Skip to main content

المخلفات الطبية وداء كروتزفيلد ياكوب وأمراض الأعتلال الدماغي

هذه المقالة حول النفايات الطبية الناتجة من رعاية مرضى المصابين بالأمراض العصبية النادرة مثل مرضى كروتزفيلد-جاكوب (Creutzfeldt-Jakob disease) أو أمراض اعتلال الدماغ الإسفنجي المعدي، وهل لها طرق تعامل ومعالجة خاصة بها أم لا؟

Medical Waste and Creutzfeldt-Jakob Disease (CJD) and other Transmissible Spongiform Encephalopathies.

أثيرت في السنوات الماضية مخاوف كبيرة بشأن الحاجة إلى إجراءات معالجة خاصة للنفايات الطبية المتولدة أثناء رعاية مرضى كروتزفيلد-جاكوب (Creutzfeldt-Jakob disease) أو أمراض اعتلال الدماغ الإسفنجي القابل للانتقال (Transmissible Spongiform Encephalopathies). كانت المخاوف من أنتقال العوامل المعدية كالبريونات (Prions) من المرضى إلى العاملين الصحيين.

وبخلاف الأنواع الأخرى من الأمراض المعدية التي تنتشر عن طريق الميكروبات، العامل المعدي في اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية هو بروتين محدد يطلق عليه بروتين بريون (Prions). وتنقل بروتينات البريون المشوهة المرض بين الأفراد وتتسبب في تدهور حالة الدماغ.

تتمتع البريونات بمقاومة كبيرة للتثبيط ضد مجموعة متنوعة من الطرق الفيزيائية أو الكيميائية أو الغازية.  ولا تنتقل البريونات عن طريق الهواء أو اللمس أو معظم أشكال التلامس العابر الأخرى. إلا أنها قد تنتقل عبر ملامسة النسيج المصاب أو سوائل الجسم أو الأدوات الطبية الملوثة. كما أن إجراءات التعقيم العادية مثل الغليان أو استخدام المواد المشعة لا تجعل البريونات غير معدية.

ولكن مع ذلك، حسب ما ذكره مركز التحكم في الأمراض الأمريكي (CDC) أنه لا يوجد دليل وبائي حتى الأن يربط بين اكتساب مرض كروتزفيلد جاكوب أو أمراض اعتلال الدماغ الإسفنجي القابل للانتقال الأخرى وممارسات التخلص من النفايات الطبية.

فغالبية المراكز الصحية التخصصية تتعامل مع الأنسجة العصبية للفحص المرضي ومواد التشريح بعناية تامة، ويتم استخدام احتياطات عزل مناسبة، واتباع إجراءات تدابير حكيمة محددة في تشريح الجثة والتعامل مع النفايات الباثولوجية الناتجة.

فيتم إدارة النفايات الطبية الناتجة بطريقة جيدة أثناء رعاية هولاء المرضى من استعمال إجراءات التطهير المناسبة ومعالجة والتخلص من النفايات في المطامر والتي عادة تكون بطريقة الدفن. لهذا فيمكن معاملة النفايات الطبية الناتجة من المرضى المصابين بهذه الأمراض العصبية الخطيرة والنادرة بنفس الأستيراتيجيات لإدارة النفايات الطبية المثلي ولا تحتاج لمعاملة إضافية خاصة بها،

ومع هذا، هناك دراسة من جامعة كارولينا الشمالية حول إجراءات التعقيم والتطهير لمرضى مصابين بهذه الأمراض، ذكر البحاث أنه من الضروري العناية الخاصة بعملية التطهير الجيد وخاصة الأدوات الجراحية والأجهزة شبه الحرجة الملوثة بأنسجة عالية الخطورة (مثل المخ والحبل الشوكي وأنسجة العين) من المرضى المعرضين لمخاطر عالية – أولئك الذين يعانون من إصابة معروفة أو مشتبه فيها بأمراض اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية، فإجراءات التعقيم العادية مثل الغليان أو استخدام المواد المشعة لا تجعل البريونات غير معدية.

لهذا يمكن التعامل مع النفايات الباثولوجية لهولاء المرضى كما نتعامل مع نفايات المرضى الأخرين من حيث الجمع والنقل والمعالجة ولكن بخصوص التعقيم والتطهير فقد أوصت منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) باستخدام بروتوكولات إزالة التلوث الصارمة على الأدوات الجراحية التي تعرضت لأنسجة والتي يحتمل أن تكون ملوثة بمرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) أو أمراض اعتلال الدماغ الإسفنجي القابل للانتقال (Transmissible Spongiform Encephalopathies).

وهناك مرجع أخر، حول التحكم في عدوى انتقال هذه الأمراض العصبية صدر في المملكة المتحدة سنة 2003 وتمت تعديله سنة 2015 ينصح بطرق معالجة بواسطة المحارق للتخلص من نفايات الأنسجة لمرضى المصابين والتي تمتل مصدر كبير للعدوى، اما النفايات الأخرى فتعامل معاملة النفايات الطبية الأخرى والتي يمكن معالجتها بواسطة الأوتوكليف والتي تشمل بعض الأنسجة وسوائل جسم المريض مثل البول واللعاب والبلغم والبراز والدم كذلك والذي يعتبرونه مصدر قليل المخاطر والعدوى إذا كان كميته قليلة أما في حالة نقل الدم فيعتبر مصدر عدوى.

معلومات عامة:

1- اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية (Transmissible spongiform encephalopathies) (TSEs)،

والمعروفة أيضًا باسم الأمراض البريونية، هي مجموعة من الحالات المتقدمة (اعتلالات دماغية) تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي للعديد من الحيوانات، بما في ذلك الإنسان بسبب تطابق الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA). ووفقًا للفرضية الأوسع انتشارًا، فإن هذه الأمراض تنتقل عبر البريونات، إلا أن بعض البيانات الأخرى تشير إلى تدخل عدوى بكتيريا سبيروبلازما ، وتتدهور القدرات العقلية والجسدية وتظهر أعداد كبيرة من الثقوب الصغيرة في القشرة المخية مما يجعلها تبدو مثل الإسفنجة (ومن هنا جاءت تسمية “الإسفنجي”) عند فحص نسيج المخ الذي يتم الحصول عليه أثناء تشريح الجثة تحت المجهر. وتتسبب الاضطرابات في إضعاف وظائف المخ، ويتضمن ذلك حدوث تغيرات في الذاكرة وتغيرات في الشخصية ومشكلات في الحركة تسوء بمرور الوقت. ومن بين الأمراض البريونية التي تصيب البشر داء كروتزفلد-جاكوب التقليدي والنوع الجديد من داء كروتزفلد-جاكوب (nvCJD، وهو اضطراب يصيب البشر ويرتبط بمرض جنون البقر) وداء غيرستمان-ستراوس والأرق الوراثي المميت كورو. وتشكل هذه الحالات نطاقًا من الأمراض التي تتداخل علاماتها وأعراضها.

المخلفات الطبية وداء كروتزفيلد ياكوب وأمراض الأعتلال الدماغي

2- مرض كروتزفيلد-جاكوب (Creutzfeldt-Jakob disease)

هو اضطراب تنكسي في الدماغ يؤدي إلى الخَرف والوفاة في نهاية المطاف. ويمكن أن تشبه أعراض مرض كروتزفيلد-جاكوب أعراض اضطرابات الدماغ الشبيهة بأعراض الخرف، مثل داء الزهايمر. إلا أن مرض كروتزفيلد-جاكوب يتفاقم عادةً بسرعة أكبر بكثير.

استحوذ مرض كروتزفيلد-جاكوب على اهتمام الرأي العام في التسعينيات عندما أُصيب بعض الأشخاص في المملكة المتحدة بأحد أشكال المرض (يُعرف باسم مرض كروتزفيلد-جاكوب المتنوع) بعد تناول لحوم من بقر مُصاب. وعلى الرغم من ذلك، لم يُربط مرض كروتزفيلد-جاكوب “المعهود” باللحم البقري الملوث. جديرٌ بالذكر أن جميع أنواع مرض كروتزفيلد-جاكوب خطيرة، لكنها نادرة للغاية. فلا تُشخَّص سوى حالة واحدة أو حالتين بمرض كروتزفيلد-جاكوب لكل مليون شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم، وغالبًا ما يكونون من كبار السن.

ملاحظة: ثمة دلائل قوية تربط بين مرض كروتزفيلد-جاكوب (Creutzfeldt-Jakob disease) في البشر ومرض جنون البقر في الماشية (Bovine spongiform encephalopathy)، وليس من الواضح ما إذا كانت الحالات ناتجة عن تناول لحوم أو مخاخ الماشية أم لا. كما أن ثمة أشخاص عديدون مصابون بذلك المرض جاءوا أصلاً من مزارع بها أبقار مريضة بجنون البقر.ربما بسبب ملامستهم بقايا أنسجة أو إفرازات الأبقار النافقة أو المريضة  لهذا دائما نقول بأن التخلص من النفايات الباثولوجية الحيوانية بمحطات تربية الحيوانات ايضا أمر مهم ويجب الأهتمام به.

Ref:

https://en.wikipedia.org/wiki/Prion

https://en.wikipedia.org/wiki/Creutzfeldt%E2%80%93Jakob_disease

https://en.wikipedia.org/wiki/Transmissible_spongiform_encephalopathy

William A. Rutala and David J. Weber. (2001). Creutzfeldt-Jakob Disease: Recommendations for Disinfection and Sterilization. HEALTHCARE EPIDEMIOLOGY. 32, 1384

CDC. Medical Waste and CJD. https://www.cdc.gov/infectioncontrol/guidelines/environmental/background/medical-waste.html

https://www.cdc.gov/prions/cjd/infection-control.html

Stanley A. Brown, Katharine Merritt, Terry O. Woods, Deanna N. Busick. (2004). Effects on Instruments of the World Health Organization–Recommended Protocols for Decontamination after Possible Exposure to Transmissible Spongiform Encephalopathy– Contaminated Tissue. Who Protocols For TSE Decontamination.  Wiley InterScience (www.interscience.wiley.com)

 Transmissible Spongiform Encephalopathy Agents: Safe Working and the Prevention of Infection: Part 4. Infection Prevention And Control Of CJD And Variant CJD In Healthcare And Community Settings

https://assets.publishing.service.gov.uk/government/uploads/system/uploads/attachment_data/file/427854/Infection_controlv3.0.pdf

Comments (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


المنشورات ذات الصلة

التأثيرات البيئية للنفايات البلاستيكية

تزايد الوعي العام بالتأثير البيئي للنفايات البلاستيكية، وما تسببه من أضرار سوء على المدى القصير …

المعالجة المبدئية للنفايات الطبية المعملية

معامل ومختبرات التحاليل الطبية تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من النفايات الطبية ذات خطورة وضرر كبير ع…

الجرائم البيئية

الجرائم البيئية (Environmental Crimes) أصبحت واقع يعيشه العالم نتيجة الأرباح الضخمة التي تجنيها …