المخلفات الطبية والكيميائية بعيادات الأسنان
Medical and chemical waste in dental clinics
كلنا ومنذ الصغر وفي يوم ما عانينا أو سنعاني من إحدى أمراض الفم والأسنان من التهابات اللثة أو تسوس بأحد الأسنان أو تقويم أو خلع أو استبدال سن أو على الأقل عملية تنظيف روتينية. متوسط زيارات الشخص العادي لعيادات الأسنان تصل إلى مرة واحدة على الأقل كل ستة أشهر كحد أدنى وفي الحالات المستعصية إلى عدة مرات.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت أعداد عيادات الأسنان الخاصة بمدينة طرابلس إلى 43 عيادة أسنان خاصة مستقلة مع منتصف سنة 2003 ويقصد بالمستقلة أن العيادة تقدم فقط خدمات علاج الأسنان وليست التخصصات الطبية الأخرى ولكن الرقم يفوق ذلك بكثير إذا جمع مع العدد الكبير من أطباء الأسنان الموجودين ضمن العيادات الطبية ومصحات الإيواء الخاصة والتي تضم كرسي أو عدة كراسي وتقدم خدمات للتخصصات طبية أخرى، بالإضافة كذلك للعيادات الأسنان المركزية العامة والمشرف عليها قطاع الصحة بالمدينة، والإحصائية الموجودة لدى نقابة أطباء الأسنان أنه يوجد في طرابلس حوالي 191 طبيب أسنان يمارس هذه المهنة.
ونظراء لتعامل أطباء الأسنان مع أمراض ومرضى ونظراء لوجود تعامل مع الدم والمواد الكيميائية في معظم الحالات العلاجية والتشخيصية فيعتبر ما ينتج عن كل تلك العمليات من المخلفات الملوثة بدماء وسوائل المرضى ومن بقايا سوائل كيميائية سامة من أكثر المخاطر البيولوجية الطبية لاحتمال انتقال الأمراض والأوبئة منها أو احتمال حدوث أضرار بالبيئة المحيطة، فبعض المرضى مصابين بفيروسات وبكتيريا الدم وخلال المعالجة تتلوث مواد وأدوات وأجهزة تكون مصدر لانتقال مسببات المرض للمرضى الآخرين وللعاملين من أطباء وطواقم طبية المساعدة.
لا يمكن لأحد التقليل من خطورة ما ينتج عن المرضى من المخلفات الطبية في عيادات الأسنان حيث تعتبر كالمستشفيات من المصادر الرئيسية للمخلفات البيولوجية الطبية، إلا أن الكمية بالتأكيد أقل بكثير من حيت الوزن (very small quantity generators- VSQG) بالمقارنة مع الكميات المنتجة من أقسام الطبية في المستشفيات كأقسام الأمراض السارية وأقسام أمراض النساء والولادة ومراكز خدمات الكلى وغيرها، ولكن أحتوى المخلفات عيادات الأسنان على أنواع مختلفة ومتنوعة من النفايات الطبية الملوثة بالدم كالمخلفات الحادة والكيميائية والمشعة جعل لها خطورة مماثلة.
المخلفات الطبية في عيادات الأسنان (Dental Medical Waste)
من ناحية القوام تحتوي مخلفات المستشفى بصفة عامة على المخلفات الصلبة والسائلة والشبه السائلة والغازية أما من ناحية الأنواع فهي مخلفات طبية وغير طبية.
المخلفات الطبية (Regulated Medical Waste) وتعرف على أنها المخلفات المقننة بإجراءات ولوائح في طرق الجمع والنقل والتخلص وتختلف في التعامل معها عن المخلفات الغير طبية (Non-Regulated Medical Waste)، وأهم اختلاف بينهم مقدرة الأولى على أحداث عدوى وأمراض لوجود المسبب والعوامل المساعدة لذلك (1-4).
العوامل المساعدة في حدوث العدوى
1- وجود العامل الممرض: وهو الميكروب المسبب للمرض وهنالك فقط أعداد قليلة من الميكروبات القادرة على إحداث المرض.
2- السمية: مقدرة وقوة الميكروب في إحداث ضرر للخلايا.
3- الجرعة: وهي توفر عدد معين من نفس الميكروب الممرض لأحداث المرض، وتختلف من ميكروب لأخر.
4- طريقة الدخول: مع توفر العدد الكافي من الميكروب الممرض يجب وجود طريقة لدخول الجسم، وهي تختلف من ميكروب لأخر.
5- قابلية العائل للعدوى: وهي مقاومة ومناعة العائل للميكروب ضد حدوث المرض، وهذه أيضا تختلف من عائل لأخر (5).
بالنسبة لعيادات الأسنان هناك عدة أنواع من المخلفات الطبية (Regulated Medical Waste) المصنفة على أن لها المقدرة على نقل الأمراض المعدية أو التسبب في أضرار صحية وبيئية وتحتاج لطرق خاصة في التعامل والتخزين والتخلص منها:
أ- المخلفات المعدية
- السوائل وشبه السوائل مثل الدم ومنتجات الدم واللعاب.
- المواد الشبه صلبة مثل القطن والمناديل الورقية المشبعة بالدم واللعاب.
ب- المخلفات الحادة
المواد الحادة المستعملة والتي لها القدرة على اختراق الجلد مثل الإبر والمشارط والمقص وبعض الأجهزة الحادة المستعملة في التخدير والزجاج المكسور.
ت- المخلفات الباثولوجية
مثل أنسجة اللثة والفم والأسنان المنزوعة.
ث- المخلفات الكيميائية
المواد الكيميائية المستعملة في عمليات التعقيم والتطهير والتنظيف للأجهزة والمعدات والأسطح (Glutaraldehyde And Formaldehyde)، بالإضافة للمحاليل الكيماوية المستعملة بكثرة في قسم التصوير لإظهار صور الأشعة (X-Ray Fixer And Film).
ج- مخلفات المعادن الثقيلة
مثل بقايا مخلفات تعبئة (حشو) الأسنان المستعمل فيه الأملغم، وهو نوع من حشو الأسنان يتركب من 49 % زئبق من أجمالي المادة والباقي معادن أخرى بنسب أقل ومتفاوتة مثل الزنك والنحاس والقصدير والفضة، أيضا معدن الفضة الناتج عن عمليات إظهار الصور. كل هذه الأنواع تشكل خطورة كبيرة (Hazardous Waste) إذا ما تم تصريفها مع مياه الصرف الصحي للمدينة لشدة سميتها ضد النظم الحيوية البيئية (1،2،5).
ح- المخلفات الطبية الغازية بعيادات الأسنان (Dental Unaesthetic Gases)
بقايا اسطوانات غاز التخدير وهذا النوع بالذات يعتبر من ضمن المخاطر المهنية للأطباء الأسنان والعاملين عند تعرضهم واستنشاقهم للغازات المخدرة (nitrous oxide and halothane) بنسب كبيرة أو عند مكوثهم لفترات طويلة في حجرة العمليات المحتوية على هواء مشبع بهذه الغازات (5).
لقد أجرينا عدة زيارات لبعض عيادات الأسنان ولاحظنا أن أكياس القمامة السوداء على صغر حجمها إلا أنها تبين لنا تنوع وخطورة المخلفات الطبية والكيميائية، فهنالك المخلفات الحادة من إبر وزجاج، والمخلفات المعدية المشبعة بدماء ولعاب المرضى والمخلفات الكيميائية المتمثلة في بقايا مواد التخدير وقطع الشاش والقطن المحتوي على مواد التعقيم والتطهير.
التعامل السليم مع المخلفات الطبية بعيادات الأسنان من جمع ونقل والتخلص من الأوليات أي برنامج للتحكم في انتقال العدوى (Infection Control) بين المرضى والعاملين من أطباء ومساعدين وطواقم تمريض وغيرهم والإجراءات السليمة ستحمي بذلك المريض والعاملين والمجتمع ككل. ولنجاح أي برنامج من الضروري البدء بوضع مخطط شامل لكل خطوة يتم اتخاذها داخل المرفق الصحي وتشمل كل الإجراءات واللوائح عن الطرق والأدوات الصحيحة المستعملة في أنجاز هذا العمل، فإذا كان تصميم المخطط سليم وطبق بطريقة صحيحة سينجح في منع انتقال العدوى ويحمي العاملين بتلك العيادات من الأخطار المهنية التي تواجهاهم يوميا خلال احتكاكهم مع المرض ومخلفات المرضى.
الإجراءات السليمة للتعامل مع مخلفات الطبية والكيميائية في عيادات الأسنان
هنالك عدة إجراءات من الضروري الأخذ بها في حالة أردنا حماية البيئة والأفراد من مخاطر المخلفات الطبية في عيادات الأسنان ولكن قبل كل شيء يجب تدريب الأطباء وطاقم التمريض والعاملين على مخاطر المخلفات الطبية بعيادات الأسنان من ناحية المخاطر الصحية والبيئية والمهنية وكيفية التعامل معها من حيت الجمع والنقل والتخلص منها.
يفضل وضع مخطط للعيادة يناسب حجم تلك المخلفات والطرق المتاحة بالمدينة لتخلص منها مثلاً في حالة وجود شركات نظافة متخصصة لنقل هذا النوع من المخلفات الخطرة أو في حالة وجود إمكانيات جيدة للتخلص منها داخل المرفق، ويتم مناقشة أنسب طرق والميزانية المتاحة وذلك لتأمين سلامة العاملين والأفراد والبيئة المحيطة ككل. وهناك عدة نقاط لو أخذ بها ستصبح عيادات الأسنان مصدر للشفاء وأمان للأفراد والبيئة:
1- جمع وتخزين السوائل الكيماوية المستعملة والناتجة من عمليات تحضير صور x-ray في علب بلاستيكية مقواة مع عدم تخليط الكيماويات المستعملة في التظهير أو الكيماويات المستعملة في التثبيت مع بعض للحد من تفاعلها ويفضل أعادة تصنيعها للاستفادة منها ولتقليل من المصروفات حيث توجد بعض الشركات في دول العالم تقوم بإعادة تصنيع بعض الكيماويات المستعملة بكثرة في بعض المرافق الصحية.
2- يجب تزويد ألآت التحميض بوحدات خاصة لعزل وتنقية بعض المعادن الثقيلة ذات السمية العالية مثل الفضة (Silver Recovery Unit) من السوائل الكيماوية الناتجة من عملية التثبيت الصور قبل تصريفها للمجاري العامة (تحتوي سوائل التثبيت على قرابة 3000 جزء/ المليون الفضة وفي بعض الدول الكمية المسموح بها لتصريف السوائل عن طريق الصرف الصحي لا يتعدى 5 أجزاء / المليون). ويجب أن تكون وحدة عزل الفضة مصممة لتنقية وعزل الكميات الضئيلة من الفضة الموجودة بسائل التثبيت. هذه المعالجة تضمن لنا الحفاظ على مستويات لتلوث الفضة تحت المعدل القانوني لنسب هذه المعدن بمياه الصرف الصحي.
3- الفضة موجودة أيضا بأفلام X-ray ، والأفلام ذات المناطق الداكنة أكثر تحتوي على كميات أكبر من المناطق الأصغر، وهناك بعض الشركات تقبل بهذه الأفلام وتعيد تصنيعها في بعض دول العالم، على كل حال في انعدام وجود هذه الشركات يجب التخلص من هذه الأفلام بطريقة سليمة تضمن عدم تلوث التربة والمياه ويجب تصنيفها من ضمن المخلفات الكيماوية الخطيرة (Hazardous Waste).
3- توجد بعض الكيماويات تستخدم في تنظيف الأفلام من كيماويات الإظهار (Developer) تحتوي على مركبات خطيرة مثل الكروميوم (Chromium) يفضل استبدالها بسوائل لا تحتوي هذه المادة، وفي حالة لا يوجد بديل يفضل التخلص منها بحذر شديد وتعامل كالمخلفات الكيماوية الخطيرة جدا.
5- جزئيات الأملغم الناتجة من معالجة المريض يجب حجزها من مياه الصرف الصحي قبل تصريفها بواسطة وحدة خاصة لفصل الأملغم (Amalgam Separators) تثبت في كرسي مع جهاز شفط السوائل من الفم، ويتم التخلص من الأملغم بالطرق السليمة المخصصة لذلك وليس بواسطة المحارق كباقي المخلفات الطبية، حاليا في بعض الدول توجد شركات خاصة تقوم بتصنيع هذا النوع من المخلفات لإعادة استخدامها فتقلل بذلك من مخاطر التخلص من هذه المادة، وفي حالة لا يوجد خيار إلا التخلص منها يجب التعامل معها على أنها مواد كيماوية شديدة الخطورة. ويمنع منع باتاً وتحت جميع الظروف تصريفها للمجاري العامة.
6- المصفيات المستخدمة لحجز جزئيات الأملغم يتعامل معها بحذر شديد ويتخلص منها كالمخلفات الكيماوية الخطرة.
7- يمنع منع باتاً رمي المخلفات الملوثة بالأملغم في أكياس السوداء المخصصة للنفايات العامة أو الأكياس الحمراء المخصصة للمخلفات الطبية، ويمنع التخلص منها بواسطة المحارق حتى لا تسبب في انبعاث أبخرة سامة، ويمنع ردمها حتى لا تتلوث طبقات الأرض فتسبب في تلوث المياه الجوفية.
8- يفضل استعمال الكبسولات الصغيرة من الأملغم بدل العلب التي تحتوي على كميات كبيرة والتقليل من الكميات التي تخلط أو توضع بفم المريض.
9- العلب وكبسولات الأملغم الفارغة والتي ليست بها بقايا يمكن التخلص منها كمخلفات صلبة غير خطيرة.
10- يفضل تخصيص علبة خاصة بلون مختلف (لون رصاصي) من البلاستيك القوي لجمع الأملغم الزائد والناتج من عمليات الخلط والكشط والمعالجة لحين التخلص منها. ويضاف إليها البوتاس (بنسبة 10:1 بوتاس:ماء) حتى يغطي الأملغم لتعقيمه، ولا يضاف البوتاس حتى تمثلي العلبة وتصبح جاهزة للنقل، ويكتب عليها عبارة “علبة محتوية على أملغم معالج بالبوتاس” مع تاريخ اليوم والشهر والسنة، وهذا يضمن المدة الكافية لتعقيم محتويات العلبة.
11- بعض العيادات تحتوي على أحواض غسيل خاصة للمحافظة على البيئة موصل بمجاريها وحدات لمعالجة الكيماويات الناتجة سواء أحماض أو قلويات لها مقدرة على تخفيف تلك الكيماويات أو معادلتها لأبطال مفعولها المدمر للبيئة لو تم صرفها إلى الشبكة الصرف الصحي العامة للمدينة.
12- يجب التأكد من صلاحية شبكة الصرف الصحي بالعيادة لاحتمال وجود مناطق في الأنابيب أو نتوءات تتمركز بها بعض المعادن الثقيلة مثل الزئبق بحيث تصبح مصدر ثابت ومستمر لانبعاث مسببات التلوث. وعند تنظيف أنابيب الحوض والبالوعة يفضل التعامل بحذر مع المواد العالقة التي أخرجت من البالوعة لاحتواه على جزئيات الأملغم والتخلص منها بالطرق السليمة. وعند تغير أو استبدال الأنابيب للشبكة الصرف يتعامل معها بحذر حتى لا تلوث محتوياتها المحيط.
13- يجب تخفيف الكيماويات المستخدمة في تعقيم وتنظيف أدوات الأسنان المستعملة (sterilant solution) بأربع أجزاء ماء قبل تصريفها للمجاري العامة مع جريان الماء الكثيف.
14- يتم التعامل مع المسحات والشاش والقطن الملوث بدماء المرضى على أنها مخلفات طبية معدية ويتخلص منه بواسطة المحارق أو التعقيم البخاري.
15- مخلفات المواد الحادة كالمشارط والإبر وغيره توضع بالحاويات والعلب البلاستيكية المخصصة لذلك وعليها العلامات الدولية للمخلفات البيولوجية وكلمة مواد حادة مستعملة ولا يتم تعبئتها أكثر من ثلاث أرباع العلبة، ويتعامل مع هذه المخلفات الحادة بحذر شديد سواء كانت ملوثة أو غير ملوثة بالدماء. ويجب تدريب العاملين بالطرق السليمة لتعامل والتخلص من المخلفات الحادة، حيت أن معظم الإصابات للعاملين في الصحة ناتجة بسبب الوخز بمواد حادة ملوثة مثل الإبر وغيرها، تدريب العاملين من حيت الطريقة السليمة لنزع الإبرة من الغلاف والكيفية في إعطاءه للمريض بطريقة آمنة للكل والأهم من كل ذلك طريقة أعادة غطاء للإبرة بعد استعمالها وهي أكثر المرحل التي يحدث بها وخز الإبر (الطريقة السليمة وهي إرجاع الغطاء بيد واحدة أو بوضع الإبر والحقن بدون تغطية مباشرة وبسرعة بعد الانتهاء من استخدامها في العلب المخصصة لذلك). ويمنع وضع المواد الحادة في أكياس القمامة والأكياس الحمراء المخصصة للنفايات الطبية بأي حال من الأحوال.
16- يفضل تعقيم المواد الحادة من إبر وحقن وغيرها بعد وضعها بالعلب والحاويات البلاستكية في داخل العيادة قبل التخلص منها ونقلها للردم بالمكبات ويتم التعقيم بواسطة الأفران أو بواسطة التعقيم البخاري الأوتكليف.
17-الأنسجة والأسنان المنزوعة تعامل كالمخلفات الطبية البيولوجية المعدية (Anatomical infectious waste) ويتم جمعها بأكياس الحمراء المخصصة لذلك والتخلص منها بواسطة المحارق.
18- يتخلص من الأسنان المنزوعة والمحتوية على حشو من الأملغم كالمخلفات الكيماوية المحتوية على الزئبق وتوضع بالحاويات المخصصة للأملغم، ويمنع وضعها بأكياس القمامة السوداء أو بالأكياس الحمراء أو بالعلب المخصصة لمواد الحادة.
19-استعمال بدائل لتعبئة الأسنان أخرى غير الأملغم، حتى ألان يعتبر الأملغم من الناحية العملية أفضل تعبئة للفراغات مابين الأسنان لعدة أسباب تقنية ولرخص المادة (تكلف التعبئة الواحد حوالي نصف دينار) ولكن لاحتواه على معادن سامة جدا جعل من الضرورة البحث عن بديل فيه مواصفات الأملغم وغير ملوث.
20- التقليل من استعمال المطهرات ذات الخطورة الكبيرة مثل الفورمالدهيد واستبدالها بمواد أقل خطورة.
21- في حالة تصريف بعض المخلفات الطبية السائلة مثل الدم أو سوائل الجسم مثل اللعاب والبصاق الملوث بالدماء إلى شبكة الصرف الصحي (كمية ضئيلة فقط)، يجب تصريفها مع جريان الماء بكثافة وتنظيف حوض الغسيل والتعقيم جيد بعد كل استعمال.
22- يجب تدريب العاملين على كيفية التعامل السليم والآمن في الحالات الطوارئ مع انسكاب سوائل الطبية مثل الدم وسوائل الجسم والكيماويات بطريقة تضمن للكل السلامة وتضمن عدم تصريف تلك المخلفات السائلة للبيئة.
23- من الضروري تطبيق نظام تصنيف المخلفات الطبية والغير طبية (system of segregation)، وإلزام وتدريب العاملين وطواقم التمريض والأطباء بهذا النظام، يبدأ عند مكان ومصدر أنتاج تلك المخلفات الطبية والغير طبية. وهذه النقطة مهمة وأساسية لنجاح أي برنامج لتخلص من المخلفات الطبية.
24- تخزين المخلفات الطبية لعيادة الأسنان في مكان جيد التهوية بعيد عند متناول أيدي المارة والزوار، ويفضل نقلها والتخلص منها على حسب المدة الزمنية المسموح بها لحالة الطقس، لا تتحمل النفايات البقاء لفترة طويلة في فصل الصيف بالمقارنة بفصل الشتاء الأكثر برودة.
25- على مستوى الدولة يجب تقنين كل ما يخص المخلفات الطبية الناتجة من عيادات الأسنان من حيت الإجراءات السليمة والتي تضمن سلامة البيئة والأفراد عند التعامل مع المخلفات الطبية من حيت طرق جمعها ونقلها والتخلص منها مع التعريف الواضح والكامل إلى أنواعها وأصنافها، ويفضل تحديد العقوبات الرادعة عند اختراق تلك الإجراءات، مع توضيح المسئولية القانونية لكل ذلك (2،4،5)
المتخصص في هذا المجال يدرك أن هناك صعوبة في تقيد بعض عيادات الأسنان بالإجراءات السليمة للتخلص من المخلفات الطبية، وهذا ربما راجع لعدة أسباب منها عدم وجود الكفاءات الفنية لتعامل مع هذه المواد أو عدم الاهتمام في الأساس بهذه المشكلة أو عدم وجود ميزانية لتغطية كل التكاليف، فالحاجة ملحة لوجود شركات معتمدة ومتخصصة في جمع ونقل والتخلص من المخلفات الطبية، تكون لها خبرات في هذا المجال ويمكن للعيادات والمرافق الصحية التعاقد معها، بحيث تكون خدمات هذه الشركات تحت المواصفات العالمية المتعرف عليها وتكون تحت رقابة الدولة المتمثلة في الهيئات البيئية أو في أجهزة حماية البيئة،
وفي الختام، أن الهدف الذي نسعى له ككل هو جعل بيئتنا نظيفة وآمنة، وأن نحمي مرضانا والعاملين، وأن تكون مرافقنا الصحية مصدر للشفاء وليست مصدر للعدوى والأمراض، ولسردنا بعض الأمور والوقائع الغير محبب لدينا يجعلنا نسعى إلى تفاديها أو على الأقل ننبه بها المسئولين الذين لهم القدرة على أحداث التغير إلى الأفضل، والكلمة التي أكررها دائما وأنهي بها توصياتي هي “أنه لا توجد خيارات آمنة ورخيصة للتخلص من المخلفات الطبية فيجب علينا التعامل معها بهذا الشكل”.
References
1.Arenhol-Bindslev D (1998). Environmental aspects of dental filling materials. European Journal of Oral Sciences. 106: 713-720.
2.Farmer G et al. (1997). Audit of waste collected over one week from ten dental practices. Australian Dental Journal. 42(2): 114-117.
3.A guide for dentists: How to manage waste from your dental practice. University of Wisconsin-Extension. USA.
4.The environmentally responsible dental office: A guide to proper waste management in dental office.(1999). National Wildlife Federation and Vermont State Dental Society. Vermont State. USA.
5.Pruss A., Giroult E. and Rushbrook P. (1999). Safe management of wastes from health-care activities. WHO, Geneva.
اريد رقم هذة الجمعيات للتخلص من نفايات على مستوى بلدية الخروب قسنطينة في اقرب وقت ممكن
شكرا جزيلا، ولكن للأسف ليس لدي معلومات مثل هذه