Skip to main content

الكوارث البيئية: مأساة انهيار مكب باياتاس في الفلبين

تسبب مكبات النفايات المفتوحة عدة كوارث بيئية من ضمنها الانهيارات الأرضية، في هذه المقالة قصة مشهورة لأنهيار مكب مفتوح في الفلبين سبب في تدمير بيوت ومقتل المئات وأختفاء العشرات لم يتمكنوا من أيجادهم تحت كتل القمامة التي أنهارت عليهم.

Environmental disasters: the tragedy of the Payatas landfill collapse in the Philippines

تشكل مكبات النفايات المفتوحة (Open Dump) خطر كبير على المجتمعات وعلى البيئة المحيطة بسبب أحتوائها على شتى أنواع النفايات الخطرة والتي لا يتم التخلص منها بواسطة ردمها بالطريقة السليمة، أو أنها يتم حرقها في الهواء الطلق فتنتج إنبعاثات أبخرة سامة منها، أو تكون تلك النفايات غير معالجة بيئة مناسبة لتزايد الحشرات والقوارض فتكون سبب في انتشار الأمراض والأوبيئة في المجتمعات المحيطة. أو ما تسببه المكبات المفتوحة من روائح كريهة المنبعثة من السوائل المترشحة من النفايات العضوية والتي ربما تتسلل وتصل بسمومها إلى الخزانات المياه الجوفية أو السطحية إذا كانت قريبة.

بالإظافة إلى ذلك، تشكل المكبات المفتوحة خطر بيئي كبير وهي الانهيارات الأرضية، وهناك عدة قصص حدثت في دول العالم النامي حيث سببت الانهيارات الأرضية للمكبات في قتل العديد من العاملين أو نابشي النفايات أو الأهالي اللذين يتاجرون بالنفايات ويعيشون في بيوت قرب تلك المكبات المفتوحة.

الكوارث البيئية: مأساة انهيار مكب باياتاس في الفلبين
نابشي القمامة في مكب باياتاس بالفلبين

ومن أشهر تلك الانهيارات والكوارث البيئية التي حدثت حديثا هو انهيار مكب النفايات المعروف بأسم مكب باياتاس (Payatas landslide ) في مدينة كويزون بالفلبين في 10 يوليو سنة 2000. المدينة التي كانت تنتج في حوالي 2970 طن يومي من النفايات البلدية وترمة في هذا المكب. حيث بداءت الكارثة بانهيار كثل كبيرة من القمامة تم أشتعلت النيران فيها مما أدى إلى تدمير حوالي 100 منزل من الأهالي اللذين كانوا يسكنون على أطراف المكب النفايات المفتوح ويعيشون من نبش تلك القمامة والأتجار بمحتوياتها.

قُتل 218 شخصًا حسب البيانات الرسمية، وتسبب الانهيار في اختفاء 300 شخص. ومع ذلك ، تشير بعض المصادر إلى أن 705 شخص قد قتلوا في باياتاس وتشير مصادر أخرى إلى أن العدد أكبر بكثير من الرقم الرسمي وربما يفوق 1000 شخص. لم يتم معرفة عدد القتلى الفعلي في هذه الكارثة لأن المسؤولين ليس لديهم فكرة عن عدد الأشخاص الذين كانوا يعيشون بجوار مكب النفايات. أو لأن كان الموتى كانوا من الطبقة الفقيرة جدا ولا أحد يهتم بهم.

تم حفر حوالي خُمس جبل القمامة البالغ ارتفاعه 150 قدمًا فقط بحثًا عن الجثث. أعاقت الرائحة الكريهة للقمامة المتعفنة واللحوم المحترقة أعمال الإنقاذ، وكذلك نقص المعدات المناسبة، فكان على جميع رجال الإنقاذ والمتطوعين استخدام المجارف والمعاول، وكما استخدم العديد من الأقارب والناجين أيديهم العارية لنشل الجثث من تحت القمامة.

المأساة في هذه الكارثة ليس الانهيار الأرضي فقط ولكن الحريق الذي رافقه، ويبدو أن سبب الحريق اللاحق هو سقوط كابلات كهربائية أو مواقد نار مقلوبة في الأكواخ. قال إحد الناجين والذي دفنت أسرتها بالكامل تحت القمامة (زوجته وسبع بنات وأبناء أخيه) “هذه هي أرض الجحيم”. “في موسم الجفاف هناك ألسنة اللهب في كل مكان. وفي موسم الأمطار تحدث انهيارات أرضية “.

في عام 2000 ، ذكر عالم جيولوجي من جامعة الفلبين أنه قد يكون السبب الانهيار تسرب محتمل للمادة المرتشحة من مكب النفايات إلى خزان ماء أرضي يقع قرب المكب المفتوح مع هطول الأمطار الموسمية والأعاصير في تلك الفترة.

تم إغلاق مكب النفايات على الفور بعد الحادث من قبل الرئيس الفلبيني ولكن أعيد فتحه بعد أسابيع قليلة من قبل عمدة مدينة كويزون لتجنب تفشي وباء في المدينة بسبب القمامة غير المجمعة والتي تراكمت في شوارع المدينة والتي سببها الإغلاق المكب الرئيسي في المدينة.  

الكوارث البيئية: مأساة انهيار مكب باياتاس في الفلبين
أنهيار كتل القمامة في مكب باياتاس الفلبيني على البيوت القريبة

دفع الانهيار الأرضي للمكب الحكومة إلى إصدار القانون الجمهوري رقم 9003 أو قانون إدارة النفايات الصلبة البيئية لعام 2000، والذي يفرض إغلاق مكبات النفايات المفتوحة في الفلبين بحلول عام 2004 والتحكم في مكبات النفايات بحلول عام 2006. وفي ديسمبر 2010 تم أغلاق المكب القديم وتم انشاء مكب جديد قربه منفصل ولكن يدار بسياسة أكثر صرامة من المكب القديم، تحوي ارضيته على طبقة من القماش المشمع لمنع تسرب العصارة إلى المياه الجوفية. ولكن تم أغلاق المكب الجديد سنة 2017.

في يناير / كانون الثاني 2020، أمرت المحكمة الابتدائية الإقليمية بمدينة كويزون حكومة مدينة كويزون بدفع أكثر من 6 ملايين بيزو لأقارب ضحايا الانهيار الأرضي في باياتاس.

وفي الختام، أن الحل الجدري لمنع حدوث مثل هذه الكوراث في المستقبل هي الإدارة السليمة للنفايات، وخاصة تطبيق مبداء التقليل من المصدر وإعادة الأستخدام وإعادة التدوير (3Rs)، وتحويل النفايات القابلة للتحلل إلى سماد. وكذلك ضرورة وجود منشأت ومرافق لتحويل النفايات إلى طاقة (waste-to-energy) تكون صديقة للبيئة، وليست المحارق من ضمن الحلول لأنها مصدر كبير للأبخرة السامة الضارة، أما المكبات المفتوحة فيجب أن تلغى وتتحول إلى مكبات صحية تدار بها النفايات بطريقة سليمة، وتكون بها أنابيب لتجميع المترشحات والسوائل ومعالجتها وايضا يوجد بها أنابيب لأستعادة الغاز والأستفادة منه، وتحيطها أبار يمكن بها مراقبة المياه الجوفية.

Sources:

https://en.wikipedia.org/wiki/Payatas_landslide

Payatas dumpsite,  Wikipedia, the free encyclopedia

Sison, Bebor Jr.; Felipe, Cecilia Suerte (10 July 2001). “Payatas tragedy: One year after”. The Philippine Star. Retrieved 23 September 2019.

Peña, Rox (24 August 2017). “Payatas landfill is permanently closed”. Sun Star. Retrieved 23 September 2019.

Roxas, Pathricia Ann (August 6, 2017). “Environmentalists hail closure of Payatas dumpsite”Philippine Daily Inquirer. Retrieved 23 September 2019.

https://www.wsws.org/en/articles/2000/07/phil-j21.htmlhttps://www.geoengineer.org/news/paper-documents-failure-at-payatas-landfill-in-the-philippines-that-killed-330

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *