Skip to main content

المشتريات المفضلة بيئياً

بسبب حجم الضرر الذي لحق البيئة المحيطة بنا الناتج عن أستهلاكنا للمنتجات المحتوية على مواد الضارة التي أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة تأثيراتها القوية السلبية على المدى البعيد والقريب في المجتمعات البشرية والأحياء البرية والبحرية والكائنات المحيطة بنا بصفة عامة، والأمثلة كثيرة جدا على هذه المواد التي نستعملها أو نستهلكها خلال الأنشاطة اليومية التي نقوم […]

بسبب حجم الضرر الذي لحق البيئة المحيطة بنا الناتج عن أستهلاكنا للمنتجات المحتوية على مواد الضارة التي أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة تأثيراتها القوية السلبية على المدى البعيد والقريب في المجتمعات البشرية والأحياء البرية والبحرية والكائنات المحيطة بنا بصفة عامة، والأمثلة كثيرة جدا على هذه المواد التي نستعملها أو نستهلكها خلال الأنشاطة اليومية التي نقوم بها والتي لا نستطيع حصرها وذكرها كلها بسبب تغلغلها في حياتنا كالمواد التي يدخل البلاستيك في تركيبها وغيرها من المواد الكيميائية الضارة، فلكل تلك الأسباب قامت العديد من دول العالم بالبحث عن البديل عن تلك المنتجات خلال العقود الماضية على أن يكون البديل أمن وصحي فأتجهوا إلى مواد يمكن أستهلاكها خلال الأنشطة اليومية ولا تسبب أضرار وأمراض عند التخلص منها وأطلقوا عليها أسم المشتريات المفضلة بيئياً (Environmentally Preferable Purchasing)، فما هي هذه المواد الصديقة للبيئة؟.

المشتريات المفضلة بيئياً

ببساطة جدا هي المواد التي وجد أن أثارها البيئية أقل ضررا على البيئة وصحة الأنسان بالمقارنة مع المنتجات الأستهلاكية الأخرى، ويطلق عليها أيضا مصطلح أخر وهي المشتريات الخضراء (Green Purchasing) وتشمل الورق المعاد تدويره في الأشياء البسيطة إلى ايضا بعض المشتريات الخضراء في المعدات الطبية الأكثر تعقيدا والتي لا تسبب ضرر للبيئة والأفراد. المشتريات المفضلة بيئياًبحيت أصبح شراء هذه المشتريات توجه عام في العديد من الدول وخاصة الدول الأوروبية المتقدمة لمعرفتهم حجم الضرر التي تسببه المنتجات الأستهلاكية القديمة، وقد ظهرت خلال السنوات الماضية العلامات الايكولوجية (العلامات الخضراء) وهي علامات تستخدم من قبل الحكومات والمؤسسات وتوضع على المنتجات على انها منتجات صديقة للبيئة لتسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشتريات. (ستجد أمثلة عن تلك العلامات البيئية للمشتريات المفضلة بيئياً في الصورة المرافقة للمقالة)، ولقد لاقت موخراً هذه المنتجات قبول عام وإستحسان كبير من المستهلكين.

 

ولكن هناك ملاحظة يجب الأنتباه إليها، فقد لا تكون تلك المنتجات هي منتجات صديقة للبيئة كم هو مفروض فقد أستغلت بعض الشركات الصناعية المنتجة هذا التوجه العالمي لترويج لمنتجاتها على أنها صديقة للبيئة وخاصة أن أسعار هذه المشتريات الصديقة للبيئة تكون عادة أغلى من المنتجات الأخرى وحجم أستهلاكها وتداولها زاد عالمياً، لهذا يجب الأنتباه كثيرا عند شراء من بعض هذه الشركات التي همها الأكبر هو الترويج لمنتاجاتها أكثر من المحافظة على البيئة وسلامة أفراد المجتمع.

في كل الأحوال، هذه دعوة للجميع للإتجاه للمشتريات المفضلة بيئياً (Environmentally Preferable Purchasing) وخاصة للمسئولين عن المشتريات والمخازن في المستشفيات والمرافق الصحية وغيرها من المؤسسات العامة والإدارات فهي بدون شك الحل الوحيد المتوفر لدينا الأن لتقليل من حجم الأضرار التي منيت بها بيئتنا نتيجة تراكم النفايات الضارة. فمثلاً، وفي مجال إدارة النفايات الطبية كلما زادت نسبة التعامل مع المشتريات المفضلة بيئياً في المستشفيات كلما كانت إجراءات المعالجة والتخلص النهائي أكثر أمناً وبالتالي أقل أضرار تلحق بالبيئة المحيطة وكذلك ستكون التكلفة المالية لمعالجة النفايات أقل في المؤسسات الصحية.

المشتريات المفضلة بيئياًالجميع في عصرنا الحديث يسعى لحياة الرفاهية وهي تتطلب منه زيادة في حجم المشتريات والكماليات وبالتالي زيادة في حجم النفايات التي ينتجها تؤدي لزيادة في حجم المعالجات المبدئية والنهائية للتخلص من النفايات التي ربما لا تكون صديقة للبيئة فيترافق مع ذلك زيادة في التكلفة المالية وزيادة في الأضرار البيئية وغيرها من توابع هذه المشكلة التي أصبحت ترافق الإنسان في حياته اليومية في هذا العصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *