تهدف أدوية العلاج الكيماوي في المقام الأول لعلاج مرض السرطان والأورام بمختلف أنواعها ومن المعروف عليها أنها عالية السمية لخلايا جسم الإنسان وقد ثبت علمياُ أن العديد منها تعتبر مواد مسرطنة أو مطفرة أو يمكن أن تسبب تشوهات في الخلايا.
تظهر على المرضى الذين يتلقون جرعات علاجية من هذه الأدوية قائمة طويلة من الآثار الضارة الحادة والمزمنة ، بما في ذلك أنها قد تسبب لهم السرطان. كما يتعرض العمال الذين يتعاملون مع الأدوية السامة للخلايا والنفايات ذات الصلة لخطر التعرض والآثار الضارة المحتملة.
تستعمل أدوية العلاج الكيماوي (وتسمى أيضا نفايات الأدوية السامة للخلايا “Cytotoxic waste”) في عدة أماكن للرعاية الصحية، كأقسام الأورام لعلاج أمراض السرطان وفي أقسام طبية أخرى لعلاج حالات مرضية مستعصية أخرى مثل علاج مرض الصدفية، كما أزداد أستعمالها خلال السنوات الأخيرة في العيادات البيطرية لعلاج أورام الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط والخيول وفي العديد من المختبرات البحثية وغيرها.
لا يعرف سوى القليل عن الآثار الضارة الجانبية الطويلة الأجل للتعرض المهني للأدوية العلاج الكيماوي والنفايات ذات الصلة، ومع ذلك، هناك أدلة كافية تشير إلى آثارها الصحية الضارة التي قد تنتج، وأن هناك حاجة ماسة إلى تدابير صارمة لحماية العاملين وغيرهم.
في أماكن العمل بالمستشفيات، قد يحدث التعرض للأدوية العلاج الكيماوي والنفايات ذات الصلة الناتجة عنها في حالة فشلت تدابير الرقابة أو عدم سريانها. فقد تتعرض الطواقم الطبية كالأطباء والممرضات أثناء إعداد العقاقير وأعطى الأدوية، أو خلال أنشطة المريض في القسم، أو في حالة حدوث انسكابات أو عند التخلص من النفايات الطبية، أو عند التعامل مع مواد جسم المريض “البول والبراز والقيء، والسوائل التي تخرج من تجاويف الجسم” أو عند التعامل مع الغسيل الملوث ببقايا العلاج الكيماوي.
آثار التعرض المهني لأدوية العلاج الكيماوي السامة ونفاياتها في العاملين متعددة وخطيرة وتشمل:
التعرض لهذه الأدوية يشمل أيضا إفراد المجتمع في البيئة المحيطة بالمرافق الصحية إذا لم يتم التخلص السليم من هذه الأدوية السامة ونفاياتها، كما أن الضرر يلحق البيئة المحيطة من إضرار كبير للنظم البيئية الحيوية للأحياء البرية أو البحرية إذا ما وصلت مياه الصرف الصحي للمرافق الصحية الملوثة بهذه الأدوية والتي لا يعرف حجم أضرارها على المدي الطويل.
لكل هذه الأسباب والخطورة الكبيرة التي تشكلها هذه الأدوية ونفاياتها في العاملين وفي البيئة الخارجية يجب التعامل معها بكل حذر من مرحلة تحضير الدواء إلى مرحلة التخلص النهائي. فيجب في البداية معرفة هذه الأدوية وكيف التخلص منها سواء بعملية الحرق أو المعالجة المبدائية بمعادلاتها لإبطال مفعولها .
يجب على المسئولين بالمرافق الصحية التي تتعامل مع أدوية العلاج الكيماوي وضع أستراتيجية كاملة وواضحة لكل عمليات التخلص من النفايات الناتجة، هذه الأستراتيجية يتم وضعها وتطويرها بعد معرفة ودراسة القسم المختص أو المرفق الصحي بالكامل الذي يتعامل مع نفايات العلاج الكيماوي. اللوائح والإجراءات هذه الأستراتيجية تختلف بين المؤسسات الصحية وتعتمد في الأساس على عدة عوامل منها حجم الخدمات المقدمة وموقع المرفق الصحي والبنية التحتية والخدمات المتوفرة لعمليات المعالجة المبدائية وعدة اعتبارات أخرى.
من أهم سبل التعامل السليم مع أدوية العلاج الكيماوي منذ البداية هي عملية فرز نفايات المريض الملوثة (System of segregation) عند مصدر إنتاجها عن باقي النفايات الأخرى التي قد ينتجها المريض وجمعها في حاويات خاصة يتم معالجتها والتخلص منها بحيت لا يتعرض العاملين لها أوعمال نقل النفايات أو عمال المكبات أو عمال محطات معالجة النفايات الطبية.
العديد من الدول أختارت اللون البنفسجي ليكون لون الحاويات وأكياس جمع نفايات العلاج الكيماوي لتميزها عن النفايات الطبية الأخرى ذات اللون الأصفر أوالأحمر أو النفايات المنزلية ذات اللون الأسود. هذه الأكياس أو الحاويات مرسوم عليها العلامة الدولية للخلية في الطور الأخير للإنقسام باللون الأبيض ومكتوب عليها نفايات الأدوية السامة للخلايا “Cytotoxic waste “.
أيضا ساحة التجميع المؤقت (غرفة التخزين) لنفايات العلاج الكيماوي يجب تميزها بالعلامات التحذيرية وبنفس اللون حتى تكون مميزة عن ساحة تخزين النفايات الطبية أو النفايات المنزلية العامة في داخل المرفق الطبي. وهناك عدة توصيات بخصوص هذه الساحة مثل:
النفايات الحادة المستعملة مع العلاج الكيماوي مثل الحقن والإبروالمشارط والسححات الزجاجية والشرائح الزجاجية وبقايا العلب الزجاجية المكسورة يجب جمعها في حاويات من البلاستيك المقوى عليها العلامات التحذيرية لنفايات العلاج الكيماوي والنفايات الحادة بحيث يجب تأمينها وإغلاقها بأحكام عند نقلها والتخلص منها وعدم العبث بها من قبل الأخرين.
بعض أدوية العلاج الكيماوي يمكن التقليل من خطورتها عبر معادلتها بمواد كيماوية أخرى مثل الأحماض ولكن هذه الطريقة ينصح بها فقط في حالة وجود إنسان متخصص في هذا المجال وهناك عدة تقارير توضح كل نوع من أدوية العلاج الكيماوي وكيفية معادلته حتى تنتهي خطورته.
اما نفايات المريض الملوثة بأدوية العلاج الكيماوي فالبعض يفضل حرقها في محارق متخصصة على أن لا تقل درجة حرارتها عن 1100 درجة مئوية مع مراعات الأشتراطات البيئية بخصوص ذلك.
وأخيرا، لقد ذٌكر في مرجع علمي حول العلاج الكيماوي أنه لا توجد معايير للتعرض لمستويات مقبولة من أدوية العلاج الكيماوي كما هو الحال بالنسبة لبعض المواد الكيميائية الخطرة الأخرى، مثل الرصاص، لذلك يجب تنفيذ تدابير لتقليل من مستويات التعرض بقدر ما يمكن تحقيقه بشكل معقول، وهذا كلام سليم لدي يجب علينا عدم التهاون والأهمال عند تعاملنا مع هذه الأدوية.
References:
Guide for handling cytotoxic drugs and related waste. PN10522 Version 4 Last updated February 2017. State of Queensland 2018
Safe Handling of Cytotoxic Drugs and Related Wastes: Guidelines for South Australian Health Services 2012 produced by SA Health.
بارك الله فيك استاذنا الغالي والشكر الجزيل على افادتنا بالمعلومات والابحاث ووفقكم الله لما فيه الخير
بارك الله فيكم أستاذنا على هذه الكلمات الجميلة، لكم منا فائق الأحترام والتقدير