كيف نجحت الصين في القضاء على مرض الملاريا: من ثلاثون مليون إصابة إلى صفر
أحتفلت الصين بإنجاز صحي كبير في عدم تسجيل أي حالة جديدة واحدة من حالات الإصابة بالملاريا منذ آب/ أغسطس 2016. وهذا يعتبر إنجاز مميز فتاريخياَ كان المرض يأخذ في أرواح الكثير من المصابين، ففي الآربعينات من القرن الماضي، كان هناك ما يقدر بنحو 30 مليون حالة إصابة بالملاريا في الصين و 300 ألف حالة وفاة كل عام.
هذا الأنجاز الطبي لم يأتي بسهولة بل هو نتيجة جهود بدلت مبكرة في عام 1955 ، أنشأت الصين برنامج وطني لمكافحة الملاريا (National Malaria Control Programme). وعملت السلطات الصحية بجد لوقف انتشار المرض، بإجراء برامج توعية شاملة للمواطنين، وومع التعامل مع القطاعات الأخرى حسنت سبل الري وعملت على الحد من أراضي تكاثر البعوض، واستخدام منظم لرش المبيدات الحشرية وحث الجميع في المناطث الموبؤة على النوم تحت الناموسيات.
كان التقدم ثابتا. بحلول نهاية عام 1990 ، انخفض العدد الإجمالي للحالات على مستوى البلاد إلى حوالي 117000 حالة ، وتم تخفيض الوفيات المرتبطة بالملاريا بنسبة 95٪. بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا (The Global Fund To Fight AIDS, Tuberculosis And Malaria)، الذي ابتداء من عام 2003، صعدت الصين من برامج التدريبات للموظفين وحسنت من المعدات المخبرية والأدوية وتدابير مكافحة البعوض (Mosquito Control Measures) التي كانت لازمة للكشف السريع عن حالات الملاريا وعلاجها والوقاية منها.
قام الصندوق العالمي بتخصيص مبالغ مالية أكثر من 100 مليون دولار أمريكي على مدار فترة عشرة سنوات للمساعدة في القضاء على الملاريا في 762 مقاطعة في الصين. في ذلك الوقت، انخفض عدد حالات الإصابة بالملاريا إلى أقل من 5000 حالة في السنة.
في عام 2010 ، حددت الصين هدفًا طموحًا وهو القضاء على الملاريا بحلول عام 2020، ومن خلال اتفاقية شاملة، تضافرت 13 وزارة حكومية بما في ذلك الوزارات التي تمثل الصحة والتعليم والمالية والبحث والتطوير والعلوم والأمن العام والجيش والشرطة والتجارة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والإعلام والسياحة لوضع حد لخطر الإصابة بالملاريا على الصعيد الوطني مع تغطية وتكريس الأموال لتأمين المصروفات. وكل سنة يعقد اجتماع لمجموعة العمل مع الوزارات المذكورة لمناقشة ماتم تحقيقه والتحديات الحالية وخطة الأستراتيجيات للعام القادم وبهدة الطريقة كان العمل يسير بكفاءة ويسر. من ضمن الأشياء الجيدة التي ساهمت كثيرا في القضاء على الملاريا تطبيق أستراتيجية تسمى استراتيجية “1-3-7” وهي استراتبجية رصد فعالة لإيجاد الملاريا وإيقافها بسرعة قبل انتشار الحالات.
تتضمن الاستراتيجية المعروفة باسم “1-3-7” ، جداول زمنية صارمة يجب اتباعها حتى الساعة. في غضون يوم واحد ، يجب الإبلاغ عن أي حالة إصابة بالملاريا. بحلول نهاية اليوم الثالث، سيكون مركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها (China Center for Disease Control and Prevention) قد أكد الحالة والتحقق منها وتحديد ما إذا كان هناك خطر انتشار. بحلول نهاية اليوم السابع، سيتخذ المراكز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها تدابير لضمان عدم انتشار المرض، بما في ذلك اختبار أفراد المجتمع المحيط حيث تم اكتشاف حالة الملاريا.
من ضمن أسباب نجاح مكافحة الملاريا والقضاء عليها اليقظة التامة المستمرة في المناطق الحدودية والتي على قرب من بلدان موبؤة بالملاريا بتزويدها بمراكز مجهزة بالموظفين والمجاهر لفحص عينات الدم بسرعة والإبلاغ عن الحالات المستوردة من المرض. كما قدمت الصين أيضًا مساعدة تقنية إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وميانمار ، للمساعدة في الحد من انتقال الملاريا.
العديد من الدول وضعت برامج للقضاء على الملاريا مع سنة 2020 ولكن تعد الصين مثالاً جيدًا لما يحدث عندما تكون الدولة مصممة على القضاء على الملاريا، أصبح هذا هو الهدف المشترك لـ 13 وزارة، فكانت النتائج مثيرة للإعجاب وقد انتقلت البلاد التي تعتبر أكبر دولة في العالم من حيث السكان من 30 مليون حالة إصابة في الأربعينيات إلى صفر في عام 2016.
References
https://www.who.int/malaria/en/
http://www.wpro.who.int/china/mediacentre/factsheets/malaria/en/
https://www.who.int/news-room/feature-stories/detail/becoming-malaria-free-by-2020
Shaosen Zhang, Li Zhang, Jun Feng, Jianhai Yin, Xinyu Feng, Zhigui Xia, Roger Frutos, Sylvie Manguin and Shuisen Zhou. Malaria Elimination in the People’s Republic of China: Current Progress, Challenges, and Prospects. IntechOpen, Chapter 10. http://dx.doi.org/10.5772/intechopen.77282
اترك تعليقاً