Skip to main content

المخاطر البيولوجية المرتبطة بمخالطة الحيوانات

خلال السنوات الماضية أزداد الاهتمام العالمي بصحة الحيوان (Animal Health) بسبب ظهور مخاطر بيولوجية مرتبطة بمخالطة الحيوانات، حتى أن بعض الحيوانات سببت في ظهور أمراض حيوانية المنشأ معدية وقاتلة كانت وراء ظهور وانتشار جوائح واوبئة في جميع دول العالم ولا زال العالم يعاني من أثارها الصحية والأقتصادية والأجتماعية المدمرة.

Biological Hazards Associated With Animal Contact

يمكن أن تنتقل العديد من الأمراض البكتيرية والفطرية والطفيلية والفيروسية والريكتسية من الحيوانات إلى البشر وخاصة في العمال الذين هم على تعامل بشكل متكرر ويومي مع الحيوانات البرية أو حيوانات المزرعة أو الحيوانات الأليفة المنزلية فهم في خطر بيولوجي متزايد بالمقارنة بالعمال في الوظائف الأخرى.

العمال اللذين نقصدهم هنا، هم عمال في وظائف مختلفة مثل عمال محطات تربية الحيوانات، وحراس المتنزهات والغابات، ومربي الماشية، والرعاة وتجار الفراء، والجزارين، وعمال السلخانات وعمال حدائق الحيوانات من هم على أتصال مباشر بالحيوانات البرية، وعمال متاجر الحيوانات الأليفة، ولا نستثنى من ذلك الأطباء البيطريون ومساعديهم، وكذلك طلاب الكليات البيطرية، والصيادون والجيولوجيين العاملين في الحقول، والعاملين الميدانيين العلميين الآخرين وغيرهم من هم على التماس مباشر بالحيوانات الحية أو الميته أو روثها أو بقايا نفاياتها الباثولوجية والطبية البيطرية.

الحيوانات التي يمكن لها التسبب في أخطار بيولوجية تشمل تقريبياً جميع أنواع الحيوانات البرية (مثل الفئران ، والخفافيش ، والأرانب ، والراكون ، والظربان ، والغزلان وغيرها)، وكذلك الحيوانات المنزلية الأليفة (القطط والكلاب وغيرها) وحيوانات المزرعة مثل الأبقار والأغنام والخيول والدواجن والطيور بشتى أنواعها،

تلك الحيوانات قد تسبب المرض بعد تناول كميات صغيرة من الماء أو الطعام الملوث بمخلفاتها، مثل داء الجيارديات (Giardiasis)، أو عن طريق استنشاق الغبار الملوث ببراز تلك الحيوانات، مثل داء النوسجات (Histoplasmosis)، أو الإصابة بعدوى فيروس هانتا (Hantavirus) بسبب أستنشاق هواء مشبع بروث الفئران البرية، أو عن طريق الأتصال الوثيق المباشر بالحيوان مثل داء الجمرة الخبيثة (Anthrax ) في صوف الأغنام. أو إذا كان العمال على أتصال مباشر مع الأبقار المصابة أو حليبها فيتعرضون لداء البروسيلات (Brucellosis). أو يتعرضون لفيروس المرض القديم والخطير داء الكلب (Rabies) عبر خدش أظافر أو أنياب الكلاب الضالة أو حيوانات الراكون في بعض الدول.

المخاطر البيولوجية المرتبطة بمخالطة الحيوانات
المخاطر البيولوجية المرتبطة بمخالطة الحيوانات

أو التعرض للسل (Tuberculosis) بواسطة الأبقار والحيوانات البرية مثل الغزلان والأيائل، أو تعرضهم للطاعون (Plague) بسبب القوارض البرية المحملة بالبراغيث الناقلة للميكروب. بالإظافة للعوامل البكتيرية المعدية الموحودة بكثرة في بيئة المزارع والتي تشمل الإشريكية القولونية 0157: H7، والسالمونيلا واليرسينيا المعوية (Yersinia enterocolitica) وغيرها الكثير من الميكروبات والتي تنتقل للعاملين بسبب تعاملهم اليومي الروتيني مع الحيوانات الحاملة لتلك الجراثيم.

عندما نتكلم عن المخاطر البيولوجية المرتبطة بمخالطة الحيوانات ستأتي لنا قصص كثيرة حول الإصابات القاتلة للبحاثين والعاملين في المختبرات والمراكز البحثية بسبب تعرضهم لإفرازات وروث حيوانات التجارب مثل القرود المكاك والفئران، سوء كان بسبب عضات الحيوانات أو الخدوش أو التعرض المباشر لأنسجة تلك الحيوانات المعملية أو نفاياتها.

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان والتي نطلق عليها مصطلح الأمراض الحيوانية المنشأ (Zoonoses, Or Zoonotic Diseases)، هو مرض معد تسببه البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر. منها أمراض قديمة مثل داء الكلب وأمراض حديثة مثل مرض فيروس الإيبولا الذي اجتاح دول غرب أفريقيا وأمراض الفيروسات التاجية مثل السارس وميرس وكوفيد-19 وأنفلونزا الطيور وأمراض أخرى غريبة ومحيرة مثل مرض جنون البقر  وغيرها. حاليا هناك أكثر من 60% من الأمراض الميكروبية التي تصيب الإنسان يكون لها مصدر حيوان.

لكل هذه الأسباب دعت الضرورة إلى أن نتعامل بحذر مع الحيوان المريض وأن لا نستهين بمخلفاته الناتجة فقد تكون مخزن للجراثيم القاتلة للإنسان وللحيوان السليم ومصدر لأوبئة سريعة قد لا نستطيع التحكم بها. وتختلف طرق الوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ على حسب نوع المرض والميكروب، ومع ذلك وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، هناك العديد من الممارسات المعترف بها فعالة في الحد من المخاطر على مستوى المجتمعات والأفراد.

تساعد الإرشادات الآمنة والمناسبة لرعاية الحيوان في القطاع الزراعي على تقليل احتمالية تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ المنقولة بالغذاء من خلال الأطعمة مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان أو حتى بعض الخضروات. تعتبر معايير مياه الشرب النظيفة وإزالة النفايات ، وكذلك حماية المياه السطحية في البيئة الطبيعية، مهمة وفعالة أيضًا. يمكن أن تقلل الحملات التثقيفية للحث على غسل اليدين بعد ملامسة الحيوانات والتعديلات السلوكية الأخرى من انتشار الأمراض الحيوانية المصدر عند حدوثها.

REF:

Barry S. Levy B, Wegman D and Baron S. (2011). Occupational and Environmental Health,  Recognizing and Preventing Disease and Injury. Chapter 13, Biological Hazards by Mark Russi, Sixth Edition. Oxford University Press.

WHO: Zoonoses (https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/zoonoses)

https://www.understandinganimalresearch.org.uk/news/research-medical-benefits/the-increase-in-zoonotic-diseases-the-who-the-why-and-the-when/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *