حسب ما ذكرته مراجع منظمة الصحة العالمية فقد تم الابلاغ عن حدوث العديد من الإصابات والعدوى الفطرية (Fungal infections) في المرضى المصابين بفيروس الكورونا المستجد كوفيد-19، أو المرضى الذين يتعافون من المرض، إصابات وعدوي فطرية متنوعة مثل الإصابة بفطر الغشاء المخاطي أو ما يسمى بالفطر الأسود (Mucormycosis)، وداء الرشاشات (Aspergillosis) وداء المبيضات (Candidiasis).
إحدي هذه الإصابات الفطرية والتي خلقت ضجة أعلامية كبيرة وهي الإصابة بفطر الغشاء المخاطي أو ما يسمى بالفطر الأسود (Mucormycosis)، بعد ما ابلغت الهند عن زيادة حديثة في الإصابات في مرضى المصابين بفيروس الكورونا كوفيد-19 أو في المتعافين من المرض. فقد ذكرت المصادر الرسمية الهندية عن حدوث حوالي 45374 حالة إصابة بهذه العدوى في مرضى فيروس كورونا كوفيد-19 أدى إلى وفاة أكثر من 4300 شخص بسبب هذا الفطر، فما هو هذا الفطر الأسود وعلاقته بمرض فيروس كورونا كوفيد-19؟
هو داء الفطريات المخاطية (Mucormycosis) المسبب بفطر الغشاء المخاطي (Mucormycetes) وهي عدوى فطرية خطيرة ولكنها نادرة الحدوث تسببها مجموعة من الفطريات المخاطية. تعيش هذه الفطريات في جميع أنحاء البيئة لا سيما في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق أو أكوام السماد أو الخشب الفاسد. يؤثر داء الفطريات المخاطية بشكل رئيسي على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والأمراض.
بصفة عامة، يصاب الناس بالفطر المخاطي عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة. على سبيل المثال ، يمكن أن تحدث عدوى الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ من الهواء وهو الأكثر شيوعًا ويمكن أن يصيب أيضًا الجلد مباشرة بعد جرح أو حرق أو أي نوع آخر من إصابات الجلد. فطر الغشاء المخاطي هي عدوى عنيفة تهدد الحياة وتتطلب التشخيص الفوري والعلاج المبكر. ويتكون العلاج عادةً من الأدوية المضادة للفطريات والجراحة .
حسب ما ذكرته منطمة الصحة العالمية فأن معدل الإصابة بالفطريات الفطرية على مستوى العالم يتراوح من 0.005 إلى 1.7 لكل مليون نسمة. ولكن في الهند، الحال يختلف، فيقدر معدل انتشار داء الفطريات الفطرية بـ 140 لكل مليون نسمة ، وهو ما يزيد بنحو 80 مرة عن انتشاره في البلدان المتقدمة.
انتشار الإصابة بالفطر في مرضى فيروس كوفيد-19 كان ملاحظ وخاصة الزيادة التي لوحظت كانت أعلى في المصابين بداء السكري الموجود مسبقًا ، أو الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات الجهازية (systemic corticosteroids) وهذا كان ملاحظ في المصابين بفيروس كوفيد-19 أو من تعافوا من الإصابة.
لا يعتبر مرض معدي، فلا ينتقل فطر الغشاء المخاطي بين الناس أو بين الناس والحيوانات، بل يأتي بسبب استنشاق الهواء الملوث بالفطر ووجود عوامل مساعدة مثل ضعف في الجهاز المناعي، وربما من الصعب تجنب استنشاق الجراثيم الفطرية لأن الفطريات المسببة لداء الغشاء المخاطي شائعة في البيئة. ولكن هناك طرق لتقليل فرص الإصابة بالفطر الغشاء المحاطي أو الفطر الأسود.
يعتبر فطر الغشاء المخاطي نادر الحدوث، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من المناعة ومن قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والأمراض. هناك مجموعات معينة من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالفطر المخاطي، وهم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، المصابين بالسرطان، مرضى زراعة الاعضاء، مرضى يستخدمون الكورتيكوستيرويد على المدى الطويل، متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، مرضى لديهم وجود الكثير من الحديد في الجسم (الحديد الزائد أو داء ترسب الأصبغة الدموية)، الخداج وانخفاض الوزن عند الولادة (لداء الغشاء المخاطي المعدي المعوي حديثي الولادة)، من لديهم إصابة في الجلد بسبب الجراحة أو الحروق أو الجروح، والمرضى الذين يعانون من انخفاض خلايا الدم البيضاء.
• يعتبر التعرف المبكر والتشخيص والإعطاء الفوري للعلاج المضاد للفطريات والتدخل الجراحي أحيانا أمرًا مهمًا لتحسين النتائج للمرضى الذين يعانون من داء الفطريات.
• تشمل طرق التشخيص أخذ عينة من مكان الإصابة (KOH mount) ، وهو اختبار اساسي للتشخيص المختبري، ويجب البدا في العلاج وأن لا يتم انتظار نتائج المزرعة الفطريات والتي ربما تأخذ فثرة طويلة.
• يمكن أيضًا استخدام اختبارات التصوير مثل الفحص بالأشعة المقطعية للرئتين أو الجيوب الأنفية أو أجزاء أخرى من الجسم ، اعتمادًا على مكان الإصابة المشتبه بها ، لدعم التشخيص.
هناك صعوبة في علاج فطر الغشاء المخاطي. قد يتطلب في بعض الأحيان كلاً من العلاج المضاد للفطريات عن طريق الوريد والاستئصال الجراحي ، وهذا يحتاج لفريق عمل متعدد التخصصات في المستشفى.
يعتبر أمفوتريسين ب (Liposomal amphotericin B) هو الدواء المفضل ويجب البدء في استخدامه مبكرًا. أيضا تم وصف مضادات الفطريات الأخرى مثل بوساكونازول (Posaconazole) أو إيزافوكونازول (Isavuconazolehave).
يعتمد التشخيص العام على عدة عوامل ، بما في ذلك سرعة التشخيص والعلاج ، وموقع الإصابة ، والظروف الأساسية للمريض ودرجة كبت المناعة. تبلغ نسبة إماتة الحالة الإجمالية حوالي 50٪ ، على الرغم من أن التشخيص المبكر والعلاج يؤديان إلى نتائج أفضل.
للوقاية من داء فطر الغشاء المحاطي في مرضى فيروس كوفيد-19 يجب التركيز على معالجة عوامل الخطر الكامنة منها:
• تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري ،
• الاستخدام المناسب للكورتيكوستيرويدات الجهازية (Systemic Corticosteroids)
• منع الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية ومضادات الفطريات والأدوية التي تقلل من المناعة.
تطبيق إجراءات تدابير منع العدوى ومكافحتها (Infection prevention and control) على مستوى المنشأة ضروري جدا لمنع الانتشار البيئي لهذا العامل الممرض. وتشمل هذه:
• تعقيم وتطهير المعدات المستخدمة من قبل العديد من المرضى (مثل أجهزة التنفس الصناعي) ، وتحسين أنظمة التهوية (إذا كانت هناك تهوية سيئة في المستشفى يمكن أن تسهم في الرطوبة والغبار) ؛
• الإدارة السليمة للجروح (الضمادات، الشريط اللاصق، المواد اللاصقة ، وتعقيم الأدوات والأجهزة الطبية ذات العلاقة).
REF:
WHO, Mucormycosis, https://www.who.int/southeastasia/outbreaks-and-emergencies/covid-19/What-can-we-do-to-keep-safe/mucormycosis
COVID-19 associated mucormycosis, https://www.who.int/india/emergencies/coronavirus-disease-(covid-19)/mucormycosis
CDC, Mucormycosis, https://www.cdc.gov/fungal/diseases/mucormycosis/index.html
Guideline for management of Mucormycosis in Covid – 19 patients. DGHS. Accessed on 26 May 2021 https://dghs.gov.in/WriteReadData/News/202105171119301555988MucormycosismanagementinCovid-19.pdf
اترك تعليقاً