Skip to main content

المخلفات الطبية الحادة: أنواعها، أضرارها وكمياتها

خلال العقود الماضية أزداد الاهتمام العالمي بالمخلفات الطبية لما لهذه المشكلة من تداعيات كبيرة على صحة الأفراد والمجتمع وسلامة البيئة المحيطة، وما نشهده سنوياً على مستوى العالم من تفشي الأمراض الميكروبية القاتلة وسرعة انتشارها بسبب التعامل السيئ مع نواتج تلك الأمراض من المرضى المصابين ألا أكبر ذليل على ذلك، ولعل أخطر تلك المخلفات الناتجة من العناية بالمرضى وأكثرها تأثيراً في الأفراد هي المخلفات الطبية الحادة (Sharp medical waste) والملوثة بسوائل وإفرازات المصابين.

خدش أو وخز أو قطع الجلد بالمواد الطبية الحادة (المخلفات الطبية الحادة) هي من أكثر المخاطر المهنية التي يواجهه العاملين في مجال الصحة خطورة كالإصابة الناتجة من الإبر والمشارط أو الزجاج المكسور الملوث بسوائل ودماء المرضى وما قد ينتج عنها من عدوى بأحد أمراض فيروسات الدم مثل الإيدز وفيروسات تليف الكبد وغيرها.

المخلفات الطبية الحادة وتعرف على أنها أي مادة حادة يمكن أن تجرح أو تخدش الجلد ويراد التخلص منها بعد العناية بالمريض، حيث تستخدم هذه الأدوات بكثرة في المجال الطبي كالحقن والإبر والتي تستعمل في أعطى الدواء للمريض أو عند أخد عينة دم للتحاليل بالإضافة للعديد من الاستخدامات الأخرى في النواحي التشخيصية والعلاجية للمرضى.
تستعمل الحقن والإبر بعدة أحجام وأشكال في إدخال الأدوية والسوائل والدماء للأوردة والشرايين أو في أخراج تلك السوائل من الجسم في كل فروع التخصصات الطبية تبدأ من أعطى حقنة مخدر موضعي بسيط في اللثة لنزع سن عند طبيب الأسنان إلى أكثر التخصصات الطبية تعقيداً، كما تستعمل الحقن في عدة أمور أخرى تشخيصية كاستعمالها في معامل التحاليل لإدخال الدم لبعض الأجهزة المخبرية وهكذا،

أنواع المخلفات الطبية الحادة:

الأدوات والمواد الحادة المستعملة في مجال الصحة كثيرة ومتنوعة تسبب جروح ينتج عنها أمراض في حالة إذ كانت ملوثة بدماء أو سوائل المرضى، منها:

  • إبر الحقن بجميع أنواعها وأحجامها.
  • إبر الفستولا لمرضى الفشل الكلوي.
  • حقن Blood gas بمعامل التحاليل الطبية.
  • الإبر المجنحة بمختلف أحجامها.
  • أبر خياطة الجروح.
  • مشارط والأمواس ذات الاستخدام الواحد.
  • مشارط والأمواس متعددة الاستخدام.
  • أمواس الحلاقة.
  • مناشير العظام.
  • الأسلاك المعدنية المستعملة في الجراحة.
  • المسامير المستخدمة لربط وتثبيت العظام المكسورة.
  • قطع المعدنية المستخدمة لتثبيت الفوط.
  • مسامير ألآت الحفر.
  • السحاحات الزجاجية بالمعامل على اختلاف أحجامها.
  • الشرائح الزجاجية وأغطيتها.
  • عبوات العينات الزجاجية والبلاستيكية.
  • عبوات أدوية الحقن الزجاجية (Medication ampoules).
  • عبوات اللقاحات الزجاجية (Vaccine vials).
  • عبوات الاختبارات المعملية ( ٌReagents and Positive control vials).
  • الأنابيب الشعيرية الزجاجية (Capillary tubes).
  • الدوارق والأنابيب المعملية.
  • أظافر المرضى الملوثة بالإفرازات.

الأضرار الصحية للمخلفات الطبية الحادة

حسب تقرير أمريكي لوكالة حماية البيئة بخصوص حالات الجروح الناتجة بسبب الأدوات الحادة، أن هنالك حوالي 33 ألف إصابة بوخز الإبر والمواد الحادة تصيب العاملين والعاملات بالنظافة داخل المستشفيات والمرافق الصحية سنوياً ينتج عنها حوالي 57 إصابة بفيروسات الالتهاب الكبد البائي (HBV)، أما بالنسبة لعمال القمامة خارج المستشفى فعدد الإصابة بوخز الإبر يصل إلى 3900 ينتج عنها عدد ثمانية حالات إصابة بفيروس التهاب الكبد البائي، ولكن لا زالت طواقم التمريض هي الأكثر في حالات التعرض للإصابة بوخز المواد الحادة، 17 – 22 ألف ممرضة بالمستشفيات بالولايات المتحدة تتعرض كل سنة لحوادث الجرح (الوخز) من مواد حادة، والعدد يفوق ذلك بالنسبة للممرضات العاملات خارج المستشفيات في المنازل وبيوت الرعاية وغيرها، حيث تصل الإصابة في هذه الشريحة إلى 28 – 48 ألف إصابة. الممرضات أكثر فئة تتعرض لعمليات الجرح في الصحة مقارنة بالأطباء والفنيين وغيرهم من التخصصات الطبية الأخرى وذلك بسبب احتكاكهن المباشر مع المريض ومخلفاته واستعمالهن الحقن والمواد الحادة بكثرة.

نسبة الإصابات بالأمراض التي قد تنتج من حوادث وحالات الجرح بالمواد الحادة لدى الممرضات كالإصابة بفيروسات تليف الكبد البائي يصل إلى 56- 96 للممرضات العاملات داخل المستشفى أما العاملات خارج المستشفى فيصل 26 – 45 حالة سنوياً.

دراسة عن الإصابات المهنية بفيروس الإيدز (occupationally acquired HIV infections) للعاملين بمجال الصحة شملت معظم بلدان العالم ذكرت أن طاقم التمريض أكثر مهنة في عدد الإصابات بالفيروس الإيدز وذلك بسبب تعرضهم لجرعات كبيرة من الفيروس بواسطة أخطاء عند الحقن أو التخلص والتعامل مع عينات المرضى.
المعلومات حتى ألان غير كافية بالنسبة لحوادث إصابات طاقم التمريض وعلاقتها المباشرة بالمخلفات الطبية الحادة، ولكن من حيث العمل، طاقم التمريض على التصاق مباشر ودائم بمصدر المنتج الأول للمخلفات الطبية وهو المريض في صالات الإيواء وحجرة العمليات وحجرات سحب العينات وحجرات المعالجة، والتعامل اليومي على مدى ثماني ساعات مع سوائل وأنسجة ودماء المرضى الملوثة (hazardous agents) يجعل من هذا الوظيفة خطرة مهنياً ووجود احتمالات كبيرة للإصابة بأحد أمراض الدم واردة.
تأتي شريحة الأطباء وأطباء الأسنان في الترتيب الثالث بعد طاقم التمريض وأخصائيين المعامل في عدد الإصابات بوخز الإبر.
دراسة لوكالة حماية البيئة الأمريكية عن حالات وخز الإبر للأطباء وأطباء الأسنان أشارة أنهم يتعرضون سنوياً في أمريكيا وحدها إلى حوالي 100-400 حالة إصابة بإبرة داخل المستشفى أما الرقم خارج المستشفى فيفوق ذلك حيث يصل إلى 500-1700 حالة وخز بالنسبة للأطباء أما أطباء الأسنان فتصل الحالات لديهم إلى 100-300 جرح بإبرة، وينتج من الإصابات السابقة من حالة إلى ثلاث حالات إصابة بفيروسات التهاب الكبد البائي سنوياً.

كمية المخلفات الطبية الحادة

كمية المخلفات المنتجة بواسطة الممرضة الواحدة في السنة حوالي 20 كجم من المخلفات الحادة وحوالي 100كجم من المخلفات المعدية، وهذا الكميات تعتبر كبيرة بمقارنة بما ينتجه الأطباء أو أطباء الأسنان أو غيرهم من التخصصات الطبية الأخرى.
كمية المخلفات الطبية الحادة الناتجة عن الأطباء (صحة عامة) تصل إلى 4 كجم/السنة مخلفات حادة، 20كجم/ السنة مخلفات معدية من إجمالي 150كجم/السنة مخلفات طبية. أطباء الأسنان ينتج عنهم 11كجم/ السنة مخلفات حادة، 50كجم/السنة مخلفات معدية،بالإضافة إلي 2.5كجم/السنة مخلفات معادن ثقيلة(الزئبق والأملغم) من إجمالي 350 كجم/السنة.

على كل حال، تختلف كمية المخلفات الطبية المنتجة بواسطة الأطباء باختلاف تخصصاتهم، فمثلا الكمية الناتجة من أطباء النساء والولادة أكثر مما سبق ذكره حيث تصل الكميات إلى 350كجم/السنة، وهكذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


المنشورات ذات الصلة

التأثيرات البيئية للنفايات البلاستيكية

تزايد الوعي العام بالتأثير البيئي للنفايات البلاستيكية، وما تسببه من أضرار سوء على المدى القصير …

المعالجة المبدئية للنفايات الطبية المعملية

معامل ومختبرات التحاليل الطبية تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من النفايات الطبية ذات خطورة وضرر كبير ع…

الجرائم البيئية

الجرائم البيئية (Environmental Crimes) أصبحت واقع يعيشه العالم نتيجة الأرباح الضخمة التي تجنيها …