الفقر وسوء الحالة الإقتصادية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة
كان الفقر والأمراض المعدية عبر التاريخ شيئين مترافقين معا، فأينما يكون الفقر تزدهر معه الأمراض المعدية، فالأحياء الفقيرة التي يسكنها الفقراء تكون بيوتها متهالكة وغير صحية ومزدحمة مع الجيران مع قلة أو إنعدام مصادر المياه النظيفة للشرب والغسيل وعدم وجود شبكة صرف صحي سليمة أو أن وجدت فتكون متهالكة وبها تسربات في جدران المباني القديمة مكونة برك ومستنقعات مياه سوداء في طريق العابرين بتلك الأحياء مع أفتقار المكان لخذمات النظافة المستمرة ونقل النفايات الدوري، كل هذه عوامل تساعد في تكاثر الحشرات والقوارض ونواقل الأمراض الأخرى وبتالي تساهم في أنتشار الأمراض المعدية بين القاطنين في تلك الأحياء السكانية.
في كل عام يموت الكثير من الأطفال والبالغين نتيجة لعدم الحصول على مياه الشرب النظيفة وسوء الصرف الصحي. وقد انتشرت العديد من الأمراض ذات الصلة بالفقر (Diseases of poverty) نتيجة لعدم كفاية الحصول على مياه الشرب النظيفة. وفقا لليونيسيف، يموت 000 3 طفل كل يوم، في جميع أنحاء العالم بسبب تلوث مياه الشرب وسوء الصرف الصحي. المياه النظيفة ضرورية للطهي والتنظيف والغسيل لأن الكثير من الناس على اتصال مباشر مع مسببات الأمراض من خلال طعامهم، أو أثناء الاستحمام أو الغسيل.
التقديرات تقول أن ثلث سكان العالم يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الأدوية الأساسية بأنتظام، حيث ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 50% في أفقر أجزاء أفريقيا وآسيا. وحتى لو كانت االأدوية متاحة، فإن ضعف مراقبة الأدوية قد يعني أنها غير فعالة أو مزيفة. تقرير استراتيجية الأدوية لمنظمة الصحة العالمية 2002-2003
حول العالم يوجد أكثر من 884 مليون إنسان لا يستطيع لوصول للمياه النظيفة وثلاث أضعاف هذا الرقم لا توجد لديهم خذمات صرف صحي أساسية، وحوالي 2 مليون وفاة في السنة بسبب أستعمال مصادر مياه غير نظيفة، والعدد الأكبر من الوفيات هم أطفال يموتون بسبب الأسهال في الدول الفقيرة.
الإنسان في الدول الفقيرة غالباً يعاني من أكثر من مرض معدي لأن الفقر ينتج عنه العديد من الأمراض المعدية، أمراض مزمنة مثل الإيدز والملاريا والسل وتليف الكبد والعدوى البكتيرية والفيروسية المعوية والتنفسية بالإضافة لأمراض الطفيلية مثل الديدان المعوية والأسهال وغيرها. فنجد في الدول الفقيرة ان أكثر الوفيات هي بسبب أمراض مثل الألتهابات الرئوية والأسهال المعوي والملاريا للأطفال تحت عمر الخمس سنوات. كما أن سوء التغذية تؤدي إلى خفض قوة الجهاز المناعي للأطفال الذي يؤثر على قدرة الجسم على مقاومة العدوى وبالتالي تحدث إصابات بالأمراض المعدية، ففي البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، تظهر علامات جسدية على سوء التغذية في أكثر من 35% من أجمالي الأطفال وهذه بيئة مناسبة لأنتشار الأمراض المعدية بينهم.
كما ان الأجهاد والأرهاق في الأعمال التي يمارسها الفقراء مع ضعف التغذية يزيد من تفاقم الأمراض المعدية، ايضا وجود بعض الأعمال التي تنتشر بكثرة في أوساط الفقراء بسبب الظروف الأجتماعية مثل العمل في مجال الجنس والدعارة كلها عوامل مساعدة في انتقال الأمراض المعدية.
كان الفقر والأمراض المعدية عبر التاريخ شيئين مترافقين معا، فأينما يكون الفقر تزدهر معه الأمراض المعدية وتكتر فيه الإصابات بالميكروبات المعدية.
على الصعيد العالمي، تعتبر الأمراض الرئيسية الثلاثة الإيدز والملاريا والسل هي أهم الأمراض المتصلة بالدول الفقيرة. يمثل الإيدز في البلدان النامية حوالي 95% من انتشار الإيدز على الصعيد العالمي، و 98 من حالات الإصابة بالسل النشط وحوالي 90% من حالات الوفيات الناجمة عن الملاريا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتمثل الأمراض الثلاثة معا 10% من الوفيات العالمية.
الدول النامية تعاني من عدة عقبات في النظام الصحي بصفة عامة، فتجد ضعف شديد في الخذمات الصحية التي تقدم للمواطنين أو بعد المسافات عن أقرب المراكز الصحية لتقديم الخذمات لهم مع نقص أو إنعدام وجود الدواء الجيد، أو في حالة توفر الدواء تكون الأدوية المستعملة غير ذات فعالية وذلك بسبب ضعف الميزانيات المخصصة من الدولة لهذا القطاع، هذه الخذمات الضعيفة تساهم في إنتاج ميكروبات أكثر مقاومة لأدوية وبالتالي تؤدي لأمراض أكثر شراسة مثل السل والملاريا والإيدز.
يوجد أكثر من 884 مليون إنسان حول العالم لا يستطيع الوصول للمياه النظيفة وثلاث أضعاف هذا الرقم لا توجد لديهم خذمات صرف صحي أساسية، وحوالي 2 مليون وفاة في السنة بسبب أستعمال مصادر مياه غير نظيفة، والعدد الأكبر من الوفيات هم أطفال يموتون بسبب الأسهال في الدول الفقيرة.
References:
Diseases of poverty, Wikipedia, the free encyclopedia
UNICEF (Water). Archived April 9, 2008.
Piwoz, Ellen G.; Preble, Elizabeth A. (December 2000). “HIV/AIDS and Nutrition: A Review of the Literature and Recommendations for Nutritional Care and Support in Sub-Saharan Africa”. Washington DC: Academy for Educational Development.
Michael Eisenstein. (2016). Poverty and pathogens . Nature, Vol 531, S62,7 m a r c h 2 0 1 6. Macmillan Publishers Limited
WHO/WPRO-Poverty Issues Dominate RCM
“HIV/AIDS and Poverty”. UNFPA State of World Population 2002. UN Population Fund.
Access to Clean Water and Sanitation Pose 21st-Century Challenge for Millions” JAMA2004;292(3) 318-320.
Philip Stevens. (2004). Diseases of poverty and the 10/90 Gap. International Policy Network
WHO. (2003). World Health Report.
WHO, Medicines Strategy Report 2002–2003
World Bank Group & Unicef. (2016). Ending Extreme Poverty: a Focus on Children.
George a Kaplan. (2009). The Poor Pay More—Poverty’s High Cost to Health.
WHO. Poverty and health. http://www.who.int/hdp/poverty/en/
عوامل جديدة أثرت في علاقتنا بالميكروبات الممرضة:
في سلسلة من المقالات التالية سأناقش بعون الله العوامل الجديدة الأخرى التي ظهرت على السطح ولم تكن موجودة في الماضي وكان لها اُثر الأكبر في زيادة الأحتكاك بين الإنسان والميكروبات الممرضة وبالتالي في أنتشار العديد من الأمراض الوبائية في مناطق وبلدان جديدة لم تكن تحدث بها تلك الأمراض في السابق. عناوين هذه المقالات مدروجة تحت وسيكون عرضها في الموقع في مدد زمنية متفاوتة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع:
- العولمة والميكروبات الممرضة.
- العالم القرية الصغيرة.
- تأثير النزوح والهجرات البشرية والصراعات المسلحة والحروب الأهلية في انتشار الميكروبات الممرضة.
- الحركة التجارية للمنتجات الغذائية بين دول العالم وانتشار الأمراض المعدية.
- تغير المناخ العالمي وعلاقته بالميكروبات الممرضة.
- الإضطربات في النظم الإيكولوجية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة.
- الفقر وسوء الحالة الإقتصادية وعلاقتها بالميكروبات الممرضة.
- حدوث الطفرات الجينية والميكروبات الممرضة.
اترك تعليقاً