Skip to main content

تزايد التلوث البلاستيكي في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19): دعوة لصانعي السياسات التجارة العالمية للمساعدة في التقليل

لا زال التلوث البلاستيكي يشكل خطر كبير على البيئة والصحة العامة في غالبية دول العالم، وقد ساهمت انتشار جائحة فيروس الكورونا المستجد موفيج-19 في تفاقم هذه المشكلة.

Growing plastic pollution in the wake of the novel coronavirus (COVID-19): A call for global trade policymakers to help reduce

أدت الجائحة إلى زيادة التلوث بسبب المنتجات ذات الأستخدام الواحد مثل الكمامات الطبية وزجاجات معقمات اليدين البلاستيكية والقفازات والتي ترمى كنفايات بعج استعمالها. كان للأغلاق التام في غالبية دول العالم بسبب انتشار جائحة كورونا المستجد تأثير أيجابي في أنخفاض غازات الأحتباس الحراري ولكن لم تكن جميع التدابير التي أتخدت خلال الجائحة لها تأثير إيجابي على البيئة.
خلال تلك الجائحة تعرضت الشوارع والشواطيء والمحيطات لموجة مدية كبيرة من نفايات كورونا البلاستيكية (الكمامات الطبية وزجاجات معقمات اليدين البلاستيكية والقفازات وتغليف الأطعمة والمواد الغذائية)، فكان ذلك التلوث البلاستيكي أحد أكبر التهديدات لكوكبنا بسبب تفشي فيروس الكورونا.
منذ بداية الجائحة، كان هناك توقع كبير لأرتفاع المبيعات العالمية للكمامات الطبية ذات الأستعمال الواحد من 800 مليون دولار في عام 2019 إلى حوالي 166 مليار دولار في عام 2020 وفقاً لبعض الأحصائيات التجارية.

ومثال أخر، خلال إغلاق سنغافورة لمدة ثمانية أسابيع والذي تم تخفيفه في 1 يونيو، تخلص سكان مدينة بأحد الجزر (The Island City) البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة من 1470 طنًا إضافيًا من النفايات البلاستيكية من تغليف الوجبات الجاهزة وتوصيل الطعام فقط، وفقًا لمسح استشهدت به صحيفة لوس أنجلوس تايمز (The Los Angeles Times).
ومن خلال تتبع البيانات والتي تشير إلى أن 75% من البلاستيك الناتج عن التعامل مع الفيروس من المرجح أن يتحول إلى نفايات تتراكم في المكبات القمامة العامة وفي الشوارع وفي المسطحات المائية كالبحيرات والأنهار والبحار والمحيطات. أضرارها وتكاليف التخلص منها هائلة جدا بالإظافة الأضرار السلبية الغير مباشرة على مصائد الأسماك والسياحة والنقل البحري والتي تضيف خسائر بالمليارات، فقد قدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الخسائر ستصل إلى 40 مليار دولار كل عام.
يعد البلاستيك مكوناً أساسي في عدد لا يحصي من المنتجات التي يتم تداولها دوليا كل يوم من السيارات إلى الألعاب إلى الأجهزة المنزلية. حتى البضائع التي لا تحتوي على بلاستيك، مثل التفاح أو ألواح الشوكولاتة، يتم شحنها بملايين الأطنان من العبوات البلاستيكية كل عام. لذلك يعتبر إنتاج واستهلاك البلاستيك نظامًا عالميًا له الكثير من الأبعاد التجارية.
لهذا دعا الكثير من المتخصصين والناشطين البيئين إلى أن من الضروري أن تلعب سياسات التجارة العالمية دور كبير في مكافحة التلوث البلاستيكي، ويجب إجراء تنسيق عالمي بخصوص ذلك. فالدول الصناعية الكبرى لها مقدرة لو تضافرت جهودها وتم التنسيق بينها في مكافحة والحد تأثير التلوث البلاستيكي على الحياة في كوكبنا. وهذا سيكون الحل الأمثل لتقليل من هذا التلوث البلاستيكي الخطير.
فقط هي جهود يجب بدلها في وضع سياسيات تجارية عالمية ملزمة لكل الأطراف تهدف للحد من التلوث البلاستيكي، ولا يمكن بأي حال لدولة مفردة أن تقوم به وتحققه بل هو جهد عالمي يجب على الجميع الألتزام به. والأفضل لكل الدول التحرك منذ الأن حتى لا يصبح التلوث البلاستيكي كارثة بيئية يصعب القضاء عليها.

المقالة مأخود بتصرف من موقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ‏ (https://unctad.org/)، أونكتاد
بعنوان Growing plastic pollution in wake of COVID-19: how trade policy can help
27 يوليو 2020 (https://unctad.org/es/node/3082)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


المنشورات ذات الصلة

التأثيرات البيئية للنفايات البلاستيكية

تزايد الوعي العام بالتأثير البيئي للنفايات البلاستيكية، وما تسببه من أضرار سوء على المدى القصير …

المعالجة المبدئية للنفايات الطبية المعملية

معامل ومختبرات التحاليل الطبية تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من النفايات الطبية ذات خطورة وضرر كبير ع…

الجرائم البيئية

الجرائم البيئية (Environmental Crimes) أصبحت واقع يعيشه العالم نتيجة الأرباح الضخمة التي تجنيها …