الإضطربات في النظم الإيكولوجية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة
في كل حالة من حالات إدخال حيوان (أو حتى إنسان) أو نبات أو ميكروب إلى مكان جديد يمكن أن يحدث إضطراب في النظم الإيكولوجية البيئية بطريقة يحدث عنها زيادة في خطورة تفشي أوبئة معدية، التغيرات التي تحدث في النظم الأيوكولوجية ربما من الصعب توقعها أو منع حدوثها. من هذه الحالات مصطلح جديد أصبح يستخدم بكثرة خلال العقود الماضية وهو الأحياء الغازية (invasive species) أو الكائنات الدخيلة وهو مصطلح يستخدم لوصف النباتات والحيوانات والحشرات التي وصلت وتكيفت مع بيئة جديدة عنها وأنتشرت بسرعة وأثرت في الكائنات الأصلية بطريقة سلبية. غزو الأمراض هو أيضا يحدث بسبب ميكروبات ممرضة غازية دخلت بنفس الطريقة. هناك عادة عوائق وحدود طبيعية جغرافية بين المناطق الأيكولوجية المختلفة وهي ضرورية لمنع الأحياء الغازية من الدخول مثل الغابات أو الصحاري أو الشواطيء أو غيرها من العوائق وعبث الإنسان بهذه العوائق وتدميرها قد يساهم وهو لا يشعر في سهولة أنتقال الكائنات الحية من بيئتها إلى بيئات جديدة.
برزت مشكلة الكائنات الحية الدخيلة من خلال دراسة اجريت بتعاون مع «برنامج انواع الكائنات الدخيلة العالمية» شملت نحو 57 بلدا ووجدت هذه الدراسة أن هناك نحو 542 نوعا من الحيوانات والنباتات تعرض الحياة الطبيعية الأصيلة للخطر بسبب انتشارها في مناطق هي ليست مناطق تواجدها الطبيعية. وكمعدل هناك في كل بلد من البلدان التي شملتها الدراسة ما يقارب 50 نوعا غير محلية تفرض اثارها السلبية على النباتات والحيوانات الأصيلة الموجودة، وهي تتراوح من تسعة انواع، في غينيا الاستوائية، وصولا الى اعلى مستوى، وهو 222 نوعاً، في نيوزيلندا.
القصص كثيرة عن دخول كائنات دخيلة وخاصة الميكروبات الممرضة إلى بيئات جديدة وسببت مشاكل. يعتقد العلماء بأن فيروس الأيبولا أول مأكتشف كان في مناطق غرب السودان وأن فيروس بالرغم من تأثيره القاتل على البشر فأنه لا يوثر في خفافيش الفاكهة والتي تعتبر العائل الطبيعي له وأن الخفافيش هي التي نقلته إلى الإنسان في مناطق غرب القارة الأفريقية فكان تأثيرها أقوي في تلك المناطق.
القضاء على الغابات في المناطق الأستوائية الممطرة جعل التعرض أكثر للأمراض المنقولة بواسطة الحشرات وبسبب التصحر تكونت بيئات جديدة صالحة للميكروبات الممرضة ونواقل المرض من الحشرات فالتصحر الذي حدث في جنوب أمريكيا ساعد في انتشار طفيل الملاريا بسبب كثرة البعوض بها.
أيضا، بناء السدود المائية الضخمة يجلب معه تغيير كبير في النظم الأيكولوجية بالمنطقة المحيطة فيساهم في زيادة الأمراض المنقولة بالحشرات فقرب المشاريع المائية الضخمة في المناطق الأستوائية والشبه الأستوائية جلب معه أمراض طفيلية خطيرة مثل الملاريا والبلهارسيا وأمراض أخرى.
الأجناس الدخيلة الغازية (invasive species) هي نبات وحيوانات وكائنات حية دقيقة وصلت عن طريق الإنسان من أماكن بعيدة، سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وانتشرت بصورة عشوائية في أماكن جديدة ألحقت أضرار بالبيئة والزراعة وصحة البشر. إن ظاهرة الأجناس الغازية تعتبر العامل الثاني من حيث الأهمية فيما يتعلق بإلحاق الضرر بالتنوع البيولوجي بعد تدمير المزارع.
References:
Invasive species, Wikipedia, the free encyclopedia
Invasive species, BIOLOGY , by John P. Rafferty, Britannica, (https://www.britannica.com/science/invasive-species).
Madeline Drexler (2011). What You Need to Know About Infectious Disease. the Institute of Medicine and the National Academies, Office of Communications. the National Academy of Sciences.
Sally Embrey (2012).Climate Change and Ecosystem Disruption: The Health Impacts of the North American Rocky Mountain Pine Beetle Infestation. Am J Public Health. 2012 May; 102(5): 818–827.
Jonas Martonas (2017). How Humans Disrupt the Ecosystem, Nature April 24, 2017. (https://sciencing.com/)
Tamara Moffett. (2017). What Are the Causes of the Destruction of Ecosystem? Nature April 24, 2017, (https://sciencing.com/causes-destruction-ecosystem-5594776.html).
عوامل جديدة أخرى أثرت في علاقتنا بالميكروبات الممرضة:
في سلسلة من المقالات التالية سأناقش بعون الله العوامل الجديدة الأخرى التي ظهرت على السطح ولم تكن موجودة في الماضي وكان لها اُثر الأكبر في زيادة الأحتكاك بين الإنسان والميكروبات الممرضة وبالتالي في أنتشار العديد من الأمراض الوبائية في مناطق وبلدان جديدة لم تكن تحدث بها تلك الأمراض في السابق. عناوين هذه المقالات مدروجة تحت وسيكون عرضها في الموقع في مدد زمنية متفاوتة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع:
- العولمة والميكروبات الممرضة.
- العالم القرية الصغيرة.
- تأثير النزوح والهجرات البشرية والصراعات المسلحة والحروب الأهلية في انتشار الميكروبات الممرضة.
- الحركة التجارية للمنتجات الغذائية بين دول العالم وانتشار الأمراض المعدية.
- تغير المناخ العالمي وعلاقته بالميكروبات الممرضة.
- الإضطربات في النظم الإيكولوجية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة.
- الفقر وسوء الحالة الإقتصادية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة.
- حدوث الطفرات الجينية والميكروبات الممرضة.
احد الظواهر الحيوية الدخيلة والتى اثرت على الحياة البحرية هو ظهور سمكة الارنب السامة في الشواطيء الليبية هذه السمكة هى سمكة شرسة وسامة وسمية بالارنب لان اسنانها مشابها لاسنان الارنب وتسمى السمكة القراض نظرا لحدة اسنانها التى تجعلها تقرض كل شي ومماساعد في ازديادها هو عدم اصطيادها من قبل الصيادين وتركها ادى الى الزيادة في العدد ومن خلال حديثنا مع الصيادين قالوا ان هذا النوع لم يكن موجود في الشواطيء الليبية قبل فترة ليست بطويلة من الزمن سمكة الارنب تحتوي على غدد عالية السمية اعراض التسمم تبداء بارتخاء في المفاصل العضلات وغثيان وصداع وفي الحالات السم المركز تدخول الحالة في غيبوبة ثم تؤدى الى الوفاء وهذه السمكة لها سلوك عدواني حيث تقوم باكل الاسماك الصغيرة ويرقات الاحياء البحرية . يبقى السؤال اين الموطن الاصلي لهذا لنوع من الاسماك وكيف تواجدت في الشواطيء الليبية على مسافات قصيرة هل يجب الحد من انتشارها باعتبارها سامة وتؤثر على الثروة البحرية .
نعم دكتور رمضان ساطي لقد سمعت الكثير عن هذه السمكة وسرعة أنتشارها في الشواطي الليبية وحجم الضرر الذي تسببه… مثل هذه الكائنات الدخيلة يجب دراستها بأسلوب علمي والعمل على الحد من أضرارها، فكما قلت حجم الضرر الكبير الذي تقوم به هذه السمكة في بيئتنا..هذا مثال بسيط تفضلت به حضرتكم والأمثلة كثيرة جدا على الكائنات الدخيلة وأضرارها. بارك الله فيكم على هذا التجاوب.