Skip to main content

هل يمكن لنا القضاء على فيروسات التهابات الكبد المعدية مع سنة 2030…؟

في يوم 28 يوليو/أيار من كل سنة يحتفل العالم بيوم التهاب الكبد العالمي وشعار هذه السنة فلنتحد وليكن القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، هذا المرض الفتاك والذي يشكل تهديد وخطورة كبيرة على الصحة العامة للناس جميعاً في محاولة للحد من الإصابات الجديدة بنسبة 90% والوفاة بنسبة 65%. تعتبر فيروسات التهابات الكبد من […]

في يوم 28 يوليو/أيار من كل سنة يحتفل العالم بيوم التهاب الكبد العالمي وشعار هذه السنة فلنتحد وليكن القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، هذا المرض الفتاك والذي يشكل تهديد وخطورة كبيرة على الصحة العامة للناس جميعاً في محاولة للحد من الإصابات الجديدة بنسبة 90% والوفاة بنسبة 65%.

تعتبر فيروسات التهابات الكبد من أكثر الأخطار المهنية التي تواجه العاملين في مجال الصحة بمختلف تخصصاتهم من خلال أداء أعمالهم في المستشفيات والمرافق الصحية، والتقارير والدراسات البحثية كثيرة جدا التي اثبتت وجود أعداد كبيرة من الإصابات في هذه الوظيفة، فالعاملين في الصحة هم أكثر الوظائف التي أرتبطت بمعدلات عالية من الإصابة بفيروسات الدم وبالأخص بفيروسات التهابات الكبد الوبائية. فلهذا دائما يتم تدريب العاملين في الصحة وخاصة من في إحتكاك مباشر مع مصادر العدوى الفيروسية كالمرضى المصابين بالأمراض الفيروسية المعدية وأدواتهم ومخلفاتهم. ولهذا يفرض دائما على السلطات الصحية ضرورة تحصين العاملين ضد فيروسات تليف الكبد المعدية.

هل يمكن لنا القضاء على فيروسات التهابات الكبد المعدية مع سنة 2030...؟

في هذه المقالة سأعرض بعض النقاط الرئيسية المهمة التي جاءت في تقرير عالمي مطول نشرته منظمة الصحة العالمية حول مرض تليف الكبد لسنة 2017 ، ويعتبر هذا التقرير أول تقرير عالمي شامل يصدر من المنظمة فيما يخص مرض تليف الكبد، يحتوي على معلومات واسعة عن كل فيروسات تليف الكبد والمجهودات العالمية التي بذلت ضد المرض مع الأرقام والأحصائيات والحقائق المسجلة حيث ذُكر في التقرير العديد من التقديرات العالمية والإقليمية ووضعت لأول مرة خطة للأستراتيجية العالمية لتتبع الخطوات التقدم في محاربة المرض. والتقرير ركز كثيراً على فيروس تليف الكبد البائي (HBV) والجيمي (HCV) لأنهم أكثر الأمراض الكبد الفيروسية فتكاً بالمصاب وأكثر معدلات وفيات (96%) سجلت في العالم بسبب الفيروسين. الهذف السامي لتقرير هو الحد من الإصابات الجديدة وإنقاذ الأرواح بين عامي 2015 و 2030.

أعطي التقرير في البداية نبذة عن حجم المأساة التي يسببها التهاب الكبد الفيروسي على مستوى العالمي حيث ذكر التقرير أن التهاب الكبد الفيروسي سبب 1.34 مليون حالة وفاة في عام 2015، وهو عدد مماثل إلى الوفيات الناجمة عن السل وأعلى من الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية. ومع ذلك، فإن عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي أخذة في الازدياد في حين أن الوفيات الناجمة عن السل وفيروس نقص المناعة البشرية أخذة في الانخفاض. معظم وفيات الناتجة من أمراض الفيروسات الكبد في سنة 2015 كانت بسبب أمراض الكبد المزمنة 720 ألف وفاة ناتجة عن تليف الكبد، و470 ألف وفاة ناتجة عن أمراض الكبد السرطانية (Hepatocellular Carcinoma). في سنة 2015 التقديرات كانت حوالي 257 مليون إنسان يعيشون مع العدوى المزمنة للألتهاب الكبد البائي (HBV)  معظمهم في أفريقيا ومنطقة غرب المحيط وحوالي 71 مليون إنسان يعيشون مع فيروس تليف الكبد الجيمي (HCV) في كل دول العالم بدون تحديد ولكن توجد إختلافات داخل البلدان، ولكن بصفة عامة في منطقة الشروق الأوسط وأوربا نسبة تواجده أكثر.

هل يمكن لنا القضاء على فيروسات التهابات الكبد المعدية مع سنة 2030...؟

في الجزء التالي من التقرير ذكرت أهم النجحات العالمية التي سجلت ضد المرض من قبل المختبرات الطبية المتخصصة في المناعة والأمصال وهو أستحدات لقاح ضد فيروس الكبد البائي (Hepatitis B Vaccine) أيضا المجهودات العالمية في أعطاء اللقاح الذي غطى 84% من مرحلة الطفولة عالمياً، وقد أدى ذلك إلى خفض كبير في أنتقال الفيروس الالتهاب الكبدي البائي في السنوات الأولى من حياة الأطفال. أما بالنسبة لفيروس التهاب الكبد الجيمي (HCV) لا زالت نسبته عالية بسببب تعاطي المخذرات، وايضا على مستوى الخذمات الصحية لا زالت هناك 5% من الحقن غير آمنة، لهذا هناك تقديرات حول الإصابات الجديدة لفيروس تليف الكبد الجيمي (HCV) ربما تصل إلى 1.75 مليون إصابة جديدة في عام 2015.

أحدى العقبات كانت عدم توفر الأختبارات والتحاليل الطبية بسبب الأسعار المرتفعة للعديد من المواطنين، وحسب ما ذكر التقرير بأن فقط 9% من المصابين بفيروس التهاب الكبد البائي (22 مليون) إجريت عليهم إختبارات للمرض، و20% من المصابين بفيروس التهاب الكبد الجيمي (14 مليون). من الأشخاص الذين تم تشخيصهم عدد قليل فقط تحصلوا على العلاج. في سنة 2015 فقط 8% من اللذين تم تشخيصهم (1.7 مليون) كمصابين بفيروس التهاب الكبد البائي تحصلوا على العلاج، وحوالي 7.4% من اللذين تم تشخيصهم (1.1 مليون) كمصابين بفيروس تليف الكبد الجيمي قد تحصلوا على علاج. كما ذكر التقرير أن العدد الأشخاص الذین تمت معالجتهم من فيروس التهاب الكبد الجيمي (HCV) وصل إلى 5.5 مليون في عام 2015، كان فقط حوالي نصف مليون من هؤلاء الأشخاص تلقى أحدث الأدوية وأكثر فعالية (Direct-acting Antivirals).

هل يمكن لنا القضاء على فيروسات التهابات الكبد المعدية مع سنة 2030...؟

ذكر في التقرير انه في سنة 2015 كان هناك 36.7 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في سنة 2015، وحوالي 2.7 مليون منهم مصاب بفيروس تليف الكبد البائي (HBV) و حوالي 2.3 مليون مصاب بفيروس تليف الكبد الجيمي (HCV) وان السبب الأكبر للوفيات والمرض هي أمراض الكبد وتليف الكبد الفيروسية، لهذا فالأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة وفي نفس الوقت التهاب الكبد الفيروسي يجب الاهتمام بهم وتوفير العلاج المناسب ضد الفيروسين.

عدة خطوات مهمة ذكرها التقرير يجب إتباعها من قبل كل السلطات الصحية بدول العالم للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي اولها: يجب أستحداث نظام معلوماتية أستراتيجيي مبني على عملية رصد وبيانات تستعمل لتوجيه وتغيير السياسات وتنفيذها. تانيا: خدمات التحاليل الطبية والعلاجية تحتاج لزيادة سريعة حتى تغطي الطلب المتزايد عليها ثالثا: الخدمات الصحية المقدمة لأمراض تليف الكبد يجب أن تعطي لجميع المرضى ويستفيد منها الجميع، رابعاً: يلزم توفير التمويل المالي المستدام لكي تتمكن من التغطية الصحية الشاملة للخطة الصحية حتى سنة 2030، خامساً: الأبتكارات ضرورية لتشخيص جديد وطرق العلاج مبتكرة وتطوير اللقاحات واختبارها وتقديمها بسرعة للقضاء على التهاب الكبد الفيروسية وتحقيق الأهداف المرجوة.

فهل يمكن للعالم القضاء على أمراض تليف الكبد الفيروسية مع حلول عام 2030 كما يقترح ويأمل الخبراء بمنظمة الصحة العالمية؟

الإجابة عن هذه السؤال من وجهة نظري الشخصية هو نعم وليس هذا بالمستحيل فقد حدتث نجاحات كبيرة في محاربة هذا الفيروس منذ أكتشافة حتى الأن تبشر بمقدرة العالم على التغلب على هذا المرض الفتاك، وقد أورد التقرير بعض من تلك الرؤى والتوقعات من سنة 2015 إلى سنة 2030:

1- لقد غطت اللقاحات لفيروس تليف الكبد البائي (HBV) الثلاث جرعات حوالي 84% من العالم في سنة 2015 ومتوقع أن تغطي 90% مع سنة 2030.

2- مع سنة 2015 غطى لقاح  فيروس تليف الكبد البائي (HBV) الذي يعطى للأطفال منذ الوالدة نسبة 39% من العالم ومتوقع أن توصل التغطية إلى 90% مع سنة 2030. (Prevention of mother-to-child transmission)

3- بالنسبة لفحص سلامة دم المتبرعين وجودته (Blood Donations Screen) من فيروسات تليف الكبد البائي والجيمي وصلت 97% ومتوقع وصولها إلى 100%، سابقاً كانت هذه أحدى طرق إصابة الأخرين المعروفة بالمرض وأنتشاره خلال السنوات الأولى من ظهور فيروسات تليف الكبد وقبل أجراء التحاليل المعملية الروتينية في مصارف الدم للكشف عن الفيروس.

4- برنامج الحقن الآمن (Injection Safety) الذي غطته المنظمة خلال سنوات الماضية كان ناجح جدا حتى الأن، فالحقن الغير آمن فقط 5% في سنة 2015 والمتوقع يصل إلى 0% مع سنة 2030.

5- التقليل من مخاطر الحقن في نقل مرض تليف الكبد عبر تعاطي المخذرات بتوزيع الحقن والإبر النظيفة مجانا على المتعاطيين، كان متوسط توزيع الحقن حوالي 27 حقنة والمتوقع مع سنة 2030 أن يتم توزيع 300 حقنة حتى لا يتم إعادة أستعمال الحقن الملوثة وتكون سبب في انتقال الفيروس إلى المتعاطيين.

6- الأختبارات والتحاليل الطبية لفيروسات تليف الكبد البائي (HBV) والجيمي (HCV) متوقع أن تشهد تغطية وزيادة ملحوظة عاى مستوى العالم من 9% في سنة 2015 إلى المتوقع 90% مع سنة 2030 بالنسبة لفيروس تليف الكبد البائي (HBV)، و 20% في سنة 2015 إلى 90% مع سنة 2030 بالنسبة لفيروس تليف الكبد الجيمي (HCV).

7- واخيرا علاج المرض ففي سنة 2015 كان 8% من المصابين بفيروس تليف الكبد البائي (HBV) قد تحصلوا على علاج و 7% من المصابين بفيروس تليف الكبد الجيمي (HCV) بينما المتوقع من قبل الخبراء بالمنظمة أن يصل نسبة العلاج إلى 80% من سيتم تقديم العلاج لهم مع سنة 2030.

هل يمكن لنا القضاء على فيروسات التهابات الكبد المعدية مع سنة 2030...؟

كل هذه الخطوات ستساهم بعون الله في القضاء على هذا الفيروس المعدي والحد من انتشاره وعلى كل الدول العمل بجد للقضاء على المرض في بلدانهم فالمرض فتاك والخسائر الناتجة عنه كبيرة جدا والأرقام المسجلة مقلقة للجميع وبالعمل الجاد يمكن لنا القضاء على هذا القاتل الأكبر في العالم.

 

References:

Global Hepatitis Report 2017. Geneva: World Health Organization; 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


المنشورات ذات الصلة

التأثيرات البيئية للنفايات البلاستيكية

تزايد الوعي العام بالتأثير البيئي للنفايات البلاستيكية، وما تسببه من أضرار سوء على المدى القصير …

المعالجة المبدئية للنفايات الطبية المعملية

معامل ومختبرات التحاليل الطبية تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من النفايات الطبية ذات خطورة وضرر كبير ع…

الجرائم البيئية

الجرائم البيئية (Environmental Crimes) أصبحت واقع يعيشه العالم نتيجة الأرباح الضخمة التي تجنيها …