استضافة بموقع البيطرة العربية (arabvet.com)
استضاف موقع البيطرة العربية (www.arabvet.com) الدكتور الطاهر إبراهيم الثابت كضيف المنتدى في الفترة 11/9/2004 إلى 17/9/2004 ليجيب عن بعض التساؤلات التي يطرحها الأطباء وصناع الأدوية البيطرية في كيفية التعامل مع المخلفات الطبية البيطرية من أدوية منتهية الصلاحية ومخلفات الحيوانات الباثولوجية ومخلفات المواد المستخدمة في علاج وتشخيص أمراض الحيوانات وعن الدور الذي يلعبه الطبيب البيطري ومربي الحيوانات في الحفاظ على البيئة من الملوثات الناتجة عن العيادات وكليات الطب البيطري ومن محطات تربية الحيوانات.
البيطرة العربية من المواقع العربية الرائدة في مجال علوم البيطرة والطب البيطري وتعتبر موسوعة عربية متكاملة في هذا المجال حيث يجد فيه كل مهتم بتربية وعناية وعلاج الحيوان ما يحتاجه من معلومة صحيحة وأكثر ما يلاحظه الزائر للموقع الكم الهائل من المعلومات.
وبعد سرد السيرة الذاتية والترحيب بالدكتور الطاهر الثابت وجهت عدة أسئلة من قبل أعضاء المنتدى البيطرة العربية عن المخلفات الطبية البيطرية ومشاكلها وهذه بعض الأسئلة والأجوبة والتي قد تفيد الأخوة المهتمين بالعناية بالحيوانات أو المتخصصين في مجال علوم البيطرة:
السؤال الأول: بحكم خبرتكم في موضوع بقايا الأدوية و ما تسببه عملية التخلص منها . هل تم تسجيل حالات ضرر للبيئة و للصحة العامة تسببت فيها المخلفات الطبية البيطرية؟ و هل لهذه المخلفات الطبية البيطرية من وسيلة فاعلة و سليمة للتخلص منها؟
الإجابة: في البداية أود أن أعطي فكرة بسيطة عن المخلفات الطبية بصفة عامة فخلال العقود الماضية كان الاهتمام العالمي منصب على النفايات النووية بسبب التوسع حييناها في استخدام الوقود النووي في إنتاج الكهرباء وغيرها من الأمور ومن ينتج عن ذلك من نفايات وبسبب خطورة هذه المواد على الأحياء بمختلف أنواعها البرية والبحرية وصعوبة التخلص منها. بعدها بداء الاهتمام العالمي بمشكلة المخلفات الصناعية الكيميائية بعد التوسع الملحوظ والتسابق ما بين الدول والشركات الضخمة في أنتاج مختلف أنواع الصناعات البثروكيماوية والمبيدات والمخصبات وغيرها من المواد الصناعية الضارة وما ينتج عن ذلك من كميات ضخمة من النفايات، وهذه المشكلة لا زلنا نعاني منها حتى الآن. ثم بعد ذلك وخلال العقد الماضي ومع انتشار الأوبئة واكتشاف فيروسات الدم القاتلة وبسبب سرعتها في الانتشار وسهولة انتقالها من المصابين أو مخلفاتهم، الأمر الذي جعل معظم دول العالم ينتبهوا لهذه المشكلة، فبدأت المنظمات الدولية منها منظمة الصحة العالمية إلى العمل على توعية العاملين بمجال الصحة (البشرية والحيوانية) بمخاطر هذا النوع من النفايات وهي المخلفات الطبية.
المخلفات الطبية سوأ الناتجة من الإنسان أو الحيوان له مضارها في حالة ما تم تجاهلها والعبث بها لوجود عوامل مسببه للمرض مشتركة (العديد من الميكروبات التي تم اكتشافها قاتلة للإنسان والحيوان)، وخلال السنوات الأخيرة ظهرت عدة أوبئة كان الحيوان مصدر انتشارها أو كان العامل الوسيط في تطور المرض والسبب في انتقاله، منها على سبيل المثال ما حدث في الأشهر الماضية بدول جنوب شرق أسيا من انتشار مرض أنفلونزا الطيور والإصابات التي حدثت للإنسان منها ومرض السارس المسبب بواسطة الفيروسات التاجية والذي يعتقد حدوث طفرة له داخل حيوان سبب في قوة وشدة هذا المرض والأمثلة كثيرة عن فيروسات الدم القاتلة مثل فيروسات داء الكلب وبعض الأمراض الأخرى المجهولة لدينا حتى الآن ناهيك عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان المسببة بواسطة البكتيريا والطفيليات والفطريات فعالم الحيوان يعج بكميات ضخمة ومتنوعة من الجراثيم المعدية.
سأتكلم هنا للرد عن سؤالك وبإيجاز عن نوع واحد من أنواع المخلفات الطبية البيطرية وهي المخلفات البيطرية الصيدلانية بدون ذكر الأنواع الأخرى.
المخلفات البيطرية الصيدلانية هي عبارة عن نفايات نتجت عن العناية بالحيوان في المستشفيات البيطرية وفي مراكز المعالجة والصيدليات البيطرية والناتجة من الأتي:
- من بقايا أدوية ومحاليل استخدمت لعلاج أمراض الحيوانات.
- أدوية بيطرية انتهت صلاحية استخدامها.
- انتهاء الفترة الزمنية المسموح بها بعد فتح الدواء واستخدام جزء منها.
- حالات منع استخدام الدواء لأسباب أخرى مثل طلب الشركة المصنعة استرجاع الدواء لغرض وقائي.
- بقايا مواد تعقيم وتطهير استخدمت في العناية بالحيوان المريض أو في تنظيف وتعقيم الجروح.
- كيماويات استعملت خلال تشخيص المرض.
- كيماويات استعملت لحفظ العينات.
- اللقاحات والأمصال التي تستعمل لتمنيع الحيوانات.
- مواد وأشياء استعملت في نقل أو أعطى الدواء مثل العلب والصناديق لوجود ترسبات أدوية بها.
أما الأضرار الناتجة عن المخلفات الصيدلانية البيطرية فهي متعددة على حسب نوع وكمية التعرض سوأ للأطباء البيطريين أو للعاملين بالعناية بالحيوان ومخلفاته أو للبيئة المحيطة في حالة تسرب تلك الأدوية والمواد الكيماوية.
بعض من الأدوية والمواد الكيماوية محدثة للسرطانات والطفرات بالخلية البشرية والأحياء البرية والبحرية، والتعرض بالنسبة للإنسان المحيط بالحيوان المريض يكون عن طريق امتصاص الجلد أو الأغشية المخاطية أو عن طريق الاستنشاق أو بلع عند التعرض له بكميات كبيرة في فترات زمنية قصيرة أو بكميات قليلة على فترات زمنية طويلة، أما بالنسبة للبيئة المحيطة عندما تصل مخلفات وبقايا تلك الأدوية والمواد الكيماوية عن طريق تلوث التربة ومياه الشرب بمياه الصرف المستخدمة في العناية بالحيوان وعند التخلص من فضلاته، فصرف بقايا الكيماويات إلى شبكة المجاري العامة (الصرف الصحي) قد تؤدي لأضرار بيئية حيوية بسبب عدم مقدرة محطات معالجة مياه المجاري للقضاء والتخلص من تلك المواد بالمقارنة مع سهولة التخلص من الميكروبات.
بعض المخلفات الصيدلانية لها أثار مدمرة للنظم البيئية الطبيعية (natural ecosystems) مثل بقايا مخلفات الأدوية من مضادات حيوية وأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض السرطانية (cytotoxic drug) والتي لها المقدرة على قتل الأحياء الدقيقة الموجودة والضرورية لتلك النظم، ولقد كثر استخدام هذا النوع من الأدوية في دول الغربية لمعالجة الحيوانات الأليفة وكذلك أمكانية تسبب هذا النوع في حدوث طفرات وتشوهات للكائنات الحية المحيطة، ووجود كميات كبيرة من المخلفات الطبية السائلة الناتجة من المستشفيات البيطرية المختلطة مع بقايا المعادن الثقيلة ومركبات الفينول ومشتقاته السامة وبعض نواتج مواد التعقيم والتطهير والتي تساهم أيضاء في زعزعت تلك النظم.
هنالك طرق سليمة للتخلص من تلك المخلفات الصيدلانية البيطرية بدون أضرار للعاملين والبيئة المحيطة وهذه بعض النصائح والتوصيات بإيجاز:
- تطبيق نظام فصل وتصنيف المخلفات الصيدلانية عن المخلفات البيطرية الأخرى ووضع العلامات المخصصة لذلك، لتقليل من كمية المخلفات والتي تحتاج لمعالجة خاصة فاختلاط المخلفات يزيد من كمية المخلفات الخطرة جدا.
- الأدوية منتهية الصلاحية أو سيئة التخزين تعاد للمصدر أو الشركة الموردة حتى يتم التخلص منها بمعرفتهم ولا يتم التخلص منها بالمكبات العامة مع القمامة الأخرى.
- لا يتم تصريف المخلفات الصيدلانية البيطرية إلى مياه الصرف الصحي فقط الفيتامينات مع جريان الماء بكميات كبيرة.
- لتقليل من المخلفات الصيدلانية يجب مراجعة والكشف الدوري على الكميات الأدوية المخزنة عن تاريخ الصنع حتى لا تتراكم ويتم صرفها على أساس أول الدخول أول الخروج.
- المخلفات الصيدلانية البيطرية المصنفة على أنها خطيرة يجب جمعها وتخزينها ومعالجتها منفصلة عن باقي المخلفات الطبية.
- اختيار محرقة مناسبة للمخلفات الصيدلانية والتي لا تقل درجة حرارتها عن 1200 درجة مئوية حتى لا يحدث انبعاث للأبخرة السامة، والمعروف عن عملية حرق الدواء في حالة ما أجريت تحت درجة حرارة تقل عن الدرجة المذكورة انبعاث أبخرة سامة جدا مثل الديوكسين.
- يجب أخد الاحتياطيات اللازمة عند التعامل مع مخلفات الحيوانات والتي تحت العلاج الكيماوي من ارتداء قفازات وكمامات والملابس الوقاية الشخصية.
- من أهم سبل السلامة والوقاية قبل التخلص من هذا النوع (أدوية العلاج الكيماوي) هي معالجتها بمواد كيماوية وأحماض لتتم معادلتها وأبطال مفعولها الضار، ولكل نوع من هذه الأدوية السامة هناك مركب كيماوي يمكن لنا به معالجته.
- تجميع الإبر والحقن المستخدمة لإعطاء الدواء أو اللقاحات للحيوانات في علب بلاستيكية قوية مانعة للتسرب ويتم التخلص منها عن طريق المحرقة.
- أما بالنسبة للمخلفات الكيميائية الناتجة من معامل التحاليل ومعامل الباثولوجية البيطرية فيجب معالجتها قبل تصريفها للشبكة الصرف الصحي لتقليل من تلف الشبكة مثل الأحماض والقلويات المستخدمة للتشخيص أو حفظ العينات.
- لتقليل من حوادث التلوث البيئي الدوائي على الصيدلية بالمستشفيات البيطرية أو الصيدليات المنفصلة الاهتمام بطرق ومكان تخزين الأدوية مع مراعاة الأدوية المنتهية الصلاحية وطرق التخلص السليم منها وعدم تصريف الأدوية إلى مياه الصرف الصحي وخاصة المحتوية على الفضة ، الكدميوم، الكروم، النحاس، الرصاص، الزئبق، السيلنيوم والزنك.
أما بالنسبة لأضرار المخلفات الطبية البيطرية فكل المراجع التي لدي ركزت عن الأضرار والحوادث المسببة بواسطة المخلفات الطبية الناتجة من العناية بالمرض بالمستشفيات والمرافق الصحية كالقصة المشهورة والتي حدثت في البرازيل والتي نجم عنها وفاة البعض وإصابة 249 شخص بأمراض سرطانية مزمنة وحالات عقم بسبب العبث بمخلفات معهد طبي علاجي قديم محتوية على مصدر إشعاعي، والحادثة الثانية في روسيا التي آذت لإصابة مجموعة من الأطفال بمرض الجدري بسبب عبثهم بقمامة عيادة طبية كانت تعطي في لقاح ضد مرض الجدري، أما بالنسبة للإصابات بأمراض نتيجة وخز الإبر الحادة الملوثة من المخلفات الطبية فهذا الجانب درس بتوسع كبير وكانت الإحصائيات تشير إلى أرقام مأهولة في بعض دول العالم.
سنة 1992 كانت هناك ثماني حالات عدوي بفيروس فقد المناعة المكتسبة في فرنسا بسبب إصابات مهنية للعاملين بالصحة وحالتين منها كانت بسبب جرح نتج عن نقل المخلفات الطبية، وفي سنة 1994 سجلت 39 حالة إصابة بنفس الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أسبابها كالأتي: 32 حالة إصابة بسبب وخز إبر ملوثة، وحالة واحدة بسبب جرح مشرط ملوث، وحالة واحدة بسبب جرح من أنبوب مكسور كان به دم مريض مصاب، وحالة واحدة أخري كانت بسبب مادة غير حادة، وأربع حالات كانت بسبب تلوث الجلد أو الأغشية المخاطية بدم ملوث بالفيروس ومع سنة 1996 ازدادت الحالات إلى 51 حالة إصابة وكان معظمهم طواقم تمريض وأطباء وفنيين معامل تحاليل. أما بالنسبة لفيروسات التهاب الكبد فالحالة أسوء بكثير، تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكية أشار أن هناك سنوياً في أمريكا مابين 162 إلى 321 حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد البائي بسبب المخلفات الطبية الحادة من العدد الإجمالي للإصابات في السنة بسبب وخز الإبر والذي يصل إلى 300000 حالة في السنة الواحدة.
حالات الإصابات الفردية بالعدوى نتيجة المخلفات الطبية كثيرة ومتعددة ولكن من الصعب حصرها بسبب عدة عوامل وخاصة في دول العالم النامية فالتعرض للمخلفات الطبية بسبب الإهمال وعدم الدراية أو ضعف الناحية التقنية في التخلص منها تحدث كل يوم، وهذا بالذات ينطبق على المخلفات الطبية البيطرية، حيث لا توجد إحصائيات على عدد الإصابات الناتجة بسبب سوء التعامل بسبب عدم وجود نظام تبليغ من العاملين في هذا المجال بالحوادث والإصابات الصحية المهنية.
ولكن بحكم الخبرة، هنالك تجاوزات كبيرة وسوء تعامل في دول العالم النامي للمخلفات الطبية الناتجة من الحيوانات المريضة فتجد في الأرياف والمزارع حيوانات نافقة وميتة بسبب أمراض مجهولة مرمية بجانب الطرقات، كما تجد مخلفات الطبية الحيوانية مرمية في ساحات السلخانات لفترات طويلة، وتجد التعامل مع أدوية البيطرية من قبل مربي الأغنام والمزارعين مثل تعاملهم مع الأعلاف وغيرها الكثير من التجاوزات. ملخص كلامي لم أجد دراسة تكلمت بصفة مباشرة عن المخلفات الطبية البيطرية وتأثيرها على البيئة وربما في المستقبل سنسعى لدراسة هذه النقطة بالذات.
السؤال الثاني: لماذا لا يتم تدريس مادة الإدارة السليمة للمخلفات الطبية في كليات الطب البيطري و الصيدلة لما لهذا الموضوع من أهمية؟
الإجابة: تدريس هذه المادة في الكليات الطبية ضروري جدا وذلك بسبب وجود جهل وسوء تعامل كبير في مؤسساتنا من العاملين بالصحة في هذا الخصوص ، فنجد عدم دراية بكيفية التخلص من نوع معين من المخلفات ونجد كذلك اعتماد طرق غير صحيحة في جمع ونقل نوع معين من المخلفات كما نجد طرق معالجة وطرق للتخلص من المخلفات الطبية تسبب في دمار وأضرار للبيئة أكثر من المخلفات نفسها، لكل هذه الأسباب، يجب تدريس مادة الإدارة السليمة للمخلفات الطبية في مجال الطب البيطري والطب البشري وكليات التقنية الطبية وكليات التمريض وغيرها من المؤسسات التعليمية الطبية.
السؤال الثالث: لماذا لا تعمم طريقة التخلص السليمة على الصيدليات من قبل الجهات المختصة ؟
الإجابة: يجب تعميم وفرض اللوائح والقوانين التي تنظم عملية التخلص السليم من المخلفات الطبية وإجبارها على الصيدليات والمستشفيات البيطرية والسلخانات وحظائر تربية الحيوانات. فالدعوة ملحة للاهتمام والسعي في تكوين منظومة صحية سليمة للتخلص من النفايات الطبية البيطرية مع العلم انه توجد تجارب عالمية ناجحة في هذا المجال يمكن لنا الاستفادة منها وتطبيقها لو توفرت الرغبة الأكيدة في ذلك.
السؤال الرابع: ما هي الضوابط والطرق للتخلص من النفايات الطبية في العيادات البيطرية الصغيرة مثل عيادات علاج الحيوانات الأليفة؟
الإجابة: كلنا يعلم بأن العيادات البيطرية الصغيرة تتعامل مع أعداد محدودة ومجموعات صغيرة من الحيوانات، ومعظمها حيوانات أليفة محصنة باللقاحات ضد الأمراض المعدية، وهذه الحيوانات عادة تكون غير مختلطة بالحيوانات الضالة المريضة، ورغماً عن كل ذلك فقد تكون مصابة بأمراض جرثومية خطيرة ولا نستطيع أن نجزم بأن هذه الحيوانات لم تخالط الحيوانات الأخرى، وما ينتج عن هذه الحيوانات من مخلفات طبية بيطرية يجب اعتباره مخلفات ذات خطورة حتى لو تبين لنا أن الحيوان الذي نتعامل معه سليم ومعافى فالإجراءات السلامة يجب أن تتبع في كل الحالات.
ونظرا لوجود وتردد أعداد قليلة من الحيوانات المعالجة للعيادات البيطرية الصغيرة فكمية المخلفات المنتجة قليلة بالمقارنة مع المستشفيات البيطرية وكليات الطب البيطري ومراكز الأبحاث ومحطات وحظائر تربية الحيوانات الكبيرة، ولكن هذا لا يعني أن خطورتها أقل أو أنها لا تشكل ضرراً للأطباء والمساعدين وعمال النظافة والبيئة المحيطة.
أنواع المخلفات الطبية البيطرية في العيادات الصغرى قد تكون قليلة ولكنها متنوعة كما هو الحال بالمستشفيات الكبرى، فخلال إجراءات الكشف الروتينية أو خلال العماليات الصغرى والتي تُجرى على الحيوان تنتج كميات من المخلفات الطبية تكون متنوعة ومختلفة مثل:
- المخلفات الطبية الحادة مثل الإبر والحقن والمشارط الملوثة والشرائح الزجاجية وغيرها.
- المخلفات الطبية الباثولوجية كالأنسجة أو الأعضاء المستأصلة من جسم الحيوان أو المشيمة بعد الولادة أو الأسنان والأظافر والحوافر المنزوعة وغيرها.
- المخلفات الطبية البيطرية المعدية من قطن وشاش ملوث بدم أو إفرازات وبول وبراز الحيوان المريض.
- المخلفات الطبية الصيدلانية من بقايا الأدوية واللقاحات والأمصال والأدوات المستعملة في تحضيرها أو إعطاؤها للحيوان المعالج.
- المخلفات الطبية الكيميائية من بقايا سوائل التعقيم والتطهير المستعملة بكثرة في حالة العمليات أو في حالة معالجة وتنظيف الجروح.
- المخلفات الطبية المحتوية على المعادن الثقيلة أن وجدت مثل البطاريات ومقاييس الحرارة.
- المخلفات الطبية الغازية أن وجدت المستعملة في التخدير واسطوانات المبيدات المضغوطة.
لكل الأسباب السابقة يجب أتباع الضوابط والإجراءات التعامل السليم مع المخلفات الطبية البيطرية في العيادات البيطرية الصغرى كما هو الحال في المستشفيات الكبرى ويتم إقرارها وفرضها من قبل الجهات المسئولة في هذا الشأن من قبل الدولة.
الضوابط يتم وضعها بعد معرفة وضعية والحالة التي عليها تلك العيادات، من حيث الأتي:
- حجم وكمية المخلفات الطبية المنتجة من العيادة.
- أنواع المخلفات الطبية المنتجة من العيادة.
- قرب وبعد العيادة من المناطق السكنية.
- قرب وبعد العيادة من المكبات أو المحارق النفايات.
على أساس ذلك يتم اختيار الطريقة المناسبة لعملية جمع ونقل ومعالجة المخلفات الطبية، ويتم اختيار المكان الذي يتم فيه التخلص النهائي من المخلفات داخل أو خارج ساحات العيادة والتي تضمن سلامة البيئة والأفراد.
معظم طرق المعالجة والتخلص النهائي من المخلفات الطبية والتي تضمن السلامة للأفراد والبيئة تكون مكلفة بعض الشيء، وهذا الأمر جعل بعض العيادات البيطرية (وحتى العيادات الطبية البشرية) تلجا للطرق وسبل أرخص مادياً للتخلص النهائي من المخلفات الطبية بدون النظر للأضرار البيئة التي تحدث، لهذا السبب يجب على الدولة فرض ضوابط ولوائح صارمة في هذا الشأن وفرض العقوبات التأديبية ضد العيادات المخلة بالنظام وذلك للحفاظ على سلامة الجميع.
السؤال الخامس: ما هي الطرق التي تستطيعون فيها تثقيف الأطباء البيطريين العرب بهذه المخاطر؟
الإجابة: بالنسبة للطرق تثقيف الأطباء البيطريين العرب بمخاطر المخلفات الطبية، وجدنا وبحكم التجربة أن من أنسب الطرق الحالية هي استحداث ورشات عمل ودورات قصيرة لمدة يومين أو ثلاثة يتم فيها أعطى محاضرات مركزة من متخصصين في هذا المجال يتناولون فيها المخلفات الطبية من جميع نواحيها، ويتم في الورش التطرق للأتي:
أولا: التعريف بالمخلفات الطبية بصفة عامة والتركيز على المخلفات الطبية البيطرية.
ثانيا: التعريف بأنواع المخلفات الطبية وانقساماتها والتي تشمل الأتي:
التعريف بالمخلفات الطبية الباثولوجية وأعطى أمثلة عليها كالأعضاء المستأصلة والمشيمة وغيرها.
التعريف بالمخلفات الطبية البيطرية الحادة مثل الإبر والحقن والمشارط ألخ.
التعريف بالمخلفات البيطرية الصيدلانية وأنواعها.
التعريف بالمخلفات البيطرية الكيميائية وأنواعها المستخدمة في التعقيم والتطهير.
التعريف بالمخلفات الطبية المشعة والمستعملة بكثرة في مراكز أبحاث الحيوان والكليات البيطرية.
التعريف بالمخلفات البيطرية الغازية وهذا النوع بالذات يستخدم بكثرة في المجال الطب البشري.
التعريف بالمخلفات الناتجة من الأحياء المعدلة جينيا والناتجة من بعض مراكز أبحاث الحيوان.
ثالثا: الأثار البيئية والصحية للمخلفات الطبية البيطرية، والتطرق للنقاط التالية:
الأضرار الصحية والمهنية للعاملين من أطباء ومساعدين ومربيين.
الأضرار البيئية للمخلفات الطبية البيطرية وتأثيرها على النظم البيئية.
تأثير المخلفات الطبية البيطرية على الحيوانات المعالجة كذلك.
العدوى الميكروبية من المخلفات الطبية البيطرية، عن طريق التطرق لأنواع الميكروبات والتي يحتمل انتقالها من المخلفات الطبية البيطرية.
تأثير وأضرار كل نوع من المخلفات على حده مثلا : أضرار المخلفات الحادة ، أضرار المخلفات الكيميائية، أضرار المخلفات الباثولوجية وهكذا.
رابعا: أعطى أمثلة عن التجاوزات والأخطاء الشائعة والتي تحدث عند التعامل مع مخلفات الحيوانات الطبية سوأ من الأطباء أو المساعدين أو المربيين وغيرهم.
خامسا: الطرق السليمة للتعامل مع المخلفات الطبية البيطرية والتي تنقسم للأتي:
طرق التخلص والتعامل السليم مع المخلفات البيطرية الباثولوجية.
طرق التخلص والتعامل السليم مع المخلفات الصيدلانية والكيميائية.
طرق التخلص والتعامل السليم مع المخلفات الحادة.
طرق التخلص والتعامل السليم مع المشعة والغازية.
سادسا: التشريعات واللوائح والقوانين التي تنظم طرق التعامل والتخلص من المخلفات الطبية البيطرية:
التشريعات المحلية أن وجدت.
التشريعات العربية بالخصوص.
التشريعات الدولية بالخصوص.
فلو أنخرط الأطباء في دورة شملت ما سردته فأنها ستكون مفيدة جدا لهم وتكون الدورة قد غطت كل جوانب الإدارة السليمة للمخلفات الطبية.، وبحكم الخبرة فقد أشرفت في السابق على ورشة عمل في احد المؤتمرات وقد أعطيت محاضرات لعدد ستون متخصص من الأطباء البشريين وأخصائيين معامل التحاليل وقد تجاوب الحضور مع هذه الدورة وتعرفوا على بعض الأشياء التي تمر بهم يوميا خلال عملهم بدون أن ينتبهوا لها وهي مصدر خطر كبير.
بالإضافة لهذه الدورات وورش العمل تأتي بعد ذلك فائدة كبيرة من النشرات والدوريات والملصقات والتي تبين أنواع المخلفات وأضرارها و تبين طرق التعامل السليم من فصل وجمع ونقل والتخلص النهائي منها.
وأخيرا، يفضل تدريس مادة الإدارة السليمة للمخلفات الطبية بالكليات التخصصية حتى يلزم بها الطلاب وتكون نواة لهم في التعامل السليم مع هذه المشكلة في المستقبل.
السؤال السادس: وهل تنالوا حقكم في ليبيا إعلاميا كمسئولين عن النفايات الطبية؟
الإجابة: نحن أعضاء نادي صحي طبي بيئي ومن محبي البيئة وحبنا جعلنا نتخصص في هذا المجال وأن ننخرط فيه، فبداية المشوار كانت محاضرة بسيطة في حلقة نقاش ثم بعد ذلك انخرطنا في هذا المجال بالكامل وأجرينا عدة بحوث لأقت استحسان في الوسط العلمي الأكاديمي الليبي وقد انتبهت بعض الجهات المسئولة لهذا. ومن نتائج تلك الأنشطة أنها كانت السبب من وراء وجود عدة دراسات بحثية ودراسات عليا (الماجستير) في مجال المخلفات الطبية وهذا الشيء يبشر بخير.
السؤال السابع: هل هناك دراسات محلية خرجت من ليبيا عن النفايات الطبية وأضرارها ؟
الإجابة: نعم، فلقد أجرينا عدة محاضرات ودراسات ولا زلنا حتى وقتنا الحالي، وستجد عناوين ومعلومات عن هذه الدراسات في موقع النادي، وقد غطت الدراسات والمقالات معظم التخصصات الطبية فهناك دراسات عن مراكز غسيل الكلى ومستشفى للولادة وأقسام العلاج الأمراض السرطانية وعيادات الأسنان وغيرها .
وتوجد عدة دراسات مستقبلية تحت الأجراء في مجال المخلفات الطبية أن شاء الله منها:
دراسة شملت 22 مختبر طبي تشخيصي بمدينة طرابلس
دراسة شملت 20 عيادة أسنان خاصة.
دراسة عن المخلفات الطبية المنزلية,
دراسة لمصارف الدم.
السؤال الثامن: ما هو المستفاد من المخلفات الطبية بعد استعمالها؟
الإجابة: يمكن لنا الاستفادة من المخلفات الطبية في الحالتين البيطرية والبشرية، فهناك كم كبير من النفايات البلاستيكية والتي يمكن لنا إعادة تصنيعها والكميات المقدرة كبيرة جدا من خلال خبرتنا.
ويمكن لنا الاستفادة كذلك من المخلفات الباثولوجية، فهذه السنوات أزداد الطلب على مستوى العالم من المشيمة سوأ البشرية أو الحيوانية للاستفادة منها في مجالات صناعات التجميل أو استخدامها في بعض الأمور العلاجية، فهناك عدة دول تصدر في كميات ضخمة من المشيمة بنوعيها للشركات الصناعية الضخمة، قد لا نرضى بأن نبيع أشياء مثل هذه ولكن هذا الحل لازال أفضل من رميها في المكبات بدون ردم.
وأخيراًً اكبر استفادة نجنيها من التخلص السليم من المخلفات الطبية هي سلامة الأطباء والعاملين والمرضى والأفراد المحيطين والبيئة من أضرار تلك المخلفات.
اترك تعليقاً