نفايات الأطعمة في المستشفيات
Hospitals Food Waste
معظم النفايات التي تنتج في المستشفيات هي نفايات عامة (80%) شبية للنفايات المنزلية (Household waste) من ورق وكرتون وبلاستيك ومعادن وزجاج وأطعمة ناتجة من الأقسام العلاجية ومن المكاتب الأدارية والمخازن والمطبخ والمطعم وصالة الأكل والكافتيريا، وباقي النسبة من نفايات المستشفى الناتجة (20%) تعتبر نفايات طبية خطيرة لأحتواها على العوامل المعدية والكيماويات الضارة والأدوية صيدلانية وغيرها من النفايات البيولوجية الخطيرة.
كمية النفايات العامة بالمستشفيات الشبيه للنفايات المنزلية تعتمد على حجم المستشفى فكلما زادت أعداد الآسرة والمرضى زاد إنتاج النفايات العامة، وسنتكلم في هذه المقالة عن نوع معين من النفايات العامة في المستشفى وهي نفايات الأطعمة (Hospitals Food Waste)، حيث أن نسبة هذه النفايات تقريبياً هي 10% من أجمالي النفايات العامة.
من أين تأتي نفايات الأطعمة في المستشفيات؟ وماهي أنواعها؟
تأتي نفايات الأطعمة من عدة مصادر في المستشفيات من بقايا أطعمة المرضى والعاملين وبقايا تحضير الغذاء في المطبخ والمقاهي وهي عادة تنقسم إلى عدة أنواع كالتالي:
النوع الأول- الأطعمة التي لم تقدم للمرضى (Unserved Food Waste):
وهي الأطعمة الباقية والزائدة من تحضير الغذاء للمرضى في المطعم الرئيسي ولم يتم تقديمها للمرضى في الأقسام الأيوائية وهي عادة موجودة في أواني المطبخ ويتم التخلص منها مباشرة.
النوع الثاني- الأطعمة التي لم يلمسها المريض (Untouched Food Waste):
وهي الأطعمة التي لم يلمسها المريض وبقت على حالها لعدة أسباب منها رفض المريض أكلها بسبب حالته الصحية أو أن المريض قد خرج من المستشفى أو تم نقله لقسم أخر أو عدة أسباب أخرى.
النوع الثالث- الأطعمة التي لم تؤكل (Uneaten plate waste):
وهي الأطعمة التي بقت في صحونها ولم يأكلها المريض أو أكل البعض وترك البعض بعد أنتهاء فترة الغذاء.
النوع الرابع- نفايات الأطعمة المستبعدة (Food Waste Have No Value):
وهي بقايا الأطعمة التي ليست لها قيمة والتي استعملت في تحضير الغذاء للمرضى ويراد التخلص منها مثل بقايا الخضروات (كشرائح البصل والطماطم والبطاطا وغيرها)، وبقايا العظام بعد نزع اللحم منها وكذلك بقايا الأسماك.
النوع الخامس- نفايات الأطعمة من الكافتيريات والمقاهى (Cafeteria Food Waste):
بقايا أطعمة الناتجة من الكافتيريا أو المقهى بالمستشفى مثل الحلويات أو سندوتشات أو النفايات الأطعمة ناتجة من تحضير الأكل السريع بالمقهى.
هل توجد هناك مشكلة حول تراكم نفايات الأطعمة في المستشفيات؟
مشكلة تراكم نفايات الأطعمة أصبحت مشكلة عالمية تعاني منها معظم دول العالم وخاصة الدول الغنية على الرغم من وجود دول في أفريقيا وأسيا إلى حد الأن تحدث بها مجاعات ونقص في الغذاء وخاصة في مواسم الجفاف وإنقطاع الأمطار أو في فترات حدوث الفيضانات أو الأعاصير والكوارث الطبيعية، حيت قدرت منظمة الغذاء والزراعة العالمية (الفاو) أن ما يضيع من الأطعمة كنفايات سنوياً على مستوى العالم يصل إلى 1.3 بليون طن وهو يشكل نسبة ثلث الأنتاج العالمي من الغذاء وهذه الكمية من ناحية الإقتصادية تعني خسائر مالية ضخمة تصل إلى 750 بليون دولار. في دول الاتحاد الأوروبي وحدها يصل حجم نفايات الأطعمة سنوياً إلى 88 مليون طن (بمعدل 173 كيلوجرام من نفايات الأطعمة لكل شخص واحد) وخسائر مالية بسبب ذلك تصل إلى حوالي 143 بليون يورو سنوياً.
ليست الدول الغنية هي فقط التي تعاني من مشكلة تراكم نفايات الأطعمة ففي مقالة ذكرت أن حوالي 25% من الأطعمة يتم التخلص منها كنفايات في دولة غانا بغرب أفريقيا على الرغم من وجود فقر شديد في البلاد، حيث ذكر البنك الدولي واليونسيف أن 25% من المواطنين الغانيين تحت مستوى الفقر وأن 3.5 مليون طفل يعيشون في حالة فقر منهم 1.2 مليون طفل يعيشون في بيوت وليست لديهم أطعمة كافية تكفيهم، غير أن المهتمين بهذا المشكلة ذكروا أن تقليل من نسبة نفايات الأطعمة فقط بنسبة 15% كفيل بتوفير أطعمة لحوالي سبعة مليون مواطن غاني كل سنة.
كما يسبب تراكم ومعالجة والتخلص من تلك الكميات الضخمة من نفايات الأطعمة في المكبات والمطامر مشاكل وأضرار بيئية لا حصر لها أهمها إنبعاث غازات الميثان وهي أحدى أهم الغازات المسببة لظاهرة البيوت الزجاجية (Greenhouse Gas) والتي سببت في التلوث الجوي وساهمت في عدم أستقرار الطقس وظهور مشكلات التغير المناخ العالمي (Global Climate Change) التي أدت إلى كوارث طبيعية متطرفة جدا مثل حدوث تسونامي والأعاصير المتكررة ودوبان الجليد وأرتفاع مستوى البحر والفيضانات والجفاف والتصحر وغيرها من الكوارث الطبيعية التي أصبحت تحدث بكثرة خلال الثلاث العقود الماضية.
ماهي كمية نفايات الأطعمة في المستشفيات؟
تختلف كمية نفايات الأطعمة الناتجة في المستشفيات من دولة إلى أخرى بسبب الحالة الأقتصادية للدولة فهناك أختلاف كبير بين الدول الغنية والدول الفقيرة في حجم مصروفاتها على تغذية مرضاها، وايضا يعتمد على حجم المستشفى وعدد المرضى التي يتعامل معه مطبخ المستشفى ويعتمد أيضا على الإجراءات المتخذة خلال تحضير الغذاء. بعض الدراسات توصلت إلى تحديد كمية ما ينتجه المريض الواحد في اليوم من نفايات الأطعمة، ففي دراسة أيرلندية أن كمية النفايات الأطعمة الناتجة عن النزيل الواحد في اليوم الواحد هي 0.73 كيلوجرام، فبهذه يمكن تقدير كمية ماينتجه المريض الواحد من نفايات الأطعمة خلال السنة.
حسب تقديرات بعض الدراسات أن نفايات الأطعمة في المؤسسات والمرافقالصحية في الأتحاد الأوروبي حوالي 4 % إلى 65 % من أجمالي الأطعمة التي تحضرللمرضى، وهذه النسبة تختلف من دولة إلى أخرى ففي هولندا وجد أن 25 % من الغذاءالذي يتم تجهيزه للمرضى بالمستشفيات يصبح نفايات، وفي المملكة المتحدة حوالي 25 %،وفي فرنسا 20%، ففي المستشفى المركزي بمدينة لي مينس الفرنسية (Le Mans) يتم إنتاج حوالي 15 طن من نفايات الأطعمة من المطبخ الرئيسي ، 14 الطن من الكافتيرياتوحوالي 7 طن من الأطعمة الزائدة بعد تحضير الوجبات كل سنة. وفي أسبانيا يقدممستشفى الجامعي لابازا بمدريد حوالي 440 ألف وجبة غذائية للمرضى والعاملين ينتج عنهه 40- 59 طن مننفايات الأطعمة سنوياً.
أما في ألمانيا فقدرت كمية الأطعمة التي ترمى كنفايات من المستشفيات بصفة عامة إلى 65 ألف طن سنوياً، وفي أيرلندا 2.9 ألف طن سنوياً وفي البرتغال تصل كمية نفايات الأطعمة 8.7 ألف طن وهي تعني خسارة مالية تصل إلى 35.3 مليون يورو.
أما في ولاية نيويورك الأمريكية التي تحتوي على أكثر من 220 مستشفى وحوالي 630 مؤسسة عناية صحية (Nursing Homes) قدرت كمية نفايات الأطعمة التي يتم إنتاجها بحوالي 550 طن خلال أسبوع واحد فقط غالبيتها تذهب للمكبات العامة للتخلص منه.
بصفة عامة العديد من الدراسات ناقشت تراكم هذا النوع من النفايات من حيث التكلفة المادية وإمكانية التقليل من كميات المنتجة وبالتالي من الخسائر المالية، حيث أكدت الدراسة الأيرلندية أن نسبة 37%- 49% من حجم الأطعمة التي يتم تحضيرها في مطعم المستشفى لا تؤكل من قبل المريض وتنتهى كنفايات عامة، وهذا من ناحية إقتصادية تعتبر خسارة مالية كبيرة للدولة يمكن تفاديها بتطبيق عدة إجراءات تنظيمية وأيضا للحد من الأضرار السلبية على البيئة التي قد تنتج عن عمليات التخلص منها أو معالجة هذه الكميات الكبيرة من النفايات.
هل يمكن التقليل أو الحد من نفايات الأطعمة في المستشفيات؟
في الأونة الأخيرة وبسبب حجم هذه المشكلة والخسائر المالية والأضرار البيئيةالتي يمكن تفاديها أطلقت عدة دول برامج وطنية تدعو للتقليل من حجم النفاياتالأطعمة التي يتم هدرها والتخلص منها في المكبات العامة بهدف التقليل من الكمياتالتي تحرق أو تردم لتقليل من غاز الميثان وايضا مساعدة في تغذية المحتاجين. منضمنها برنامج وضعته المنظمة الأمريكية (The EPA’s Green Healthcare Program) تحت أسم “أطعمة أقل تذهب للمكبات”لدعم وكالات حماية البيئة بالإجراءات والخطط على مراحل التي من شأنها مساعدةالمستشفيات في التقليل من إنتاجها للنفايات الأطعمة بحيت لا تتأثر الخدمات التيتقدمها للمرضى والطواقم الطبية لديها. وأيضا التقليل من التكلفة المادية التي كانتتذهب سدى في تحضير كميات كبيرة من الأطعمة الغير ضرورية والتقليل من تكلفة أجرةالعاملين في المطبخ من طباخين ومساعدين وغيرهم. وأيضا التقليل من الأضرار البيئيةالناتجة من حرق أو ردم كميات كبيرة وإنبعاث الغازات الضارة.
في الأونة الأخيرة وبسبب حجم مشكلة تراكم نفايات الأطعمة والخسائرالمالية والأضرار البيئية التي تنتج عنها أطلقت عدة دول برامج وطنية تدعو للتقليلمن حجم النفايات الأطعمة التي يتم هدرها والتخلص منها في المكبات العامة بهدفالتقليل من الكميات التي تحرق أو تردم لتقليل من غاز الميثان وايضا مساعدة فيتغذية المحتاجين.
ما هي الخطوات الرئيسية التي تستطيع بها المستشفيات التقليل من نفايات الأطعمة؟
هناك دعوات ملحة وطلبات مستمرة في العالم موجهة إلى جميع الأنشطة الإنسانية بدون إستثناء للحد والتقليل من مساهمتها في زيادة الغازات الضارة للغلاف الجوي بما فيها المستشفيات والمرافق الصحية والمؤسسات الطبية عبر التقليل من إنتاج النفايات بما فيها نفايات الأطعمة بالتالي تنقص كمية تلك الغازات الضارة ويتم تعافي الغلاف الجوي لكوكب الأرض الذي تضرر كثيرا وأصبحت أضراره واضحة كبروز ظواهر تغير المناخ وغيرها وتأثراتها الضارة على كل مناحي الحياة على الكوكب.
باستخدام برامج معينة لإدارة النفايات الغذائية في المستشفيات يمكن تتبع النفايات والتعامل معها بحيث نصل إلى تكاليف مالية أقل وخدمات أفضل مع رضا واستحسان أكثر من مرضى. وهذه بعض الخطوات الرئيسية التي يمكن اتخاذها لإدارة نفايات الأطعمة في المستشفيات:
1- معرفة مقدار النفايات المتولدة
قبل البدء في إجراء تغييرات على طريقة التعامل مع النفايات، يجب أن تلقي نظرة عن كثب على مقدار النفايات التي ينتجها المستشفى، فهذا يساعد كثيرا في معرفة الوضع العام، فنحن نحتاج لمعرفة كمية النفايات ومن أين تأتي النفايات (مصدر إنتاجها) فليس دائما المطبخ هو المصدر الرئيسي فقط، يمكن أن تتولد من الكافتيريات وصالات الطعام وغرف الاستراحة للعاملين ومكاتب الموظفين وغرف الأنتظار وغيرها.
بمجرد تعقب مصدر النفايات يمكن حينها فرز الأطعمة الزائدة إلى فئات مختلفة، بما في ذلك الغذاء القابل للتبرع به وإعطائه لمؤسسات أخرى (مثل مؤسسات الأصلاح وإعادة التأهيل “السجون”) وجمعيات خيرية محلية في حاجة إليه (مثل دور رعاية المتشردين والمتسولين)، أو إلى نفايات عضوية قابلة للتحول لسماد عضوي أو إلى نفايات غير قابلة لإعادة التدوير.
2- تقرر ما يمكنك القيام به مع النفايات
وفقا للعديد من المراجع، هناك عادة ثلاث خيارات رئيسية عندما يتعلق الأمر بما يجب عمله مع نفايات الطعام في المستشفيات: الأول ينطوي على التبرع بالمواد الغذائية الزائدة إلى الجمعيات الخيرية المحلية، الأمر الذي لا يفيد المتلقين فحسب، بل يعزز سمعة المستشفى في المنطقة. والثاني هو استخدام برامج التسميد العضوي (Compositing Food Waste)، سواء كانت بداخل أو خارج موقع المستشفى. هناك العديد من الدول التي وضعت برامج وأجهزة فنية خاصة للتعامل مع النفايات الغذائية وتحويلها لسماد عضوي أو مخصبات (Fertilizer) تستخدم في تقوية النباتات الزينة والزهور في حدائق المستشفي، ويمكن أن يؤدي التعاون مع شركات محلية أخرى للإستفادة من هذه الأسمدة العضوية والمخصبات أو التعاون معها إذا كانت لديها وحدات لتصنيع الأسمدة العضوية والمخصبات فيمكن حينها نقل الأطعمة لها. وأخيراً، يمكن التبرع ببعض الفضلات الغذائية للمزارعين كمخزون غذائي للحيوانات – ولكن فقط النفايات الغذائية التي لا تشمل اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى مع الالتزام ببروتوكولات السلامة. ويمكن أن يتم التنسيق مع قسم الصحة الحيوانية في المدينة للمزيد من المعلومات.
من القصص الناجحة في هذا السياق، ما قام به مستشفى في مدينة كولوون في هونج كونج الذي يتعامل يومياً مع كمية نفايات أطعمة تصل إلى 400- 500 كجم بما فيها نفايات أطعمة مستشفى عيون قريب ومستشفي أخر، حيث يقوم بواسطة جهاز (food waste decomposer) بتحويل النفايات إلى مخصبات نباتية سائلة (liquid fertilizer) بطريقة التخمير (fermentation) باستعمال أنزيم خاص تحول نفايات الأطعمة المرضى والتي معظمها يتكون من الأرز والخضار وبقايا الفاكهة في خلال 24 ساعة إلى سوائل شفافة من المخصبات، يتم توزيع مائة لتر من المخصبات كل يوم في حديقة المستشفى والباقي يتم التخلص منه عبر شبكة الصرف الصحي كسوائل.
3- وضع إجراءات للحد من النفايات
بوضع برنامج سليم لتقديم الوجبات الغذائية يمكن أن يساعد هذا المستشفى في خفض مخلفات الطعام عن طريق ضمان طلب الوجبة المناسبة وفي الوقت المناسب والأبتعاد عن الوجبات الأقل شعبية. أيضا يمكن أن يساعد موظفي المستشفى المرضى على اختيار وطلب وجباتهم فهذا يساعد كثيرا في خفض كمية النفايات، وينبغي تقديم الطعام بطريقة جذابة في بيئة مواتية لتناول الطعام. كما تعد خدمات الوجبات المرنة التي تلبي احتياجات المرضى الفردية مهمة أيضًا ، فضلاً عن تقديم الوجبات بسرعة دون أي تأخير.عندما تأخذ الوقت الكافي لتقييم أنتاج نفايات الأطعمة في المستشفى وتحديث برنامج الرعاية الصحية الخاص بك ، يمكنك تقليل كمية الطعام والأموال التي فقدتها من منشأتك بشكل كبير.
بعض المستشفيات وبهدف التقليل نفايات الأطعمة التي تذهب للمكبات استخدمت جهاز للهضم النفايات العضوية (Aerobic Digesters) وهو عبارة عن صندوق من الحديد الصلب غير قابل للصداء يستخدم البكتيريا اللاهوائية لهضم نفايات الأطعمة الزائدة وتحويلها للسوائل بحيث يمكن التخلص منها عبر شبكة الصرف الصحي. ميزة هذه الطريقة أنها تقلل كثيرا من كميات النفايات الأطعمة الصلبة التي تذهب للمكبات العامة وبالتالي الأقلال من إنبعاث غازات الميثان للغلاف الجوي.
هل هناك قصص نجحت في التقليل من نفايات الأطعمة؟
نعم، العديد من المستشفيات في الدول الغربية سعت إلى التقليل من حجم نفايات الأطعمة بهذف التقليل من التكلفة المادية وللحد من الأضرار البيئية من وراء طرق المعالجة والتخلص من تلك النفايات، هذه بعض قصص نجاح مستشفيات في التقليل من حجم نفايات الأطعمة:
1- نجح المستشفى الجامعي وعياداته في أيوه الأمريكية (The University of Iowa Hospitals and Clinics) بخفض حوالي 40% من نفايات الأطعمة في سنة 2013 بحدف كل الأطعمة الغير مرغوبة من المرضى في لائحة أطعمة المستشفى (less-popular menu items) وأيضا بمنع أعطاء أغذية إضافية للمرضى، بهذا قلت كمية النفايات التي تذهب للمكبات العامة وبذلك قلت نسبة غاز الميثان المنبعث منها وبالتالي قلت نسبة الغازات المسببة لظاهرة البيوت الزجاجية (Greenhouse). كما زاد المستشفى من تبرعاتها للجمعيات الخيرية المحلية بالمنطقة التي تجمع وتوزع الطعام على المحتاجين والمتشردين بحوالي 647 رطلاً من الطعام وقد قفز هذا الرقم إلى 2300 في عام 2013 ولدى المستشفى موظفين مختصين يشرفون على التبرعات والتنسيق مع الجمعيات الخيرية، وثلاجة ومجمد مخصص للطعام المتبرع به ، وجدول زمني محدد.
2- تمكن مستشفى دنمركي (Hvidovre Hospital) بواسطة تحسين تقديم خذمات الوجبات الغذائية للمرضى بطريقة جديدة وكذلك الأشراف الجيد على تحضير الأطعمة في المطبخ من تفادي 40 طن من نفايات الأطعمة في السنة وبالتالي من تفادي خسائر مادية كبيرة وأضرار بيئية سيئة بسبب معالجة هذه الكميات الكبيرة. أما الأموال التي أستفيد منها من هذا البرنامج فأستعملت في تحسين جودة الطعام في المستشفى وطرق تقديم خذمات أفضل للمرضى.
3- يشتغل في المستشفى البريطاني (Freeman Hospital) في نيوكسل حوالي 4000 موظف، ويقدم المستشفى لهم وللمرضى وجبات غذائية تصل إلى 20 ألف وجبة سنويا مع نسبة نفايات أطعمة فاقدة فقط 6% وهي نسبة قليلة جدا بالمقارنة بالمستشفيات الأخرى وذلك بسبب سياسته التي اتبعها وهي:
أ- التحكم في طريقة طلب الوجبات فالمريض يطلب وجبته قبل 12 الساعة وهذا يعطي وقت جيد للعاملين للطلب المشتريات الضرورية وتنظيم طريقة تحضير الغذاء له وهذا التنظيم كان بسبب حسن التواصل بين العاملين في المطبخ والأقسام العلاجية، بهذه الطريقة أصبحت كمية نفايات الأطعمة قليلة جدا من الوجبات. كما استحدت نظام حجمين فقط من الوجبات الغذائية حجم صغير للمرضى كبار السن تزودهم بكل التغذية والطاقة اللازمة لهم والأخرى للمرضى الأخرين وبذلك تمكنوا من تفادي إنتاج نفايات إضافية.
ب- أما النفايات الأطعمة التي تنتج بعد تطبيق برنامج التحكم في الوجبات الغذائية فقد استخدم جهاز هضم بيولوجي (Bio-Digesters) لمعالجتها بحيث لا يتم إرسال نفايات للمكبات فقط سوائل يمكن تصريفها عبر شبكة الصرف الصحية.
عادة هناك ثلاث خيارات رئيسية عندما يتعلق الأمر بما يجب عمله معنفايات الطعام في المستشفيات، أولاً: التبرع بالمواد الغذائية الزائدة إلى الجمعياتالخيرية المحلية، ثانياً: استخدام برامج التسميد العضوي، ثالثاً: التبرع ببعضالفضلات الغذائية للمزارعين كمخزون غذائي للحيوانات.
وأخيرا، لاهمية مشكلة تراكم نفايات الأطعمة بالمستشفيات أصبح برنامج الحد والتقليل من نفايات الأطعمة شيء أساسي ومهم جدا بسبب الأثار البيئية والتكلفة الأقتصادية الناتجة عنه، فتكونت في بعض الدول الغربية شركات إستشارية متخصصة لها خبرة واسعة تهتم بمساعدة المستشفيات ومراكز العناية بالمرضى في وضع مخطط عمل شامل الهدف منه التقليل من إنتاج نفايات الأطعمة بقدر الإمكان والحد من الخسائر المالية عبر دراسة المرفق الصحي ومعرفة أوجه القصور به وأسباب المشكلة وأختيار أفضل الطرق التي تتناسب وتتماشى معه بدون الإخلال بجودة الخدمات المقدمة للمرضى وفي نفس الوقت سيكون الفائدة من الناحية البيئية للحد من تراكم النفايات في المكبات والحد من الإضرار الصحية والبيئية لمعالجة تلك النفايات.
References:
FAO (2017). Food wastage: Key facts and figures.
FAO (2011). Food wastage footprint & climate change.
Health Care Without Harm. www.noharm-europ.org
HCWH Europe (2016). Food waste in European Healthcare settings. www.noharm-europ.org
Hvidovre Hospital avoided 40 tons of food waste per year. (ec.europa.eu).
How can hospitals reduce food waste? September 25, 2013
Stephen Mally (2014). University of Iowa Hospitals and Clinics reduces food waste. The Gazette, February 22, 2014
Maureen McKinney (2015). Best Practices: How hospitals can waste less food. July 4, 2015
NADIA AL-FAWAZ (2015). Need to reduce food waste: Experts. Arab News.24 March 2015
Hong Kong hospital turns food waste into plant food, South China Morning Post, https://www.scmp.com/frontpage/international
NYS Food System Sustainability clearinghouse. https://www.rit.edu/affiliate/nysp2i/food/
Ghanaian chef aims to cut food waste and feed the hungry, https://www.thenational.ae/
Three Tips for Reducing Food Waste, https://www.sorianthealthcare.com/
بعض النصائح الإضافية من شأنها المساعدة في الإقلال من إنتاج نفايات الأطعمة في المستشفيات:
1- أعطى المسئوليات
هل لديك موظفين مسئولين عن شراء الأطعمة ومكوناتها؟ وهل هم يقومون أيضا بأعداد لائحة المشتريات للمطبخ والكافتيريا وغيرها؟. هل هولاء الموظفين يقومون أيضا بتعقب وحساب كمية نفايات الأطعمة الناتجة من تقديم الخدمات للمرضى والموظفين؟.
فوجود مثل هولاء ومن خلالهم تستطيع إجراء الكثير من الأمور التي تساهم في تقليل إنتاج النفايات الأطعمة في مؤسستك.
2– اختيار الطريقة المناسبة لمؤسستك
ماهي الطريقة التي تستخدمها مؤسستك لقياس كمية النفايات الأطعمة؟ إذا كانت لا توجد طريقة على الأطلاق فهذه فرصة جيدة لأنقاد مؤسستك من خسائر مالية كثيرة بإختيار طريقة جديدة وفعالة، أما إذا كانت مؤسستك لديها طريقة قديمة فحاول أن تسعى للتطويرها وتحسينها لتكون أكثر فاعلية.
طرق القياس الأولية للنفايات الأطعمة:
- التقديرات من خلال الرؤية المباشرة والملاحظة عن كثب.
- التركيز على الخسائر المالية من نفايات الأطعمة.
- · وزن نفايات الأطعمة.
- ملاحظة نفايات الصحون والأطباق.
- ملاحظة وجبات الأطعمة الغير مستهلكة.
3- التعرف على أسباب أنتاج نفايات الأطعمة
في حالة تأكدكم أن هناك مشكلة في مؤسستكم بخصوص تراكم نفايات الأطعمة، فمن واجبك فهم لماذا يحدث هذا؟. بمعرفة السبب الرئيسي تستطيع تنظيم استراتيجيتك لتقليل من إنتاج النفايات.
بعض الأسباب من وراء إنتاج نفايات الأطعمة:
- إشتراء الكمية الخطاء من الأطعمة، فبعض الأطعمة عمرها قصير اذا لم تستهلك بسرعة ستنتهي كنفايات.
- لا يوجد تنظيم وتحكم دقيق ومراقبة فيما يخص قوائم المشتريات من قبل الموظفين المخولين بذلك.
- عدم معرفة إحتياجات المرضى، فقد يكون تراكم نفايات الأطعمة لها علاقة بحالة وصحة المريض الطبية.
لا يمكن أن نرفع مستوى الخدمات الصحية بدون التعامل مع المخلفات بتدويرها
وترشيد الاستهلاك والمحافظة على البيئة..