استعمال النفايات الطبية في حشو اللعب القماشية
Using Of Medical Waste In The Stuffing Of Soft Toys
لا يخلو منزل به أطفال من الألعاب بأشكالها وأنواعها المختلفة، خصوصاً الدمى القماشية التي يهواها الأطفال وتصاحبهم كثيراً في جميع أوقاتهم، دمى حيوانات الفرو، أو المعروفة بالدباديب والتي دائما مايقوم الأطفال بحضنها وعلى إلتماس مباشرة معها في كل الأوقات ولا تفارقهم حتى خلال النوم.
دائما تحرص الأسر على توفير الألعاب لأبنائها بأعتبارها مصدر سعادتهم ووسيلة لإلهائهم. ولكن على الرغم من أهميتها وجمالها، إلا أنها قد تحتوي على خطورة غير مرئية على الأطفال وتشكل خطراً على صحتهم، لعدم أمانها بالدرجة الكافية، ولأن بعضها مصنوع من خامات رديئة خصوصا تلك التي يتطاير وبرها بمجرد لمسه باليد التي قد تصل إضرارها إلى حد الإصابة بالتسمم أو السرطان.
عدة تقارير صحفية نشرت في بعض الدول عن قضايا تورط بها بعض أصحاب النفوس المريضة والضمائر الميتة ممن لا يكترثون بصحة الصغار والذين يقومون بشراء النفايات الطبية من مخلفات المستشفيات ثم يدخلونها في صنع الألعاب للأطفال بعد تغيير معالمها.
في التحقيق صحفي لجريدة الأهرام في 19 سبتمبر 2009 (العدد 44847) للكاتبة أمل إبراهيم سعد والتي ذكرت فيها نقلاً عن مديرة إدارة الصحة البيئة بمحافظة الجيزة عن أكتشاف مصنعين تم ضبطهما لاعادة تدوير النفايات الطبية الخطيرة واستخدامها في تصنيع لعب الأطفال، وهي النفايات التي تقوم بجمعها شركات خاصة غير مرخص لها من بعض المستشفيات أو المراكز الصحية أو مراكز غسيل الكلي حيث تقوم بشراء الأجهزة الوريدية والقسطرة البولية (ذات الطابع المطاطي) والشاش والقطن المستخدم في العمليات حيث يقومون بصباغته ويسمي بالقطن الأحمر لحشو دباديب الأطفال.
في عدة مناسبات وجدت باعة متجولين في شوارع مدينة طرابلس يحملون اللعب القماشية (دباديب وكلاب وغيرها من الحيوانات) ويبيعونها بأسعار رخيصة جدا، وكان عليها إقبال من قبل أولياء الأمور بسبب ألوانها الجذابة ولسعرها الرخيص. وكنت دائما أتسأل مما تتكون الحشوة الداخلية لهذه اللعب وكان لدي فضول للتعرف على محتواها. الأمر الذي دفعني في إحدى الأيام لأن إجري أختبار بسيط على بعض منها للكشف عن نوعية الحشوة التي بداخلها.
أشتريت عدة لعب قماشية من عدة باعئين متجولين ومن عدة أماكن وقد وجدت في معظمها حشوات داخلية من الصوف اللدائن أو البلاستيك الرخيص (البوليستر)، ولم أجد عليها أوساخ أو لطخات وغيرها، والحشوات كانت نظيفة ومقبولة نوعا ما، إذا لم يتمزق القماش وتخرج تلك الحشوات، والتي تشكل خطورة كبيرة إذا إستنشق جزيئاتها الأطفال.
ولكن في لعبة واحدة من المجموعة التي أشتريتها وهي لكلب من الفرو صغير (كما في الصور المرفقة)، وجدتها محشوة ببقايا نفايات من أسفنج وقماش قديم ملوث وقطع من بلاستيك من بقايا حشوات قديمة مأخودة من آسرة قديمة وأشرطة لدائن وأشياء أخرى. الحشوة كانت نفايات متنوعة ولا يوجد تجانس في محتوياها، أيضا الحشوة كانت متسخة وعليها لطخ وصبغات لا أدري ماهي مكوناتها كما يظهر لكم في الصور.
هذه اللعبة وما تحتويه من حشوة داخلية تشكل خطر كبير على الأطفال، وهي دليل تابث على وجود لعب قماشية محشوة ببقايا نفايات بلاستيكية وأقمشة متسخة وملوثة، والتي من الصعب التكهن من مصدرها الأصلي، هل هي من بقايا آسرة ووسائد قديمة؟ وهل مصدرها البيوت أم المستشفيات أو المرافق الصحية الأخرى كدور رعاية المسنيين أو العجزة؟. عدة أسئلة مهمة من الصعب معرفتها إلا لو تم تتبع مصادر البيع والتمويل وهذا الأمر يحتاج لتحقيقات جنائية.
ما هي الأشياء الضارة في لعب الأطفال؟
صناعة لعب الأطفال كالصناعات الأخرى لديها إشتراطات ولوائح قانونية ملزمة في كل الدول العالم. فالمنتج النهائي وهي اللعبة سيستعملها الأطفال وهناك العديد من الأشتراطات الضررورية فيما يخص سلامة لعب الأطفال عند تصنيعها، من ضمنها خلوها من المواد الكيميائية الضارة والتي ربما تصل للأطفال من خلال لعقهم ووضع اللعب في أفواهم. وأيضا عدم متانة اللعبة فيسهل تناتر جزيئاتها الصغيرة مما يؤدي لبلع الطفل لها واختناقه. أو عدم متانة خطوط الحياكة في اللعب القماشية وسرعة إنحلالها وخروج حشوتها فيستنشقها الأطفال وقد تسبب له مشاكل تنفسية، أو في حالة وجود حشوات داخلية في اللعب القماشية ملوثة بسوائل نفايات محملة بمخاطر بيولوجية كالجراثيم المعدية، كما يمكن أن تحتوي تلك الألعاب على لدائن محظورة الاستعمال يمكن أن تتسبب في إصابة الطفل بأمراض سرطانية وتؤثر سلبيا على هرموناته، والعديد من المخاطر الأخرى.
التوصيات:
- عدم شراء الدمى القماشية مجهولة المصدر، والشراء فقط من المتاجر ذات السمعة الطيبة مع مراعاة أن تحمل الدمية علامات الجودة والسلامة. والقاعدة الأفضل هي اختيار المتاجر الكبيرة والمصنعين الذين لديهم نظام ضمان جودة خاص بهم.
- ينبغي على الوالدين أيضاً إجراء اختبار للدمية في المتجر قبل الشراء، إذ ينبغي أن تكون العيون أو الأزرار ذات حياكة ثابتة ومتينة، أو أن تحتوي الدمية على أجزاء يمكن أن تتفكك بسهولة مما يؤدي لبلع الطفل لها واختناقه.
- ويُراعى عدم شراء الدمية في حال انبعاث رائحة غير مستحبة منها. إذ ينبغي على الآباء استخدام حاسة الشم عند فحص الدمية القماشية للتعرف على ما إذا كانت تحتوي على مواد ضارة بالصحة أم لا.
- يجب فحص الدمى عند شرائها من خلال الانتباه إلى ما إذا كانت تحتوي على حواف أو زوايا حادة يمكن أن تتسبب في جرح الطفل.
- أجهزة الدولة مثل شرطة البلدية علي عاتقها يقع محاربة أصحاب المصانع المزورة والموردين للسلع المزورةـ وعلى عاتق الشرطة البلدية التأكد من جودة اللعب من حيث السلامة والآمان للأطفال.
- نحاول دائما أشتراء لعب تكون مكوناتها صديقة للبيئة بقدر الإمكان (Eco Friendly Toy)، او حشوتها من المنتجات الطبيعية كالقطن وليس من الحشوات والصوف الصناعية.
- وبشكل عام يجب تفادي الألعاب الوبرية أو القماشية، لاسيما الطفل في مرحلة التسنين لأن الطفل سيعض ألعابه في محاوله لتهدئة الحكة التي يشعر بها في لثته فيسبب له ذلك أسهال إذا كانت اللعب ملوثة.
المرجع:
أمل إبراهيم سعد (2009) الخبراء يحذرون منها لخطورتها علي الصحة، ألعاب أطفال.. من مخلفات المستشفيات!، دباديب من القطن الملوث.. ومسدسات من مواد مسرطنة . جريدة الأهرام. العدد 44847، السنة 133، 19 سبتمبر 2009
اترك تعليقاً