مجهودات دولية لمنع التسمم بالرصاص
حيث قامت منظمة الصحة العالمية وشركاءها في هذا التحالف بمجهودات كبيرة لمنع التسمم بهذا المعدن السام وخاصة في الأطفال، وبالذات في مواد الطلاء وغيرها من المصادر حيث أشارت الدراسات بأن تعرض الأطفال لعنصر الرصاص، يسبب في ظهور حوالي 600000 حالة جديدة من حالات العجز الذهني لدى الأطفال كل سنة.
كما صنفت منظمة الصحة العالمية عنصر الرصاص كواحد من عشر مواد كيميائية تثير قلقاً بشأن الصحة العمومية، ويلزم أن تتخذ الدول الأعضاء حياله إجراءات لحماية صحة عدة شرائح كالعمال والأطفال والنساء في سن الإنجاب.
الرصاص معدن سام جدا موجود بكثرة في قشرة كوكب الأرض وقد استخدم هذا المعدن منذ بداية التاريخ، في جميع الحضارات الأنسانية من تصنيع الأواني والأذوات الأكل والشرب، وايضا في الأشغال الحرفية الأخرى خارج المنزل كالمزارع.
وايضا في صناعة الأسلحة التقليدية كالسيوف وغيرها، وقد سبب انتشار استخذماته تلوث كبير للبيئة أدى إلى العديد من المشاكل والأضرار الصحية خلال عقود طويلة ولا زالت أضراره إلى وقتنا الحالي يعاني منها الكثير.
خلال عقود من التطور تنوعت وتوسعت المصادر الرئيسية المعروفة للتلوث بهذا لعنصر مثل أنشطة التعدين وصهر المعادن والتصنيع وإعادة التدوير وغيرها من الأنشطة الصناعية المتعددة، ولكن من أكثر طرق أنتشاره هو استخدامه في الطلاء والدهانات والأصباغ على نطاق واسع جدا في البيوت والورش والمحال التجارية، فمعظم مواد الطلاء محتوية على عنصر الرصاص لأغراض التزيين على الرغم من وجود بدايل أخرى أنظف وأقل تلوث وتسمماً وخاصة في دول العالم الثالث.
صورة
أحد طرق وصول الرصاص إلى الأطفال عبر إبتلاعهم أجزاء الطلاء القديم المتساقطة على أرضية المنزل أو عندما يلتقطها الأطفال مباشرة من الجدران.
كما يوجد الرصاص في وقود البنزين فتخرج مع أبخرة عوادم السيارات التي تكون مشبعة بهذا العنصر الضار، حاليا كما جاء في عدة مراجع أن أرباع أستهلاك الرصاص في العالم هي لأغراض صناعة البطاريات الحمضية للسيارات.
كما يمكن التعرض لهذا العنصر عبر مياه الشرب المنقولة بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص أو موصولة ببعضها عن طريق لحامها بالرصاص.
كما يوجد الرصاص في عدة منتجات أخرى مثل اللحام والزجاج الملون والأواني البلورية والذخيرة والخزف والمجوهرات ولعب الاطفال، وكذلك في بعض مستحضرات التجميل والأدوية التقليدية.
بصفة عامة، لا زال الرصاص يستخدم بكثرة حتى وقتنا الحالي في العديد من المنتجات لهذا السبب تنادت الدول للتخلص من عنصر الرصاص بتخصيص اسبوع عالمي لتحقيق عدة أغراض كما جاء في موقع منظمة الصحة العالمية منها:
- إذكاء الوعي بمسألة التسمم بالرصاص.
- تسليط الأضواء على جهود البلدان والجهات الشريكة الرامية إلى منع تسمم الأطفال بالرصاص.
- الحث على اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخلص من مواد الطلاء المحتوية على الرصاص.
وقد قامت منظمة الصحة العالمية مع الشركاء في هذا التحالف العالمي بتزويد الراغبين بطائفة من المواد بعدة لغات يمكن تكييفها لكي يُستفاد منها في شن حمالات محلية بخصوص منع التسمم بالرصاص بكل وسائل التتقيف مثل المطويات والحقائق عن أضرار التسمم بالرصاص وغيرها.
التسمم بالرصاص والصحة
هذا وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية في صفحتها عدة حقائق بخصوص التسمم بالرصاص والصحة جاء فيها
- الرصاص مادة تراكمية سمية تؤثر على العديد من أجهزة الجسم وتلحق الضرر بصغار الأطفال تحديداً.
- وتشير التقديرات إلى أن معدل تعرض الأطفال للرصاص يسهم سنوياً في إصابتهم بنحو 000 600 حالة جديدة من حالات العجز الذهني.
- كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يستأثر بمعدل وفيات قدره 000 143 حالة وفاة سنوياً تلقي بأثقل أعبائها على الأقاليم النامية.
- ويرزح إقليم جنوب شرق آسيا التابع لمنظمة الصحة العالمية تحت وطأة ما يقارب نصف عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للرصاص، فيما يتحمل كل واحد من إقليمي غرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط التابعين للمنظمة حوالي خمس هذا العبء.
- ويتوزع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام ويُخزّن في الأسنان والعظام حيث يتراكم مع مرور الوقت. وعادة ما يُقيّم تعرض الإنسان للرصاص عن طريق قياس مستوى الرصاص في دمه.
- ولا يوجد مستوى معروف من التعرض للرصاص يُعتبر آمناً.
- ويمكن الوقاية بالكامل من التسمم بالرصاص.
مصادر التعرض للرصاص وطرقه
- كما اوردت منظمة الصحة العالمية بانه يمكن أن يتعرض الناس للرصاص من عدة مصادر مهنية وبيئية، بالطرق التالية:
استنشاق جزئيات الرصاص الناجمة عن حرق مواد حاوية على الرصاص.- استنشاقها أثناء عمليات الصهر وإعادة التدوير.
- استنشاقها أثناء تجريد الطلاء الحاوي على الرصاص.
- استنشاقها أثناء استخدام البنزين الحاوي على الرصاص.
- استنشاق الغبار الملوث بالرصاص
- شرب المياه المنقولة بواسطة الأنابيب الحاوية على الرصاص
- تناول الأطعمة المحفوظة في حاويات مصنوعة من الرصاص أو ملحومة بواسطة الرصاص.
- عن طريق استخدام بعض المستحضرات والأدوية التقليدية المصنوعة من الرصاص.
بصفة عامة قد يسببُ تنفسُ الهواء وشربُ الماء وتناولُ الأطعمة أو ابتلاعُ أو ملامسةُ الأوساخ الحاوية على الرصاص العديدَ من المشاكل الصحيّة، وعند البالغين يستطيعُ الرصاصُ أن يزيدَ من ارتفاعِ ضغط الدّم وأن يسببَ العقمَ واضطراباتٍ عصبيةً وآلاماً في العضلات والمفاصل، كما بإمكانه أن يجعلَ المرءَ مهتاجاً وأن يؤثّرَ في القدرة على التركيز والتذكر. والرصاصُ خطيرٌ بشكلٍ خاص على الأطفال،.
فالطفلُ الذي يبتلعُ كميةً كبيرة من الرصاص قد يُصابُ بفقرِ الدّم وبألم البطن الحادّ وبضعفِ العضلات وبأذية في الدماغ، وحتى المستويات الدنيا من الرصاص لها علاقةٌ بتدني معدلات الذَّكاء.
المعروف على الرصاص انه لا توجد لديه تركيزات آمنة في الدم فوجد انه حتى بتراكيز متدنية سبب في مشاكل وهبوط مستوى الذكاء لدى الأطفال.
هذه الحملة التي قامت بها منظمة الصحة العالميو وحلفائها جاءت بعد النجاحات التي حدثت في التخلص تدريجياً من البنزين الحاوي على الرصاص في معظم دول العالم الأمر الذي ساهم غلى حد كبير في تخفيض مستويات تركيز الرصاص في الدم في الأفراد.
التحالف العالمي للتخلص من الطلاء المحتوي على الرصاص
لكل ما سبق قامت منظمة الصحة العالمية بأنشاء التحالف العالمي للتخلص من الطلاء المحتوي على الرصاص هو مبادرة تعاونية – بقيادة مشتركة من قِبَل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
تركَّز على وتحفز الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الدولية الرامية إلى منع تعرض الأطفال للرصاص من الدهانات المحتوية عليه، وتقليل التعرض المهني للطلاء المحتوي على الرصاص.
وهدفها الرئيسي هو التشجيع على التخلص التدريجي من تصنيع وبيع الدهانات المحتوية على الرصاص، وصولاً إلى القضاء على المخاطر التي تشكلها هذه الدهانات. فالرصاص هو واحد من عشر مواد كيميائية تشكل مصدر قلق رئيسي في مجال الصحة العامة.
اترك تعليقاً