أربعة مشاكل رئيسية سببت في خطورة عمليات الحقن على المريض والعاملين في الصحة والمجتمع
Four major problems have caused the risk of injections to the patient and Health-care workers and the Community
تعتبر عمليات الحقن (Injections) من أكثر الإجراءات والممارسات الطبية المستعملة يومياً في المرافق والمؤسسات الصحية بحوالي 16 بليون حقنة تعطي سنوياً في العالم، منها نسبة 90% تعطي لأسباب علاجية (Therapeutic Care) وحوالي 5% حقن تعطي كلقاحات وتحصينات مناعية (Immunization) والباقي له علاقة بنقل الدم ومشتقاته.
بسبب كثافة أستعمال الحقن اليومي في المرافق الصحية كانت المشكلة الكبيرة المترافقة معه هي عملية “الحقن الآمن” (Safe Injection) وهو المصطلح التي تعرفه منظمة الصحية العالمية بعمليات أستعمال الحقن بدون إحداث ضرر للمعطى له أو للذي قام بأعطى الحقنة أو أنها تنتهي كبقايا مخلفات يمكن أن تضر أفراد المجتمع خارج المؤسسات الصحية. فقد حددث منظمة الصحية العالمية في إحدى مراجعها العلمية أربعة مشاكل رئيسية التي جعلت عمليات الحقن خطيرة على المريض والعاملين في الصحة والمجتمع وهي كالتالي:
1- إعادة استعمال أدوات الحقن (Reuse of injection equipment):
وهي إعادة استعمال الإبر والحقن وأدوات حادة أستخدمت سابقاً أو مشاركة مجموعة أفراد حقن ملوثة تسبب في نقل فيروسات الدم (HIV,HBV.HCV) من مريض إلى أخر. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية بعد الرجوع لدراسات أجريت سنة 2000 حول الحقن الغير الآمن أن استعمال الادوات الغير معقمة (Unsterilized Reused Equipment) تصل نسبتها من 1.2% إلى 75% في بعض الدراسات.
أيضا قدرت منظمة الصحة العالمية أن نسبة الإصابة بأمراض معدية بسبب إعادة استعمال أذوات حقن مستعملة (Reused Injection Equipment) في المؤسسات الصحية تصل إلى 40 % من 16 بليون حقنة، قد نتج عنها حوالي 21 مليون إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد البائي وحوالي 2 مليون إصابة بفيروس التهاب الكبد الجيمي وحوالي 260 ألف إصابة بفيروس الإيدز بالإضافة لفيروسات وميكروبات الدم الأخرى (Ebola and Marburg viruses, malaria).
2- حوادث جروح وخز الإبر في العاملين بالصحة (Needle-stick Injuries in Health-care workers):
وهي الحوادث العرضية التي تحدث خلال أعطى الحقن أو بعدها أو خلال التخلص منها مثل حدوث وخز للإصابع بسبب إعادة غطاء الإبر الملوثة بعد أستعمال الحقن مع المريض أو خدش الجلد بسبب وجود إبر في أكياس القمامة. توجد دراسة من قبل منظمة الصحة العالمية انه في سنة 2003 كانت هناك حوالي 3 مليون حادثة وجروح وخز الإبر في العالم سببت في إصابات لفيروسات الدم (37% حالة إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد البائي، 39% حالو إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد الجيمي، وحوالي 5.5% إصابة جدبدة بفيروس الإيدز).
يعتبر الحقن الغير آمن من أهم مصادر أنتقال عدوي فيروسات الدم الخطيرة للمرضى والعاملين والمجتمع
3- الأستعمال المفرط للحقن (Overuse of injections):
ويقصد به الأستعمال الغير ضروري للحقن في علاج الحالات الطبية وخاصة في بعض الحالات التي بها أمكانية الأستعاضة عن الحقن بأعطى الدواء عن طريق الفم. في العديد من الدول يعتقد المواطنين أن إعطى الحقن هو الاهتمام الأكبر للمريض وأنه أكثر فاعلية وسرعة في حدوث الشفاء. في دراسة أجريت في عدة مرافق صحية أن وصفات الأطباء التي بها الحقن العلاجية تعتبر معدلاتها عالية قد تصل إلى 56% من عدد أجمالي الوصفات الطبية التي تعطى للمرضى بمعدل 1.7- 11.3 حقنة لكل شخص في السنة. مثل حقن المضادات الحيوية والتي تعطى بكثرة لبعض الأمراض الفيروسية قد تكون مبالغ فيها ويمكن الأستعاضة عنها بواسطة الأدوية التي تؤخذ بالفم لتقليل من حجم استعمال الحقن. لهذا فالتقيلل من وصف الحقن سيكون له تأثير على ايجابي في نقص استعمال الحقن وبالتالي التقليل من مخاطره.
4- النفايات الحادة الغير آمنة (Unsafe sharps waste):
ويقصد بها عملية جمع ونقل والتخلص الغير سليم من النفايات الحادة في المرافق الصحية مما يعرض المجتمع لخطر جروح الإبر الملوثة التي قد تسبب العدوى بجراثيم الدم القاتلة، وهذا يحدث في حالة عدم وجود حاويات البلاستيكية الخاصة بجمع إبر والمشارط الملوثة وفي حالة العدم التخلص النهائي السليم من تلك النفايات الحادة بالردم والحرق، حتى أن بعض الدول الفقيرة يتم نبش أكياس النفايات المستشفى وجمع الحقن والإبر الملوثة منها فتغسل وتباع على أنها جديدة الأمر الذي يسبب في حدوث أوبئة وأنتشار أمراض معدية.
ماهي المجهودات التي بذلت في سبيل التغلب على الأربعة المشاكل الرئيسية لعمليات الحقن:
مجهودات كبيرة قامت بها منظمة الصحة العالمية والشبكة العالمية للحقن الآمن (The Safe Injection Global Network) والعديد من المنظمات العالمية الأخرى خلال العقود الماضية في مجال الحقن الآمن لما لهذه المشكلة من عواقب ونتائج وخيمة على المرضى والعاملين وعلى المجتمعات الإنسانية. فقامت بإصدار العديد من الدلائل الإرشادية والكتيبات تشرح أفضل سبل التعامل مع الحقن والإبر والمواد الحادة في المرافق الصحية، وكذلك قامت بمساعدة الدول على وضع وأستحداث برامج وأستراتيجيات وطنية للحد من هذه المشكلة في مرافقها الصحية والتي تشتمل على ثلاث محاور رئيسية: 1) العمل على تغيير سلوك المرضى والعاملين بالصحة بهدف التقليل الحقن الغير ضرورية وضمان أستعمال آمن وسليم للحقن، 2) مساعدتهم على الحصول على نوعيات ذات جودة عالية جدا من الأذوات الحقن والإبر بسهولة ويسر، 3) مساعدتهم على أرساء منظومة وإدارة سليمة للتخلص من النفايات الحادة بهدف الحد من حدوث الإصابات بين المرضى والعاملين وأفراد المجتمع.
العديد من الشركات الطبية العالمية لا زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي في محاولة لتصنيع وأبتكار أذوات حقن وإبر جديدة أكثر آماناً (Safety Syringes) من الحقن والإبر القديمة بهذف الحد والتقليل من الإصابات الجروح، مثل الحقن ذات الأستعمال الواحد التي تتلف تلقائيا بعد استعمالها مباشرة (Retractable Needle) بحيت لا يمكن استعمالها من جديد أو الإبر المزودة بغطاء حماية أو دروع واقية (Protective Sheath) تمنع حالات الوخز، أو استعمال طرق جديدة لحقن الدواء في الجلد مباشرة (Jet Injection) بدون استعمال الإبر بواسطة ضغط السوائل مباشرة. هذه الطرق الجديدة وغيرها من أدوات الحقن الأمنة والتي أنتشر استخدامها خلال السنوات الماضية ساعمت كثيراً في التقليل من حالات جروح وخز وخدش الجلد عما كان عليه في الماضي.
مجموعة كبيرة من الشركات الطبية العالمية لا زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي في محاولة لتصنيع وأبتكار أذوات حقن وإبر جديدة أكثر آماناً، في الصور تحت بعض من تلك الحقن الأمنة.
References:
WHO. (2000). Injection Safety Aide Memoire
WHO (2005). WHO guideline on the use of safety-engineered syringes for intramuscular, intradermal and subcutaneous injections in health-care settings
Simonsen and al, Unsafe injections in the developing world and transmission of blood-borne pathogens. Bull WHO 1999; 77:789-800
Hauri A, Armstrong G, Hutin Y. The global burden of disease attributable to contaminated injections given in health care setting. Int J STD AIDS. 2004; 15(1):7-16
Hutin Y, Hauri A, Armstrong G. Use of injections in healthcare settings worldwide, 2000: literature review and regional estimates. BMJ Volume 327. 8 November 2003
اترك تعليقاً