تستخدم المواد الكيميائية على نطاق واسع في الحياة اليومية في غالبية الأنشطة الإنسانية، ولها أهمية كبيرة بالذات في القطاع الخذمات الصحية، حيث يتم استخدامها كمطهرات، وعوامل تنظيف، وكواشف معملية، ومعقمات، ومبيدات حشرية، ومستحضرات صيدلانية، وهي أيضا من ضمن المواد التي تتركب منها الأجهزة والمعدات طبية، والمفروشات والمواد بناء المستشفيات والمرافق الصحية. وقد نجدها ايضاء كمنتجات رئيسية أو منتجات ثانوية كيميائية ناتجة بغير قصد بواسطة الأنشطة الصحية ، مثل مركبات الديوكسينات التي يتم إنتاجها أثناء حرق النفايات الطبية.
حتى الأن لم يتم فهم واستيعاب مخاطر المواد الكيميائية بطريقة جيدًا من قبل العاملين وصانعي القرار في الصحة، فلا يتم دمج نوعية المادة الكيماوية وخطورتها بشكل مناسب في قرارات الشراء وعند أستجلاب المواد التشغيلية للمرافق الصحية، فتجد مادة كيميائية خطيرة تستعمل بكثرة وفي نفس الوقت هناك مادة كيميائية أخرى أقل خطورة يمكن استعمالها بدل منها وتؤدي نفس العمل.
لتقليل من المخاطر الكيميائية، كان على العديد من العاملين في القطاع الصحي اتخاذ خطوات حقيقية لتعزيز وتنفيذ الرعاية الصحية المستدامة داخل مؤسساتهم مع التعاون خارجيًا مع الموردين والمصنعين لتعزيز المشتريات المستدامة داخل القطاع الصحي. فأهداف التنمية المستدامة (SDGs) وخطة عام 2030 تعتبر محركات مهمة لتعزيز النظم الصحية المستدامة. على وجه التحديد الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بشأن الصحة الجيدة والرفاهية والهدف الثاني عشر بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين.
في تعاون وثيق بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الرعاية الصحية بدون ضرر (Health Care Without Harm)، تم إصدار وثيقة بعنوان “المواد الكيميائية التي تهم قطاع الصحة (Chemicals of Concern for the Health Sector)، وهي وثيقة مستخرجة من تقرير سابق صدر سنة 2018 والتي كانت عبارة عن تعريف بالمواد الكيميائية المسرطنة أو مطفرة أو التي تسبب تعطيل للغدد الصماء أو تسبب مخاطر في الأنجاب أو المواد التي تتراكم أحيائي وتبقى في البيئة لمدد طويلة جدا ولا تتحلل.
تتضمن الوثيقة الحالية قائمة بالمواد الكيميائية التي يستخدمها قطاع الرعاية الصحية و / أو المدرجة في المنتجات الصحية. بالإضافة إلى ذلك ، تتضمن الوثيقة أمثلة لحالات توضح كيف نجحت بعض المستشفيات في استبدال المواد الكيميائية والمواد الكيميائية في المنتجات ببدائل أكثر استدامة. و كيف يمكن للمنظومة الصحية أن تبتعد عن المنتجات الخطرة عن طريق الاستعاضة عنها ببدائل أكثر أمانًا.
معايير تحديد المخاطر والآثار الصحية والبيئية للمواد الكيميائية الخطرة
تستند معايير تحديد مخاطر المواد الكيميائية المدرجة في هذه الوثيقة إلى تأثيرات المواد الكيميائية على صحة الإنسان والبيئة. وكانت المعايير التي تم النظر فيها مدروجة تحت:
- السمية (على سبيل المثال ، مادة مسرطنة ، مطفرة ، مخاطر على الإنجاب)
- المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء (EDCs)
- السمية العصبية والسمية التنموية والسمية المناعية
- الحساسية / الربو
- مهيجات الجلد والعين
- المواد السامة الثابتة والمتراكمة بيولوجيا (PBTs) في المنتجات
- السمية المائية الحادة والمزمنة
الأشخاص المستهدفين لهذه الوثيقة هم مسؤولي مشتريات القطاع الصحي، ومنسقي الاستدامة، وغيرهم من المهتمين بشراء واستخدام مواد أكثر أمانًا واستدامة. تم تصميم الوثيقة لمساعدة مرافق الرعاية الصحية على تحديد نوع المخاطر ، وتطبيق واستخدام المواد الكيميائية ، وبدائلها الأكثر أمانًا. يمكن أيضًا استخدام القائمة من قبل الموردين ، من أجل تحديد المنتجات التي تحتوي على المواد الكيميائية للتخلص منها أو استبدالها ببدائل أقل خطورة ومناسبة سريريًا.
وفي الختام، خروج مثل هذه الوثائق وتحديدها لأهم الكيماويات الخطيرة في قطاع الخذمات الصحية هو أمر طبيعي، لكي يسعى العاملين وصانعي القرار في تغيير طرق تعاملهم مع تلك الكيماويات بسبب حجم الأضرار وما تسببه لصحة الأفراد والمجتمعات والبيئة من أثار سلبية، أيضا، هذه الوثيقة ستساعدنا في سعينا لتطبيق أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030، حتى تكون مستشفياتنا ومرافقنا الصحية أكثر أمنا وآماناً.
Ref.
UNDP and HCWH. Chemicals of Concern for the Health Sector. Pdf
اترك تعليقاً