والدورة التدريبية بخصوص المخلفات الطبية
أنعقد في أواخر شهر الفاتح 2002 الندوة العالمية لصحية وعدوى المستشفيات تحت أشراف مركز التقنيات الحيوية والهيئة القومية للبحث العلمي وكلية الطب البشري لجامعة الفاتح طرابلس، حضرها العديد من المهتمين بهذا المجال من بحاث وعلماء وطنيين وأساتذة زوار من عدة دول أوروبية حول مشاكل عدوى المستشفيات، لما لها من تأثيرات كبير على الأفراد والدولة صحيا واقتصاديا.
عدوى المستشفيات (Nosocomial infection ) أو ما يسمى بالعدوى المكتسبة من المستشفيات (Hospital-acquired infection ) وتعرف على إنها العدوى التي تصيب المريض بعد دخوله للمستشفى بسبب مرض ثاني أو العدوى الذي تصيبه بعد مغادرته المستشفى بقليل، أو العدوى المهنية (Occupational infections) للعاملين بمجال الصحة من تمريض وأطباء وفنيين وغيره. وهناك عدة عوامل تزيد من حدة عدوى المستشفيات منها: ضعف مناعة المريض، واختلاف طرق الكشف والتشخيص من أسباب إدخال مسببات المرض من بكتيريا وفيروسات وغيرها داخل جسم المريض، ووجود ميكروبات داخل المستشفى أكثر ضراوة وأكثر مقاومة للأمراض من الميكروبات خارج المستشفى وسهولة انتقالها في ازدحام المرضى بالأقسام الطبية، وكذلك عند ضعف الناحية الصحية من النظافة والتعقيم والتطهير والتخلص من المخلفات المرضى داخل المرفق الصحي.
تحدث عدوى المستشفيات في كل أنحاء العالم، فأصبحت مشكلة عالمية تمس كل الدول بسبب سرعة انتشار ميكروبات المرض بين الدول والتي لا يوجد عائق لصدها أو حصرها في مكان واحد. فتحدث هذه العدوى في الدول الغنية والدول الفقيرة على حد السواء، وتعتبر عدوى المستشفيات من المسببات الرئيسية للوفيات داخل المستشفى. ففي دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية على عدوى المستشفيات في 55 مستشفى بأربعة عشر دولة من أربع مناطق بالعالم (أوروبا، شرق البحر المتوسط، جنوب شرق أسيا، دول غرب المحيط الهادي) وجد أن 8.7 % من مرضى المستشفى يصابون بعدوى مكتسبة من المستشفى، وان 1.4 مليون شخص في العالم يعانون من مشاكل سببها عدوى المكتسبة بالمستشفيات. واكبر المعدلات التي سجلت كانت بمناطق شرق البحر المتوسط ودول جنوب شرق أسيا بنسب تصل إلى 11.8% و 10.0% على التوالي ومعدل منخفض 7.7% و 9.0 بدول الأوروبية وغرب المحيط الهادي عل التوالي.
تسبب العدوى المكتسبة بالمستشفيات عدة أضرار منها الآثار الصحية والعجز الجسدي والضغط النفسي للمريض الذي دخل للمستشفى بسبب مرض أخر ناهيك عن ازدياد مدة إقامة المريض بالمستشفى وما ينتج عن ذلك من نفقات وخسائر إضافية للعناية به من فحوصات وتحاليل وغيره. فعلى سبيل المثال مريض أصيب بعدوه داخل المستشفى قد تطيل فترة أقامته إلى 3 أيام أضافية لمرضى أمراض النساء والى 9.9 يوما لمرضى العمليات الجراحية العامة والى 19.8 يوما لعمليات الجراحية الكبرى مثل تقويم الأعضاء (Orthopedic surgery). أطالة أقامة المريض تزيد ليس فقط في نفقات العناية به بل أيضاء في زيادة استخدام الأدوية والمضادات الحيوية وبتالي إلى ظهور أنواع ميكروبية أكثر ضراوة ومقاومة للمرض وفي حالة وجود تدني في صحية ونظافة المستشفيات فخروج هذه الميكروبات إلى المجتمع لا محاله وبتالي إلى انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة.
حسب ما تم سرده كانت الضرورة ملحة لانعقاد ندوة علمية متخصصة بخصوص عدوى وصحية المستشفيات لمعرفة ما هي الوضعية الحالية في المستشفيات الليبية لعدوى وصحية المستشفيات ومعرفة الخبرات العالمية في مثل هذا المجال والى ما تم الوصول إليه حتى ألان.
شملت الندوة على عدة محاضرات وحلقات نقاش لمدة يومين بعد ذلك ولمدة ثلاث أيام على دورة تدريبية وورش عمل نظري وعملي للحاضرين بمركز طرابلس الطبي وقاعات ومعامل كلية الطب البشري جامعة الفاتح.
وهذا سرد مختصر لما ورد بهذه الندوة من محاور ومحاضرات علمية:
محاضرات الافتتاح لمحاور اليوم الأول:
- الاستراتيجية والمخططات للتحكم بالعدوى الميكروبية داخل المستشفيات الليبية.
- العدوى المصاحبة للمستشفيات.
المحور العلمي الأول: عدوى المكتسبة بالمستشفيات.
- كيفية التحكم بعدوى داخل المستشفيات الليبية.
- التعرف على العدوى الميكروبية المصاحبة للمستشفيات من حيت أضرارها ، أثارها، وطرق الكشف عنها ومعالجتها والتقليل منها.
- العدوى المكتسبة بالمستشفيات بالأقسام الطبية الخاصة مثل أقسام علاج الأمراض السرطانية.
- العدوى المكتسبة بالمستشفيات بأقسام الولادة والأطفال حديثي الولادة والخبرات الليبية في هذا المجال.
- العدوى المكتسبة بالمستشفيات في مرضى يعانون من نقص المناعة.
المحور العلمي الثاني: أمراض تليف الكبد الفيروسية في ليبيا.
- فيروسات تليف الكبد خلال الخمسين السنة الماضية.
- فيروسات التهاب الكبد البائي والجيمي بأقسام غسيل الكلى ومرضى الفشل الكلوي.
- علاج أمراض تليف الكبد الجيمي بالمرضى الليبيين.
- أمراض فيروسات تليف الكبد في الأطفال واختلافها عن أمراض البالغين.
- معدلات وخز الإبر بالخطاء بأقسام الطبية المختلفة.
- بعض الأبحاث عن طرق تشخيص وتحاليل الأمراض الكبد الفيروسية.
- الأجسام المضادة واختلافاتها المصلية بمرضى تليف الكبد الفيروسي الجيمي عند مجموعات مختلفة من المصابين.
- إصابات بالفيروسات الكبد الجيمي لدى العاملين في الصحة.
- الاختبارات المعملية لأمراض تليف الكبد الفيروسية وتكلفتها.
المحور العلمي الثالث: العدوى المكتسبة في المستشفيات من المنظور الليبي.
- العدوى المصاحبة للجروح والعمليات.
- العدوى المصاحبة لالتهابات الجهاز البولي.
- العدوى المكتسبة من الأدوات الطبية الجراحية.
- أمثلة لإصابات بعدوى المكتسبة بالمستشفيات ببعض المراكز الصحية والمستشفيات الليبية.
المحور العلمي الرابع: مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية باليبيا.
- استهلاك المضادات الحيوية بمركز طرابلس الطبي.
- الخبرات الليبية عن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية ببعض المناطق باليبيا، مثل المناطق الغربية ومنطقة بنغازي.
- مقاومة الميكروبات الممرضة للجهاز البولي للمضادات الحيوية في ليبيا.
محاضرات الافتتاح لمحاور اليوم الثاني:
- الخبرات الليبية في خدمات صحية المستشفيات.
- المخلفات الطبية الخطرة بالمستشفيات الليبية، المشكلة والحل.
المحور العلمي الخامس: التحكم في صحية المستشفيات.
- التعقيم والتطهير بالمستشفيات: اللوائح والإجراءات العملية.
- مشاكل كل يوم بالمستشفيات حول التعقيم والتطهير والتنظيف.
- معلومات حديثة حتى يومنا هذا عن اختبارات الجودة لمواد التعقيم.
المحور العلمي السادس: صحية المستشفيات، الوضع الحالي.
- المخلفات الطبية الخطرة بمراكز الغسيل الكلى الليبية: إنتاجها، كمياتها، طرق جمعها، نقلها، والتخلص منها.
- إجراءات التعقيم والتطهير بمراكز غسيل الكلى.
المحور العلمي السابع: أبحاث وأوراق علمية متفرقة.
- الفشل الكلوي الحاد لمرض الإيدز.
- عزل والتعرف على عدة أنواع من البكتيريا من مختلف الأماكن بالمرافق الصحية.
- عزل والتعرف على عدة أنواع من البكتيريا المضادة لأكثر من نوع من المضادات الحيوية.
الدورة التدريبية
من ضمن أهداف الندوة العالمية حول صحية وعدوى المستشفيات تدريب وتأهيل العناصر الطبية عن الأسس السليمة لصحية المستشفيات وتنبيهاهم بالأخطار المحدقة بصحية المستشفيات وانعكاساتها على البيئية.
فثم تنظيم دورة تدريبية وورشة عمل متخصصة في عدة مجالات عن صحية وعدوى المستشفيات لمدة ثلاث أيام بعد أنتها الندوة. فقسم الحضور (60 شخص) إلى ثلاث مجموعات عمل بقاعات مركز طرابلس الطبي، وكلية الطب البشري بقسم الأحياء الدقيقة من الساعة 9:30 إلى 16:00 محاضرات نظرية وعملية تدور في المجالات آلاتية:
المجموعة الأولى: المحور الأول: محاضرات حول المخلفات الطبية الخطرة بالمستشفيات من حيت:
- أنواع المخلفات الطبية وتصنيفها.
- تأثيراتها الصحية والبيئية على الأفراد والمجتمع.
- الطرق السليمة للتعامل مع المخلفات الطبية من حيث جمعها ونقلها والتخلص منها.
- الوضعية الحالية بالمستشفيات الليبية في التعامل مع المخلفات الطبية.
- القوانين واللوائح الدولية المعمول بها عند التعامل مع المخلفات الطبية.
- الطرق المتبعة حاليا والطرق الحديثة للتخلص من النفايات الطبية.
المحاضرات اشتملت على وسائل الإيضاح المرئية من صور ورسامات ومخططات في هذا المجال.
المجموعة الأولى: المحور الثاني: الوقاية والسلامة المهنية للعاملين بمستشفيات ومعمل الأبحاث.
- كيفية التعامل السليم مع مختلف الكيماويات.
- كيفية التعامل السليم مع الأخطار البيولوجية الحيوية.
- الطرق السليمة للوقاية الشخصية.
- الطرق السليمة للتعقيم والتطهير وغيره.
المجموعة الثانية: محاضرات نظرية وعملية عن عدوى المستشفيات.
- طرق عزل والتعرف على أهم الميكروبات المكتسبة بالمستشفيات.
- الأنواع الجديدة من الميكروبات المكتسبة بالمستشفيات والتي بدأت مشاكلها تقلق الوسط الطبي.
- طرق التعقيم والتطهير ضد ميكروبات المكتسبة بالمستشفيات وطرق القضاء عليها.
المجموعة الثالثة: عدوى المستشفيات من الناحية الطبية:
- عدوى المكتسبة بالمستشفيات، تعريفاتها.
- أثارها الصحية والبيئية.
- الإدارة والمسؤوليات عند التعامل مع عدوى المستشفيات.
- مراقبة العدوى المكتسبة بالمستشفيات.
أشتمل هذا الجزاء على زيارات ميدانية لبعض الأقسام الطبية بمركز طرابلس الطبي.
تم في نهاية الدورة التدريبية توزيع شهائد للإخوة الحاضرين لدورة، وقد عبر الحاضرين على سرورهم العظيم بمثل هذه الندوات والدورات المفيدة جدا وطالبوا بتكرار مثل هذه الأنشطة العلمية الطبية. ومن الأشياء التي لوحظت بالندوة التنظيم الراقي لها والمجهود المبذول من الإخوة اللجنة التحضيرية وعلى رأسهم رئيس اللجنة الأستاذ الدكتور محمد ضو، واللجنة العلمية للدورة واللجنة التنظيمية مع الدعم الكبير الملموس من الهيئة القومية للبحث العلمي والمجهودات العظيمة التي بدلت من قبل مركز بحوث التقنيات الحيوية.
اترك تعليقاً