Skip to main content

إزدهار سوق سوداء في المتاجرة بالنفايات الكيميائية السامة

The Growing of Black Market in Toxic Chemical Waste يعتبر المركب الكيماوي تنائي الفينيل متعدد الكلور (Polychlorinated Biphenyls, PCBs) أحد الملوثات العضوية الثابتة الأولى (Persistent Organic Pollutants) البالغ عددها 12 ملوثة المقيدة بموجب اتفاقية استكهولم الدولية (Stockholm Convention). وهي مجموعة من المواد الكيميائية الصناعية التي تم حظرها في معظم دول العالم منذ الثمانينيات القرن الماضي […]

The Growing of Black Market in Toxic Chemical Waste

يعتبر المركب الكيماوي تنائي الفينيل متعدد الكلور (Polychlorinated Biphenyls, PCBs) أحد الملوثات العضوية الثابتة الأولى (Persistent Organic Pollutants) البالغ عددها 12 ملوثة المقيدة بموجب اتفاقية استكهولم الدولية (Stockholm Convention). وهي مجموعة من المواد الكيميائية الصناعية التي تم حظرها في معظم دول العالم منذ الثمانينيات القرن الماضي بسبب سميتها العالية جدا وخطورتها الشديدة على الإنسان والبيئة والتي كانت ولا زالت تستخدم في مجال الطاقة الكهربائية في العديد من الدول.

إزدهار سوق سوداء في المتاجرة بالنفايات الكيميائية السامة

المركب الكيماوي تنائي الفينيل متعدد الكلور (Polychlorinated Biphenyls, PCBs) درجة سميته عالية ومسبب للسرطان ويرتبط أيضا بأضطرابات النمو لدى الأطفال ولا يوجد علاج محدد وفعال للتعرض المزمن له. وهو سائل زيتي مائل للأصفرار إلى عديم اللون مع عدم وجود رائحة أو طعم له، يتم الحصول عليه في كثير من الأحيان عبر تسربه من المعدات الكهربائية القديمة. حالياً إزدهرت السوق السوداء للتجارة به في جميع أنحاء أفريقيا حيث يتم سرقتها من المحولات الكهربائية النشيطة والموقوفة للاستخدام كدواء ووقود وحتى زيت للطهي.

المعروف على هذه الكيماويات أنها لا تتكسر ويمكن أن تتبخر وتسافر إلى مسافات بعيدة جدا فتلوث التربة والمياه وتتراكم في الأنسجة الدهنية للإنسان والحيوان والأسماك حيث تشكل هذه المواد الكيميائية تهديداً حقيقياً للحياة والتنوع البيولوجي فتأثيراته كبيرة في الغدد الصماء وفي نظم المناعة ويسبب عيوب خلقية عند التكاثر لدى الكائنات الحية.

إزدهار سوق سوداء في المتاجرة بالنفايات الكيميائية السامة

في مقالة بيئية تكلمت عن الأستعمال الخاطيء لهذه المركب الذي اطلق عليه تسمية  “الزيوت السحرية” من قبل الجاهلين به (كالمشعودين والمعالجون التقلديون وبعض الرهبان وغيرهم) واللذين يستخدمونه كطب شعبي بديل في علاج مختلف الإصابات والعديد من الأمراض، بحيث يتم استعماله لوحده وأحيانا مرافق للنباتات الطبية المحلية والتي لازالت إلى حد الأن تحظي بشعبية في العديد من الدول. وقد ذكر في المقالة عن لسان أحد المعالجين به أنه يستخدم الزيت ككريم لعلاج العديد من الأمراض الناجمة عن الديدان والتورمات وفي شفاء الجروح بسرعة  أو حتى في شفاء العرج.

العمال داخل المرافق التي توجد بها هذه الزيوت أو تخزن بها أو يتعاملون مع أجهزة يحتمل أن تحتويها هم عرضة للخطر، والأمر ينطبق أيضا على أفراد المجتمع الذين يعيشون قرب مناطق التخزين فيجب توعيتهم جميعاً وتذكيرهم بأستمرار بمخاطرها والتعامل معها بحذر لمنع استعمال هذه الزيوت الضارة والحد من تأثيراتها السامة.

المساعي الدولية للتخلص من هذه الزيوت السامة

أنتبهت العديد من الدول الإفريقية لخطورة هذه الكيماويات وكثرة استعماله فوضعت برامج وقائية للتخلص من زيوت ثنائي الفينيل متعدد الكلور الموجودة في المحولات والمكثفات الكهربائية حتى لا تصل تلك الزيوت للإيدي الخطاء ويتم إستخدامها.

إحدى هذه المبادرات هي المبادرة الدولية الإفريقية مدتها خمسة سنوات غطت 12 دولة من دول الجنوب أفريقيا حيث خصص مبلغ أربعة وثلاثون مليون دولار لدعم التخزين الآمن والتخلص من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور تمشياً مع اتفاقية استكهولم الدولية، والمتوقع في هذه المبادرة أنه سيتم التعمل مع 2500 محول كهربائي فردي يحتوي على ما لا يقل عن ألف طن متري من الزيوت الملوثة.

لقد ذكر الكاتب في المقالة بأن العالم قد انتج حوالي 1.7 مليون طن من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (Polychlorinated Biphenyls, PCBs)  بين عامي 1929 و 1989، وهذه الكميات الضخمة أنتشرث في العديد من المنتجات وخاصة المعدات الكهربائية والتي لا تزال قيد الاستخدام أو مخزنة للتخلص منها. كما سبب الأهمال في التعامل معها أنتشار كميات ضخمة منها للبيئة المحيطة، وحسب الدراسات فقد وجدت هذه الملوثات في أعمق جزء من المحيط الهاديء، مما يدل على حجم تغلغل هذه الملوثات في الكوكب الأزرق.

وأخيراً، العمل الجماعي الذي تقوم به دول العالم حالياً من خلال اتفاقية استكهولم الدولية لتطبيق أهدافها في التخلص التدريجي من استخدام مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (Polychlorinated Biphenyls, PCBs) بحلول عام 2025 مع التخلص الآمن من المخزونات المتبقية بحلول عام 2028، هو عمل جبار ويجب دعمه من الجميع، فهذا العمل السامي يستفيد منه الجميع وينقد الكوكب من سموم هذه المركبات شديدة الخطورة التي صنعها الإنسان بيديه.

References:

United Nations Environment Programme , The dangers of modern magic: the growing black market in medicinal use of toxic chemicals. April 29, 2019

https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/dangers-modern-magic

https://www.thegef.org/news/dangers-modern-magic-growing-black-market-medicinal-use-toxic-chemicals

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *