مريض فيروس الإيبولا والتخلص من المخلفات الطبية في الولايات المتحدة
خلال أنتشار مرض فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا وإصابة ثلاثة أمريكيين تم علاجهم في أمريكا وتسجيل إصابة خمسة أخرين تم علاجهم في أفريقيا أصبح هنالك خوف كبير من انتشار الفيروس في الولايات المتحدة رافق ذلك ضجة إعلامية قوية في الاوساط الأعلامية ضد استعدادت الدولة المثمتلة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الجهة الرسمية التي تتعامل مع انتشار الأوبئة والأمراض فقام المركز بتنسيق خطة على مستوى كل الولايات لمجابهة المرض.
من ضمن النقاط المهمة التي تطرقت لها الصحافة حول هذا المرض في تلك الفترة هي الكمية الكبيرة من المخلفات الطبية التي ستنتج عن العناية بمريض فيروس الإيبولا لأن كل ماينتج عن المريض سيكون معدي ولا يمكن اعادة استخذامه، فقد ذكر الكاتب مونت مورين في مقاله عن التخلص من المخلفات الطبية لمريض الإيبولا (Another Ebola challenge: Disposing of medical waste) لمجلة لوس انجلوس تايمز (Los Angeles Times) أن المريض الواحد في أمريكا ينتج عنه مخلفات طبية تصل إلى 208 كيلوجرام كل يوم (55جالون) من ملابس الوقاية الشخصية والقفازات والملابس الطبية والكممات والأقنعة والأحذية الثقيلة وهذه يتم ارتداها ونزعها قرب سرير المريض أم المخلفات التي يتم التخلص منها مثل الأدوات ذات الاستعمال الواحد والورق والكرتون التعبئة والتغليف، الاكواب والصحون والأغطية لسرير المريض وللمريض نفسه، الفوط والوسادات وكل قطع القماش وغيرها التي تستعمل في تنظيف والعناية بالمرض. حتى الستائر بحجرة المريض، والشاشات الخصوصية (privacy screens) وفراش المريض كذلك في نهاية المطاف يتم التعامل معها على أنها النفايات الطبية الملوثة ويجب التخلص منها.
208 كجم/سرير واحد/اليوم الواحد رقم كبير جدا بالمقارنة بما ينتجه المريض في الظروف العادية 7-10 كجم/سرير الواحد/اليوم الواحد، فأصبح التعامل مع المرضى المصابين بالأيبولا أوالمتوقعين إصابتهم كابوس بالنسبة للمستشفيات الأمريكية بعد حدوث ثلاث إصابات، فالتعامل مع نفايات المريض المحملة بالفيروس المعدي وعدم الإصابة منه هو تحدي قانوني ولوجستي لكل مستشفيات الولايات المتحدة لأنها أصبحت تتوقع حدوث زيارة محتملة بالفيروس
كما ذكر الكاتب بأن هذه الأمر سيكون مشكلة في بعض الولايات مثل ولاية كاليفورنيا وسبع ولايات أخرى والتي تمنع عملية الحرق بالرغم من أن مركز مكافحة الأمراض يوصي بضرورة التخلص من مخلفات مريض الإيبولا عن طريق تدمير الميكروب بالكامل بواسطة الحرق او التعقيم بالأتوكليف فالبعض منهم يستعمل في الميكرويف والبعض يستخدم في الأتوكليف ولكن على نطاق ضيق. ايضا جمع وتخزين ونقل والتخلص من هذه المخلفات تعتبر مشكلة أخرى بسبب حجم الكمية، وقد ذكر الكاتب بأن حتى بالنسبة للولايات التي تسمح بعملية الحرق والمحارق اصبحت تضع عراقيل ضد نقل المخلفات الطبية لمرضي الأيبولا إليها. ايضا مشكلة اخرى واجهتهم وهي القوانين واللوائح الخاصة بنقل النفايات الخطرة عبر الولايات حيث انها تصنف هذا النوع من المخلفات: المواد المعدية الفئة (أ) أي المواد القادرة على التسبب في الوفاة أو العجز الدائم، وتتطلب نقلها موافقات خاصة من وزارة النقل.
في الجانب الأخر هناك من يعتقد بأن هذه المشكلة هو أمر مبالغ فيها لأن فيروس الإيبولا لا ينتقل عبر الهوء أو الماء أو عبر الغذا ويمكن حتى للمستحضرات التنظيف والمواد الكيماوية القضاء عليه.
Article: Monte Morin , Another Ebola challenge: Disposing of medical waste, Los Angeles Times, 2014 October 19
بارك الله فيك، مقال جميل ومفيد فعلا، لقد زاد إدراكي بمشكلة المخلفات الطبية بمجرد قراءة هذا المقال. نتمنى ان تكون هناك خطوات جادة في اتخاذ الإجراءات السليمة لتخلص من جميع انواع المخلفات والحد من انتشارها فهي كارثة قد تنفجر في اي لحضة.