Skip to main content

إدارة المخلفات الطبية في المراكز المؤقتة لعلاج الكوليرا

مرض الكوليرا من الأمراض المعوية المعدية تسببه جرثومة ضمة الكوليرا (Vibrio cholerae) والذي يمكن لها قتل إنسان خلال عدة ساعات بسبب الجفاف والأسهال الشديد إذا لم يعالج بسرعة ويمكن أن يسبب الميكروب أوبئة في العديد من الدول وخاصة في الدول الفقيرة. يعتبر هذا المرض من الأمراض المعدية التي تهدد الصحة العامة للمجتمعات البشرية، بعض حالات […]

مرض الكوليرا من الأمراض المعوية المعدية تسببه جرثومة ضمة الكوليرا (Vibrio cholerae) والذي يمكن لها قتل إنسان خلال عدة ساعات بسبب الجفاف والأسهال الشديد إذا لم يعالج بسرعة ويمكن أن يسبب الميكروب أوبئة في العديد من الدول وخاصة في الدول الفقيرة.

يعتبر هذا المرض من الأمراض المعدية التي تهدد الصحة العامة للمجتمعات البشرية، بعض حالات الإصابة تحدت بدون أعراض أو يكون بها أعراض طفيفة ولكن بعض الحالات يرافقها أسهال شديد جدا (Severe Acute Watery Diarrhoea) وربما تكون قاتلة.

قدر المختصين عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العالم بحوالي 1.3 إلى 4.0 مليون إصابة وحوالي 21 إلى 143 ألف حالة وفاة بالكوليرا سنوياً، كما أن هناك مخاوف من منظمة الصحة العالمية  بأن أعداد الإصابات بهذا المرض في تزايد مستمر ففي سنة 2016 تم تبليغ المنظمة بوجود 132121 حالة إصابة من 38 دولة منها 2420 حالة وفاة وهذا الرقم إعلى بكثير مما سجل في السنوات التي سبقته.

إدارة المخلفات الطبية في المراكز المؤقتة لعلاج الكوليرا
دول العالم التي أعلنت عن حدوث وفيات بالكوليرا أو إصابات بالمرض للمسافرين لديها في سنة 2017: المصدر منظمة الصحة العالمية 2017

تنتقل جرثومة الكوليرا عبر أستهلاك الغذاء أو شرب الماء الملوث بالميكروب (The Fecal-Oral Route)، فتظهر الأعراض بعد 12 الساعة إلى 5 أيام من تناول الغذاء أو الماء الملوث بالجرثومة فيحدت إسهال شديد ويمكن أن يعالج المريض في الحالات البسيطة بتزويده بسوائل الأملاح عبر الفم (Oral Rehydration Solution) وفي بعض الحالات الصعبة يحتاج المريض إلى إعطائه حقن وريدية مع المضاد الحيوي.

إدارة المخلفات الطبية في المراكز المؤقتة لعلاج الكوليرا

يبقى براز المصابين حاملاً لجراثيم المرض بعد حصول العدوى من 1- 10 أيام وهذا مصدر خطير لأنتقال العدوى ولتلوث البيئة في حالة إنعدام وجود منظومة صرف الصحي سليمة أو في حالة وجود شبكة مياه شرب متهالكة كما في العديد من الدول الفقيرة. يمكن أيضا للحالات المصابة التي لم تظهر عليها أعراض المرض (Asymptomatic) أن تسبب في نقل المرض لأحتواء برازهم والقيء على حوالي 100 مليون بكتيريا في كل ملليتر واحد وهي كمية كبيرة تسبب العدوى إذا عرفنا أن جرعة العدوى للأصابة بالمرض هي فقط مليون ميكروب.

إلى حد الأن لا زالت أفضل طرق محاربة ومنع المرض في المناطق الموبؤة هو أنشاء نظام صرف صحي سليم والأهتمام بنظافة الغذاء ومياه الشرب (Safe Water And Sanitation) وأعطى لقاحات (Oral Cholera Vaccines) وتوعية المواطنين حول النظافة الشخصية ونظافة المكان الذي يقطنون به.

تاريخياً، وخلال القرن 19 كانت هناك ستة جائحات في العالم أنتقل فيها المرض من مصدره الرئيسي في الهند (The Ganges Delta) إلى معظم دول العالم فقتلت الملايين من البشر، اما في أواخر القرن الماضي فالجائحة السابعة للمرض أنتشر مداها في عدة قارات، بداءت في جنوب أسيا سنة 1961 ووصلت إلى أفريقيا 1971 منها إلى أمريكا في 1991. حالياً، تعتبر جرثومة الكوليرا متوطنة في العديد من الدول، كما أنها يمكن أن تسبب أوبئة في الدول الأخرى (Cholera Can Be Endemic Or Epidemic).

لخطورة المرض ألتزمت العديد من المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية بمحاربة الميكروب والقضاء عليه بالتنسيق المكثف مع الدول التي أستوطن بها المرض والدول التي تعاني من انتشار وباء الكوليرا بتقديم الدعم الفني والمالي والمساعدة بإرسال المتخصصين والطواقم الطبية وذوي الخبرة في محاربة هذا المرض.  من ضمن الأشياء التي ركزت عليها المنظمة لمحاربة المرض أنشاء مراكز صحية متخصصة في علاج الكوليرا كإقامة أقسام في المستشفيات مفصولة عن بقية الأقسام الأيوائية للأمراض الأخرى أو إقامة مراكز علاجية وقتية في مناطق التي أجتاحتها الأوبئة أو مراكز علاجية ثابتة في المناطق المستوطن بها الميكروب.

سنتكلم هنا في هذه المقالة عن مراكز علاج الكوليرا وسنركز على المراكز المؤقتة والتي تنشاء كمعسكرات ومخيمات في مناطق الموبؤة بالمرض من حيت أهم المتطلبات الرئيسية بها وسنتطرق لأهم نقطة من حيث التحكم في العدوى وهي إدارة النفايات الطبية بها.

المراكز الصحية لعلاج مرض الكوليرا

هناك نوعان من مراكز المتخصصة لعلاج مرض الكوليرا (Cholera Treatment Centers):

المراكز الصحية الدائمة لعلاج الكوليرا (Permanent Cholera Treatment Center):

وهي مراكز دائمة يتم أنشائها في المناطق الموبؤة  في الدول المستوطن بها المرض (Cholera-Endemic Area) وخاصة في بعض الدول الأفريقية والأسيوية الفقيرة التي تعاني من سوء الحالة الأقتصادية. تقدم هذه المراكز خدماتها للمصابين على طول السنة، تبنى وتصمم من حيث الحجم لأستيعاب أعداد المرضى المترددين، ويمكن أن تنشاء هذه المراكز كمرفق صحي تابع لإحدى المستشفيات الكبرى على أن تكون مفصولة عن الأقسام والأجنحة الأيوائية الأخرى ولها شبكة صرف صحي منفصلة عن الشبكة العامة للمستشفى أو البلدية، ويتم التحكم في دخول وخروج المترددين عليها تحت إجراءات صارمة يتم فيعا تطبيق برامج التحكم في العدوى.

تكثر حالات الإصابة بالكوليرا في المناطق المستوطن بها المرض في فترات وفصول معينة من السنة، تكون قرب نهاية موسم الجفاف حيث يزداد الطلب على الماء الشرب حينها وتكون الكمية شحيحة وغير نظيفة، أو في حالات موسم الأمطار الغزيرة وحدوت الفيضانات وإختلاط مياه الصرف الصحي والأبار السوداء مع مصادر مياه الشرب.

المراكز الصحية المؤقتة لعلاج الكوليرا (Temporary Cholera Treatment Center):

وهي مراكز صحية وقتية تنٌشىء خلال تفشي المرض في بعض المناطق الموبؤة (Cholera Outbreak/Epidemic) بحيث يتم معالجة المرضى واحتواء المرض في منطقة معينة لمنع والحد من أنتشار المرض في المناطق الجغرافية الأخرى. يتم أختيار المكان المناسب لوضع مثل هذا المراكز على أن تكون سهلة الوصول لها من قبل المرضى وتوضع في مكان بعيد عن مصادر المياه السطحية كالأنهار والبحيرات ومصادر مياه الشرب كالأبار الغير عميقة، ويجب أن يكون الموقع بعيد عن المراكز الخذمية الأخرى مثل المدارس والأسواق والمستشفيات العامة وأن تكون سهلة التنظيف.

إدارة المخلفات الطبية بمراكز علاج الكوليرا:

يتم تطبيق كل قواعد إدارة المخلفات الطبية (Medical Waste Management) في المراكز الصحية الدائمة لعلاج الكوليرا مترافقة مع تطبيق برامج التحكم في العدوى (Infection Control Program) كما لو أننا في أقسام الأمراض السارية والأقسام الطبية الأخرى مع التركيز في تطبيق برامج التحكم في العدوى على إجراءات منع أنتقال الميكروبات المعوية بواسطة تلوث اليدين ودخوله عبر الفم عن طريق مياه الشرب والغذاء الملوثين.

أما في المراكز الكوليرا المؤقتة فلها ترتيبات خاصة وعادة ما يتم أنشاء هذه المراكز في حالات أنتشار الوباء في منطقة جغرافية معينة بهذف تقليل دائرة التلوث والعدوى وللحد من أنتشار الميكروب في المناطق الجغرافية الأخري فيتم إنشاء معسكرات أو مخيمات ببناء خيام منفصلة من القماش المشمع كما حدث عند أنشاء مخيمات في اليمن خلال أنتشار الوباء سنة 2018 أو تركيب مباني الجاهزة من الخشب والبلاستيك المقوى على شكل حجرات منفصلة في المنطقة الموبؤة. على أن تكون مقسمة إلى الأتي (كما في الشكل المرفق):

إدارة المخلفات الطبية في المراكز المؤقتة لعلاج الكوليرا

ساحة الكشف المبدائي (Screening Area):

مكان يتم فيه أستقبال الحالات الجديدة من مناطق الوباء للكشف المبدائي لتحديد مسار المريض هل هو في حالة شديدة من المرض ويحتاج لعلاج مكثف ام حالتة تحتاج للمراقبة والملاحظة والعلاج الخفيف، منها يتم نقل المريض حسب حالته.

ساحة المعالجة (Hospitalization Area):

وهي ساحة المعالجة الرئيسية (أو الخيمة الكبيرة) التي يتم فيها علاج المرضى، وهي تضم الحالات التي أستفحل بها المرض ويعانون من جفاف حاد وقيء بحيث يتم معالجتهم بواسطة سوائل الأملاح عن طريق الفم أو بواسطة الحقن الوريدية على حسب شدة المرض، هذه الساحة تكون مزودة بآسرة خفيفة من السهل تنظيفها وتعقيمها (سهلة التركيب) معدة خصيصاً لمريض الكوليرا بها تقب في الوسط لإخراج البراز إلى حوض (10-15 لتر) يوضع تحت السرير كما يوجد قرب كل سرير وعاء أخر يستخدمه المريض للقيء (الصورة المرفقة) تحتوي هذه الأحواض على 1 سم محلول الكلور 2% ويتم تفريغها الى أقرب حمام من المريض.

إدارة المخلفات الطبية في المراكز المؤقتة لعلاج الكوليرا
سرير مخصص لمريض الكوليرا (Cholera Cot) في مركز علاج الكوليرا توجد به فتحة لتمرير البراز إلى حوض تحت السرير به محلول الكلور 2%، يتم تفريغه إلى أقرب دورة مياه من المريض. السرير عادة يغطى بالنيلون حتى يتم تنظيفة بسهولة واستخدامه مع مرضى أخرين، كما يوضع حوض أخر قرب رأس المريض في حالة القيء.

ساحة الملاحظة (Observation Area):

إذا كان المريض يعاني من أعراض خفيفة للمرض فيتم توجيه إلى حجرة الملاحظة لمراقبته ولإعطائة سوائل الأملاح عبر الفم حتى لا يتطور المرض، يوجد بهذه الساحة آسرة كما في ساحة المعالجة وبنفس المواصفات، وعادة لا يبقى المريض بهذه الساحة فترة طويلة، يتم في هذه الساحة ايضا مراقبة المريض حتى لا يصاب بعدوى أخرى خلال إقامته فتزداد حالته سوء.

ساحة الإنعاش (Recovery Area):

عند تحسن حالة المريض ينقل لساحة الأنعاش وهي تظم المرضى التي بداءت عليهم أعراض التحسن فيتم الأستمرار بإعطائهم سوائل الأملاح عبر الفم ومراقبتهم حتى يتم إخراجهم من المركز إلى بيوتهم، ويتم مراقبتهم خلال فترة الإنعاش حتى لا ينقولون العدوى للأخرين فبراز المصابين في هذه المرحلة لا زال يحتوي على جرثومة المرض.

المشرحة (Morgue):

وهي الحجرة التي يتم فيها وضع جثامين المتوفين بالمرض وتكون ملاصقة لساحة المعالجة وقريبة من ساحة النفايات الطبية، في هذه الحجرة تتم عملية غسل وتكفين المتوفي بالطرق السليمة باستعمال المطهر (سائل الكلور 2 %) مع إرتدى العاملين كافة الملابس الوقاية الشخصية من كممات وقفازات ومريول خلال كامل العملية وعند نقل الجثمان إلى الخارج للدفن. النفايات الطبية الناتجة عن عملية الغسل من قطن ومناديل وقماش وخرق يتم نقلها مباشرة للحجرة الملاصقة وهي حجرة جمع النفايات الطبية ويتم التعامل معها على أنها مخلفات طبية معدية محتوية على جرثومة المرض حتى وأن كانت غير ملوثة.

ساحة أو حجرة النفايات (Waste Area):

وهي الساحة التي يوجد بها حاويات لجمع النفايات الطبية من ساحات المعالجة والإنعاش والنفايات غير الطبية من المطبخ ومن كل المركز، وهي تكون ملاصقة وقريبة من ساحة المعالجة الرئيسية والمشرحة وهما المكانين الأكثر أنتاجاً للنفايات الطبية.

هذه الساحة تحتوي على حاويات كبيرة الحجم لجمع النفايات تكون مغطاة لمنع أنتقال الجرثومة للخارج. كما تضم الساحة مكان لتجميع حاويات البلاستيكية (Sharp Boxs) الممتلئة بالإبر والمواد الحادة المستعملة لحين نقلها لمعالجة المبدائية بواسطة الأوتوكليف أو للتخلص النهائي منها عبر المحارق أو الردم في حفر عميقة بعيدا عن المركز.

يمنع دخول ساحة النفايات إلا للأشخاص المصرح لهم من عمال نظافة أو مسئولي معالجة النفايات أو عمال نقل النفايات لخارج المركز. كما يجب أن تكون الساحة مغلقة حتى على الحيوانات كالقطط والكلاب حتى لا تنقل الجرثومة إلى البيئة المحيطة، ويجب أن يكون العمال في هذه الساحة مدربين تدريباً جيدا حول التعامل السليم مع النفايات الطبية الناتجة من مرضى الكوليرا ويجب عليهم أرتدى ملابس الوقاية الشخصية والتركيز دائما على نظافة اليدين خلال القيام بعملهم.

ساحة الموظفين (Neutral Area):

أما ساحة الموظفين وتظم حجرات للعاملين بالمركز من الأطباء وطواقم التمريض وتحتوي على حجرة جلوسهم والمطبخ وحجرات تغير الملابس والحمامات وكذلك مخزن الأدوات الطبية والأدوية وكل لوازم التي تستخذم للعناية بالمرضى.  يجب تطبيق إجراءات صارمة في الدخول والخروج لهذه الساحة حتى لا يتم نقل المرض للعاملين، فمثلا يمنع دخول المطبخ لغير العاملين بالمطبخ ويمنع تقديم الغذاء إلا بواسطة عمال المطبخ وهكذا.

للحد من أنتقال الجرثومة عبر الأحذية يجب أن يمر العاملين والمرضى والزوار عند الدخول والخروج للمركز علاج الكوليرا على حمام القدم (footbath) المحتوى على سائل الكلور المطهر 2% أو يتم رش القدم بمحلول الكلور 0.2% لغرض تطهير الأحذية والقضاء على الجرثومة وكذلك لكي ينتبه العاملين والمرضي نفسياً لدخولهم منطقة محظورة وأحتمال تسببهم بنقل العدوى عبر الأحذية الى أماكن أخرى.

أنواع المخلفات الطبية في مراكز علاج الكوليرا

هناك عدة أنواع من المخلفات الطبية تنتج من مرضى مراكز علاج الكوليرا (Cholera Treatment Center) وتحتاج إلى التخلص السليم منها لمنع أنتقال بكتيريا المرض ووصولها وتلوثها للبيئة المحيطة. ويمكن تقسيم وفرز المخلفات الطبية بمراكز علاج الكوليرا إلى ثلاث أنواع:

  1. المخلفات الطبية اللينة (Softs): مثل القطن والشاش الملوث والمناديل الورقية وأكواب وقناني الشرب، القماش والخرق الملوثة ببراز وقيء وسوائل المريض (كل ما ينتج عن المريض من هذه المخلفات سواء كانت ملوثة أو غير ملوثة).
  2. المخلفات الطبية الحادة (Sharps): وهي كل المخلفات الحادة التي تنتج عن المريض خلال العناية به ويمكن أن تسبب جرح أو خدش قد ينقل ميكروب المرض مثل الإبر والحقن والمشارط وزجاجات التغذية الوريدية.
  3. المخلفات العضوية (Organic): وهي بقايا أغذية المريض والتي من المحتمل تلوثها بجرثومة المرض والتي يجب التخلص منها للقضى على الميكروب سوء عن طريق الحرق أو الردم.

لهذا ففي مراكز علاج الكوليرا المؤقتة وخلال أنتشار الوباء يجب أن تزود هذه المراكز بنوعين من السلال بأغطية محتوية على أكياس بلاستيكية مقوى تكون مميزة بلون معين. سلة لجمع النفايات الطبية اللينة وسلة أخرى لجمع النفايات العضوية وحاوية البلاستيكية لجمع النفايات الطبية الحادة. تجمع الأكياس من السلال بمجرد إمتلائها وتستبدل بجديد وتنقل مباشرة لحجرة النفايات لمعالجتها أو نقلها للتخلص النهائي.

معالجة النفايات الطبية الناتجة من المراكز علاج الكوليرا

يفضل معالجة النفايات الطبية الناتجة من مراكز الكوليرا قبل التخلص النهائي منها في نفس المكان لتقليل من دائرة التلوث، مثل عمل حفر عميقة للردم النفايات قريبة من المركز أو وجود جهاز أوتوكليف بحجم مناسب أو محرقة متنقلة أو ثابتة ويتم الأخذ بالأعتبارات البيئية عند أختيار الطريقة المناسبة. أو إذا لم تتوفير الأمكانيات للمعالجة في نفس المكان يمكن نقلها بعيداً للتخلص منها مباشرة عبر محطة المعالجة.

إذا كان الخيار المتاح للفريق الطبي هو نقل النفايات إلى خارج المركز فيجب الأهتمام بوسائل نقل المخلفات بعربات شحن مخصصة لهذه العمل ودائما يتم الأبتعاد عن العرابات القمامة الكابسة فهي احد وسائل نشر الميكروبات من خلال السوائل التي تفرزها من العربة خلال نقلها للنفايات، ايضا يتم الاهتمام بعمال نقل النفايات والسائقين بتزويدهم بملابس الوقاية الشخصية وإعطائهم دورات تدريبية للتعريفهم بالمرض والميكروبات المسببة وطرق تفادي الإصابة.

الحاويات البلاستيكية المحتوية على النفايات الطبية الحادة يفضل معالجتها قبل التخلص النهائي منها عبر الأوتوكليف أو الحرق تم الردم. أما المخلفات العضوية فالأفضل أن يتم ردمها في حفر عميقة، والمخلفات الطبية اللينة فيفضل معالجتها تم التخلص النهائي منها عبر الحرق أو الردم.

بصفة عامة، أختيار طرق المعالجة المبدائية أو النهائية (أوتوكليف، محرقة، ردم) تعتمد على الامكانيات المتاحة للفريق الطبي ولكن يشترط دائما أن تكون فعالة في التخلص من الميكروبات المرض وأن يكون مكان المعالجة بعيدا عن مصادر المياه سواء السطحية والجوفية وبعيدا عن مصادر الغذاء كمزارع الخضار والفاكهة ومعامل تصنيع الغذاء حتى لا تتلوث البيئة المحيطة ويحدت أنتقال المرض إلى مجموعات أخرى. في عدة دول وبسبب قلة الأمكانيات المادية تتم عملية معالجة النفايات الطبية اللينة وحاويات البلاستيكية بواسطة الحرق المفتوح في براميل حديدية تم يتم ردم الرماد المتبقي، أما النفايات العضوية من بقايا الأطعمة فيتم ردمها في حفر عميقة بعيدا عن مصادر المياه والغذاء.

بمراكز علاج الكوليرا يتم الأهتمام بالتخلص السليم من النفايات الطبية السائلة أو مياه الصرف الصحي الناتجة من المريض عبر دورات المياه  والحمامات والمغسلة ومن المطبخ من غسيل صحون المريض لأنها أيضا مصدر كبير لنقل العدوي بالميكروب، بحيت يجب عدم خلطها بمياه الصرف الصحي للمدينة وتجمع في أحواض خاصة بالمركز (آبار سوداء) التي يجب أختيار أماكن إنشائها بعناية فائقة حتى لا تكون عرضة لدخول الأمطار وأنتقال الملوثات منه أو حدوث تسربات منها الى المياه الجوفية، هذه المياه يتم جمعها والتخلص منها بعد معالجتها حتى لا تكون مصدر لأنتشار الميكروب.

وفي الختام، مراكز علاج الكوليرا المؤقتة والدالئمة يمكن أن تكون مصدر كبير للعدوى والتلوث بالميكروب إذا كانت إجراءات التنظيف والتعقيم وجمع ونقل ومعالجة النفايات الطبية غير ملائمة. فيجب علينا عدم التهاون في هذه المسائل والأهتمام الكبير بهذه الأمور لانها مسائل حياة أو موت.

في شهر أبريل من سنة 2017 أجتمع في فرنسا (Annecy, France) مندوب العديد من المنظمات العالمية بما فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الهلال والصليب الدولية واليونسيف والعديد من المعاهد الصحية العالمية المرموقة وبعض الجامعات المشهورة وأصدرو بيان عالمي برؤيتهم المستقبلية عن عالم بدون كوليرا والتزامهم بالدعم الكامل والعمل الجاد على وضع أستراتيجية دولية وخريطة طريق لأنهاء مرض الكوليرا من العالم مع نهاية عام 2030 (Declaration to Ending Cholera, 2017).

نعم، هذا المرض قد لا يصيب الدول التي بها الحد الأدنى من النظافة ولكن يعتبر تحد كبير للدول التي تعاني من قلة المياه النظيفة للشرب، هذا المرض عانت منه غالبية دول العالم الثالث في مرحلة ما من تاريخها. فلنحاول جميعاُ دعم هذا المجهود العالمي على الأقل بالتوعية والتثقيف والتحذير من المرض.

References

World Health (2017). Weekly epidemiological record. No 36, 2017, 92, 521–536. http://www.who.int/wer

The Global Task Force On Cholera Control. Ending Cholera A Global Roadmap To 2030. WHO.INT/CHOLERA/EN

Guidelines for Water, Sanitation and Hygiene in Cholera Treatment Centers

Ministry of Health and Population in Haiti/U.S. Centers for Disease Control and Prevention Haiti Cholera. Training Manual: A Full Course for Healthcare Providers. Version 2.1. Last updated Jan 24 2011

Guideline on Cholera Outbreak Management, Ethiopia, Ethiopian Health and Nutrition Research Institute. Federal Democratic Republic of Ethiopia, May 2011, Addis Ababa, Ethiopia

Christianna Sim. (2013). Control and Intervention of Cholera Outbreaks in Refugee Camps. Global Societies Journal, 65, Issue 1,

(2012, July). World Health Organization. Retrieved from http://www.who.int

تعليقات (2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *